تدين حرية- مبادرة لرفع الوعي المجتمعي لضرورة انهاء الاحتلال، الاعتداء الهمجيّ الذي تعرضت له أربع سيدات من رهط على أيدي المستوطنين في مستوطنة "جفعات رونين"، وتؤكد المبادرة أنّ هذا الاعتداء يعكس الوجه الحقيقي للاحتلال الإسرائيلي الذي يعزز عنف المستوطنين ويدعمهم في تنفيذ جرائمهم ضد الفلسطينيين، كما وتؤكد أنّ "دولة المستوطنين" أخذه بالتوغل والسيطرة على مفاصل الدولة وثقافة المجتمع الإسرائيلي .

وتؤكد حرية أنه وفق المعطيات التي تم رصدها من قبل المُبادرة، وهي ليست نهائية لفقر في المعطيات والتبليغ، فقد تم التبليغ منذ السابع من أكتوبر 2023 عن أكثر من 700 حالة اعتداء من قبل المستوطنين، بتواطؤ واضح من الجيش الإسرائيلي، كما تم تسجيل ما يزيد عن 100 حالة إحراق ممتلكات فلسطينية، بما في ذلك منازل ومركبات، وتم تدمير حوالي 18,000 شجرة، بما في ذلك أشجار الزيتون التي تُعتبر مصدر رزق رئيسي للكثير من العائلات الفلسطينية.

وتشير المعطيات ايضًا إلى أنّ هذه الهجمة الشرسة أدت إلى تشريد حوالي 1,200 فلسطيني، بما في ذلك 600 طفل، من المجتمعات الريفية، كما قُتل ما لا يقل عن 17 فلسطينيًا وأُصيب أكثر من 400 آخرين نتيجة لهذه الاعتداءات.

هذه الاعتداءات في الضفة الغربية ليست بمعزل عن السياسات القمعيّة التي تُمارس داخل أراضي الـ 48، فذهنية الاحتلال، ذات المنظومة الفكرية، تُعد المحرّك الرئيسي للسياسات الحكومية في الـ48، ولعل أقرب مثال على ذلك هو سياسة الهدم التي يقودها وزير الأمن الداخلي، ايتمار بن غفير، والذي يُصعد من هذه السياسة لإفراغ الحيّز من سكانه الأصلانيين تحت مسمى "فرض السيادة" وترسيخ الفوقية اليهودية ونهب الأرض الفلسطينية فعليًا وتوعويًا، وآخر هذه الحملات ما شهدناه في ام بطين بالنقب. هذا التصعيد يعكس نية الاحتلال للسيطرة على الحيز المكاني الفلسطيني بأكمله، سواء عبر توسيع المستوطنات في الضفة الغربية أو التضييق الممنهج على السكان في الداخل الفلسطيني.

وتؤكد "حرية" إن ما تتعرض له غزة من إبادة شعب يشغل العالم ويشغلنا نحن في الداخل الفلسطيني، مما يهيئ الأرض لليمين والحكومة اليمينية بالاستفراد بشعبنا في الضفة الغربية، ففي هذا الفراغ تستغل الحكومة الإسرائيلية الوضع لتكثيف هجماتها على الضفة الغربية وسكانها، عليه نناشد أهلنا في أراضي الـ48 إلى دعم إخوانهم في الضفة الغربية واسنادهم من خلال تكثيف الزيارات للمناطق المحتلة، في الضفة والقدس، وتعزيز صمودهم اقتصاديًا، سياسيًا واجتماعيًا.

اسناد

إن التضامن الفلسطيني في مواجهة هذه السياسات هو السبيل الوحيد للتصدي لمخططات الاحتلال التي تستهدف وجودنا وهويتنا. على الجميع أن يدرك أن الاحتلال في غزة، الضفة الغربية وداخل أراضي الـ48 هو جزء من سياسة واحدة تهدف إلى السيطرة الكاملة على الأرض، مما يستدعي التحوّل نحو صوغ اهداف واضحة تتعامل مع الصراع الإسرائيلي- فلسطيني بآليات نضاليّة تتعامل معه ليس كصراع قوميّ فقط بل كصراع كولونياليّ استيطانيّ.

كما نؤكد على ضرورة التحرك الدولي العاجل لمحاسبة إسرائيل على جرائمها المتصاعدة بحق الفلسطينيين، وفرض عقوبات دولية تردع استمرار هذه السياسات العنصرية. إن صمت المجتمع الدولي على هذه الجرائم يشجع إسرائيل على الاستمرار في ممارساتها القمعية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]