لفت العدد المتزايد من قتلى الجيش الإسرائيلي بنيران صديقة، اهتمام التحليلات العبريّة والمراقبين للحرب في غزة.

وفي التفاصيل، كشف المحلل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، يوآف زيتون عن سلسلة من حوادث السلامة الغريبة التي تعرض لها الجنود في قطاع غزة في الأيام الأخيرة، والتي أدت في إحداها إلى مقتل ضابط إسرائيلي.

وبحسب الصحيفة العبرية، ووفي الأيام الأخيرة، وقعت 3 حوادث خطيرة تتعلق بالسلامة بين كتائب الاحتياط العاملة في قطاع غزة، قتل في أحدها الرائد احتياط يانيف يستحاق أورين خلال معركة في موقع استيطاني داخل محور نتساريم".

وأوضح المحلل العسكري، "إلى جانب تراجع عدد القوات، وجولات القتال المطولة التي يخوضها جنود الاحتياط لمدة عام تقريبا، كانت هناك سلسلة من حوادث السلامة التشغيلية في قطاع غزة مؤخرا.

وأضاف المحلل أن التفاصيل الأولية لتحقيق الجيش الإسرائيلي تشير إلى أن خلية من 4 مقاتلين تمكنت في وضح النهار من التسلل إلى منطقة خاضعة لسيطرة عمليات الجيش الإسرائيلي في محور نتساريم الذي يفصل شمال قطاع غزة عن جنوبها، حيث أطلقوا النار على الضابط الإسرائيلي أورين، فأصابوه، ولكنه تمكن من الرد على النار وقتل أحد المهاجمين، وقُتل لاحقا متأثرا بجراحه".

ونقل زيتون عن رواية الجيش الإسرائيلي التي تقول "أثناء الهجوم، انفجر سلاح واحد على الأقل لضابط إسرائيلي نتيجة للأوساخ المتراكمة فيه. ووفقا للشهادات، عانى جندي آخر في القوة أيضًا من عطل خطير في سلاح مماثل. كجزء من الدروس المستفادة من التحقيق، طلب من جنود الاحتياط الحفاظ على أسلحتهم نظيفة يوميا".

كما نقل عن مصادر الجيش الاسرائيلي اعترافها بأن "هذه حادثة استثنائية يزداد فيها مستوى جرأة مقاتلي حماس الذين يصلون مسلحين إلى موقع دائم لجيش الدفاع الإسرائيلي في محور نتساريم".

وكانت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) قد بثت مشاهد غير مسبوقة لكمين نصبته في محور نتساريم، وقالت إن 4 من مقاتليها تمكنوا من دخول المحور والإغارة على قوة إسرائيلية مكونة من جيبين، وتفجير عبوتين بأفرادهما، وإيقاع قتلى وجرحى في صفوفهما.

وتعليقًا على الحادث، قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي "في أعقاب الحادث المؤسف، يجري تحقيق، وبعد ذلك سيتم تعلم الدروس وتقديم نتائجه إلى العائلة الثكلى". أما الحادث اللافت الثاني الذي تعرض له الجنود، فقد وقع قبل بضعة أيام، عندما أطلق جندي إسرائيلي صاروخًا مضادًا للدبابات محمولًا على الكتف دخل حديثا للخدمة في الجيش الإسرائيلي، ولكنه استخدم القاذف بالاتجاه المعاكس، دون أن يتسبب ذلك بإصابات في الجنود، لأنهم لم يكونوا خلف القاذف مباشرة وإنما على جانبه.

وأوضح المراسل العسكري أن سبب الخطأ الخطير هو أنه "تم وضع الملصق الذي يحدد اتجاه إطلاق النار رأسا على عقب، لذلك كان المقاتل مرتبكا"!. وشرح زيتون الحادث الثالث الذي قال إنه وقع أول أمس، بالقول "خلال تفتيش روتيني للذخيرة لدبابة في موقع عملياتي على حدود غزة، وصل طاقم التسلح إلى الدبابة من أجل التحقق من سلامتها دون إبلاغ طاقمها الموجود بقربها.

وأضاف، قام الفاحصان من قاعدة "تسيلم" البرية بفحص برج الدبابة والكهرباء، وقام أحدهما أيضا بفحص نظام إطلاق الدبابة، وضغط على زناد الإطلاق للتأكد من أن النظام يعمل دون معرفة أن الدبابة محملة بقذيفة. في البداية، خشي فريق الفاحصين من أن يكون صاروخًا مضادًا للدبابات هو الذي أصاب الدبابة بسبب الانفجار القوي، ولكن سرعان ما أصبح واضحا أنه لم يصب أحد في الحادث". وفي أخر إحصائية، ووفقًا للجيش الإسرائيلي، اعتبارًا من مايو 2024، قُتل 49 جنديًا إسرائيليًا من أصل 278 جنديًا قتلوا أثناء معارك مع المقاومة بقطاع غزة بنيران صديقة وفي حوادث أخرى. وفي الشهر نفسه، قتل 6 جنود من لواء المضليين، في معارك جباليا شمال قطاع غزة، بعدما أطلقت دبابتين على مبنى تواجد فيه الجنود.

ووثقت العملية "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة حماس، معلنة مقتل 12 جنديا إسرائيليا في عملية مركبة بمخيم جباليا شمال قطاع غزة. وقالت الكتائب في بيان: "في عملية مركبة بمخيم جباليا شمال قطاع غزة، قام مقاتلو القسام باستهداف جرافة عسكرية من نوع D9 بقذيفة الياسين 105، واستهداف قوة صهيونية (إسرائيلية) تحصنت داخل أحد المنازل بقذيفتين مضادتين للأفراد والاشتباك معها".

وأضافت: "فور تقدم قوة النجدة للمكان، تم تفجير عبوة شواظ في دبابة ميركافاه، وبعد محاولة سحب عتاد القوة المستهدفة الملقية على الأرض قام سلاح الجو الصهيوني بقصف المكان بشكل همجي، وأكد مقاتلونا مقتل ما لا يقل عن 12 جندياً (إسرائيليا) في العملية.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]