جاء في البيان الثلاثي المشترك يوم الخميس أن "الرئيس بايدن وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يدعون إسرائيل وحماس للمشاركة في جولة أخيرة من المفاوضات يوم الخميس المقبل لإتمام اتفاق وقف إطلاق النار في غزة".
وذكر بايدن والشيخ تميم والسيسي في البيان: "لقد حان الوقت لوضع حد للمعاناة الطويلة الأمد للفلسطينيين في قطاع غزة، وكذلك للرهائن وعائلاتهم.. لقد حان الوقت لإتمام إتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن والمعتقلين".
نتنياهو لا يستطيع التهرب
وفي حديث لموقع بكرا مع المحلل السياسي أمير مخول قال: "سيكون من الصعوبة بمكان أن يتهرب نتنياهو من استحقاقات الصفقة في أعقاب دلالات البيان الثلاثي الأمريكي المصري القطري بصدد الصفقة، والتحول الى لهجة التحذير من عدم إبرامها. بينما لن يكون من المفاجئ أن يرفض نتنياهو الصفقة مرة أخرى وبذرائع شتى من ابتكاره.
نتنياهو يعيق الصفقة
قد يضطر واحد او اكثر من قادة الأذرع الأمنية والمفاوضين الاسرائيليين الى الاستقالة والتصريح الى الجمهور الواسع بصدد تعويق نتنياهو شخصيا للصفقة، إذ بات في وضع سيطرة عسكرية تلائم كل الخيارات والضمانات لإسرائيل وفقا للجيش والشاباك والموساد.
في النظرة الإسرائيلية الأمنية ووفقا للتقديرات " فإن السنوار اكثر ليونة من هنية في ادارة المفاوضات، كما انه بات شبه وحيد بعد تصفية معظم قادته السياسيين والعسكريين".
تكثيف العمليات الابادية
وتابع مخول قائلًا: "تشهد الأيام الاخيرة وكلما اقتربت من لقاء اطراف التفاوض نحو نهاية الاسبوع، تصعيدا اسرائيليا فتاكا في قطاع غزة، في حين ان كل الانظار تتجه نحو الجبهة الشمالية والرد الإيراني المحتمل وهي ما تجد فيه إسرائيل فرصة لتكثيف عملياتها الابادية على شاكل مجزرة مدرسة ومصلى "التابعين".
كما تقوم اسرائيل بتكثيف استخدام تكنولوجيا الذكاء الصناعي الحربية الفتاكة، وتوسيع استخدام برمجة "لافندور" من تطوير الوحدة 8200 في الاستخبارات العسكرية المترافقة مع توجيه ما يطلق القنابل الغبية والتي أحدثت مجزرة التابعين، بناء على تشخيص السكان واستهداف شمولي لهم. الا ان رد الفعل الدولي لم يردع اسرائيل بل انه كما لو اعتاد على هذه الابادة المستدامة بوتيرة ثابتة، وهو ما ترى به الحكومة والجيش "تصريحا بالقتل" وبأن هذه المجازر هي الطريقة المثلى للضغط على حماس".
لبنان ورد ايران
وأكمل مخول حديثه: "المتغير الجديد في الحالة الراهنة هو المتغير اللبناني من جهة حزب الله واحتمالية رد ايراني. فمن ناحية تنتهج إسرائيل سياسة تدفيع الثمن الباهظ للبنان كدولة ومجتمع، وذلك كي يضغطوا بدورهم على حزب الله وفقا لاسرائيل، ثم تأتي الدعوات اللبنانية والعربية بالتروي والتريث بهدف إعطاء فرصة لجولة المفاوضات التي تبدو محاولة اخيرة لإبرام الصفقة وعلى أساسها لتبريد الجبهات.
من مداولات الحكومة يبدو نتنياهو اكثر ترددا من غالنت والجيش في الدخول في حرب شاملة مع حزب الله، وهي الجبهة التي يوجد إجماع بأنها الأكثر خطورة في إسرائيل وعليها. هذه الحالة من القلق والترقب باتت مستنزفة جدا لاسرائيل، كما ان معادلة الردع المتبادل لا تزال على حالها جوهريا، إلا إذا كانت فرصة إسرائيلية لتوريط الولايات المتحدة في حرب إقليمية ذات أبعاد دولية مباشرة عسكريا وأمنيا واقتصاديا، ستلقي بظلالها على الانتخابات الأمريكية.
هذا الوقع وفي حال اصرار ادارة بايدن على عدم الدخول في حرب من شأنه أن يدفع حكومة نتنياهو الى التعقل الاضطراري والمضي في خيار تبريد الجبهات من خلال الصفقة ووقف إطلاق النار المستدام في غزة".
[email protected]
أضف تعليق