بعد النجاح الذي حققته حملة "نقف معًا" لجمع المساعدات لغزة،  انطلقت في الأيام الأخيرة حملة أخرى لجميعة "رحمة حول العالم" وهي جمعية أمريكية مسلمة، تنشط في البلاد منذ سنوات، وكانت من قبل تنسق عملها مع منظمة "إغاثة 48" الموقوفة عن العمل حاليًا، والآن استطاعت إدارة الجمعية في الولايات المتحدة التنسيق مع مكتب محاماة داخل إسرائيل الذي استصدار الموافقات لجمع المساعدات، وقد ساهمت هذه الحملة بزيادة عمليات جمع المساعدات، في مختلف البلاد، ليصبح المشهد داخل المجتمع العربي وكأنه حالة منافسة بين البلدات العربية من الذي سيخرج أكبر كم من المساعدات، بصرف النظر ما اذا كان سيتم تقديمها لحملة "نقف معًا" أو لحملة "رحمة"، يقول محمد قدوس وهو مدير منظمة رحمة حول العالم في فلسطين، وهو متواجد في شمال غزة: "نتوقع أن نبدأ في الأيام القادمة بإدخال المساعدات إلى جنوب غزة عبر معبر كرم أبو سالم، وإلى شمالها أيضًا، وذلك عبر معبر إيرز، في الفترة الأخيرة أدخلنا بعض المواد الغذائية التي تم شراؤها من تجار في الضفة الغربية ومساعدات من الأردن، والآن سنبدأ بإدخال المساعدات التي تأتي من أهلنا في داخل الخط الأخضر، وذلك بعد محاولات عديدة في الماضي لم تنجح، فحتى اغلاق معبر رفح كنا ندخل مساعدات من دول العالم عبره، ثم توقف كل شيء ومؤخرًا سمح بإدخال بعض المعونات عبر معبر إيرز".

غزة، متعطشة لكل شيء 

"غزة متعطشة لكل شيء" يقول قدوس "من أبسط الاحتياجات إلى مسليات الأطفال، كل شيء حرفيًا، ناهيك عن حاجتها إلى صيانة أو إعادة بناء البنى التحتية للصرف الصحي وللتعليم وغيرها، ولكن الآن ما زال الوقت مبكرًا للحديث عن هذا، الناس بحاجة ماسة للمساعدات بكافة أنواعها، هنالك عائلات في شمال قطاع غزة منذ 10 شهور لم تذق اللحوم أو الفواكه، وفي شمال قطاع غزة يوجد نحو 120 ألف عائلة، أي نحو 400 ألف نسمة، وتعمل بعض المنظمات الاغاثية الدولية ولكن عملها محدود جدًا بسبب الظروف".

ويروي قدوس تعقيبات ومشاعر الناس من الصور التي تصلهم لحملات جمع المساعدات "بلا شك الناس في غزة شعروا بارتياح وبسعادة عندما شاهدوا أبناء شعبهم يهبون لمساعدتهم، شعروا أنهم ليسوا لوحدهم، هذا بلا شك شعور جيد في ظل هذه المشاعر السيئة التي ترافقنا منذ شهور، ولكن الأمر الآخر الجيد الذي شعر الناس به، هو فكرة أن مجرد سماح إسرائيل لأهل الداخل بجمع المساعدات، هذا يعني أن نهاية الحرب اقتربت، وهذا ما يرجوه كل غزاوي، صحيح أن المساعدات لن تدخل فورًا كلها، ولكن مجرد تجميعها وتصنيفها ووضعها في المخازن، سيسهل من إدخالها اذا توقف الحرب أو توصلوا إلى هدنة معينة".

معايير الإغاثة


ونشر صباح الثلاثاء، بيان من جمعية "رحمة" العالمية والتي اكدت فيه التزامها بمعايير اعمال الإغاثة تحت مظلمة الأمم المتحدة وحذرت من أي اعمال جمع اغاثات باسمها في البلدات العربية داخل الخط الأخضر دون تنسيق مع مكاتبها في الولايات المتحدة، وقال قدوس معقبًا على هذا البيان "أن الحديث يدور عن عمليات تجميع مساعدات في مناطق بشكل غير منسق، ولا تشملها الموافقة لإدخال المساعدات بالوقت الحالي، مثل مناطق القدس ومناطق أخرى، لذلك كان على الجمعية اصدار هذا البيان، للتأكيد على الناس والناشطين بعدم البدء بعملية جمع مساعدات باسم الجمعية دون تنسيق مع الجمعية لتتمكن من استلامها لاحقًا دون عوائق ودون المس بالعمل الإنساني القائم".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]