صادقت اللجنة البلديّة للمحافظة على المباني والمواقع في بلدية حيفا بالإجماع مؤخرًا على مسح تخطيطي للمحافظة على عشرات المباني التاريخيّة، بينها مبان عربية، في حيّ الهدار في مدينة حيفا بحيث يكون هذا المسح التخطيطيّ، الثاني والثالث من ثمانية مخطّطات تعمل لجنة الحفاظ على المباني على تحضيرها والمصادقة عليها.
ويتطرّق المسح التخطيطي الى منطقتين، المسح التخطيطي رقم 2 والذي يشمل أكثر من 190 مبنًى في منطقة الهدار والشوارع المركزيّة، هرتسل، هحالوتس، سيركين وسوكولوف؛ والمسح التخطيطي رقم 3 في الهدار والذي يشمل اكثر من 200 مبنًى في الحيّ الشرقيّ، شارع هشومير، برازيلي، وشارع يلاغ وهراف هرتسوغ.
• الحفاظ على النسيج المعماري
ويشمل المسح العديد من المباني والتي يجب الحفاظ عليها والتي تتّسم بأشكال معماريّة مختلفة عبر المراحل التاريخيّة المختلفة التي مرّت على المدينة والتي امتدّ بناؤها في فترات زمنيّة مختلفة، واعتمدت على أساليب بناء متعدّدة كالبناء القديم والعربيّ والتاريخيّ مع الطابع المميّز والمباني الأكثر حداثة والمنفردة بأساليب ومواد وطابع البناء. ويتم تعريف هذه المباني كمبانٍ يجب الحفاظ عليها وفق معايير خاصّة والتي بموجبها يتمّ تحديد مدى أهميّة الحفاظ على هذه المباني وبالتالي إدراجها في المسح التخطيطيّ بعد تحديد المباني والمواقع المعدّة للمحافظة ووضعها في لائحة المحافظة البلديّة ومنع هدمها مستقبلًا.
تكمن أهميّة المسح التخطيطيّ المصادق عليه من قبل لجنة الحفاظ على المباني في وضع تعليمات عامّة للحفاظ على المباني التاريخيّة ومنع هدمها بتاتًا، وإلزام أي مخطّط مستقبليّ للبناء باستخدام مواد بناء تتلاءم مع المبنى وتمنع تشويه المبنى وتغيير طابعه وتعمل على إزالة إضافات لا تتلاءم مع المبنى وتسيء له، كما أنها تحدّد العمل وفق تعليمات تضمن الحفاظ على الأساليب المعماريّة التاريخيّة وبشرط الحفاظ على النسيج المعماري المتكامل والمميّز للحيّ وللمنطقة.
• بيادسة: تطوير يحترم التاريخ
وقال المحامي فاخر بيادسة، عضو لجنة التخطيط والبناء ولجنة الحفاظ على المباني: هذا المسح التخطيطيّ هامّ جدًا للحفاظ على مدينة حيفا وماضيها وهويّتها، والحفاظ على كل المباني التاريخيّة والقديمة وكل ما تبقى منها ومن أشلائها كالتزام واضح وحاد ومسؤوليّة للحفاظ على ماضي مدينتنا وهويّتها وروايتها، فكل مبنى يجسّد تاريخ وحكاية المدينة على امتداد فترات زمنيّة مختلفة، فمستقبل المدينة يبدأ أولًا في الحفاظ على ماضيها. نحن مع تطوير المدينة دائمًا، بشرط ان يحترم البناء التاريخيّ والعريق وأن يتماشى معه يد بيد، وأن يتمّ البناء بجرعات مدروسة ومع الكثير من الحساسيّة أينما وجب ذلك. هذا المسح التخطيطيّ يجسّد عصارة رؤيا وبوصلة تلزمنا بالحفاظ على ما تبقى من حيفا وأحيائها العريقة امام براثن المستثمرين وأطماع من يعملون على طمس الهويّة.
وأضاف بيادسة: شدّدنا خلال الجلسة على أهميّة الحفاظ على هذه المباني من جهة وأهميّة العمل على إيجاد ورصد الآليات والموارد التي تضمن مساعدة الأهالي أمام أعباء وتكاليف ترميم هذه المباني من خلال صناديق خاصة من قبل بلدية حيفا ووزارة الإسكان، بهدف مساعدة الأهالي في ظل التكاليف الباهظة المطلوبة لترميم هذه المباني، فالإعلان عن المباني كمبان يجب الحفاظ عليها تثقل على كاهل السكان في أعمال الترميم بشكل كبير، لذلك من الهام إيجاد آليات تحفز على الترميم وتخفف من العبء والتكاليف الباهظة بهدف الحفاظ على الإرث والنسيج المعماريّ التاريخيّ والهامّ وصيانته.
[email protected]
أضف تعليق