أبلغت اسرائيل الولايات المتحدة الأميركية بأنها سترد بقوة في حال استهداف حزب الله اللبناني قواعد عسكرية في المنطقة الوسطى والتسبب بإصابة مدنيين، فيما تواصل إسرائيل حالة الترقب لرد إيران وحزب الله المحتمل على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران والقيادي الكبير في حزب الله فؤاد شكر في بيروت.
وقال موقع والاه العبري، اليوم الخميس، نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين كبار لم يسمّهم، إنّ إسرائيل قلقة من إمكانية استهداف الحزب قواعد عسكرية في المنطقة الوسطى، وأوضحت للولايات المتحدة أنه إذا أصيب مدنيون إسرائيليون بأذى في الهجوم، فإنّ ردّ الجيش الإسرائيلي سيكون غير متناسب. وبحسب الموقع ذاته، فإنّ إسرائيل غير معنية بحرب شاملة مع حزب الله في لبنان، وهي تحاول الآن رسم خط واضح لتحديد ما يمكنها الرد عليه بطريقة معتدلة، وما الذي سيجبرها على تصعيد الصراع والمجازفة باندلاع حرب واسعة.
تخوف من عدم دقة صواريخ حزب الله
وأبلغ مسؤولون كبار في الجيش الإسرائيلي ووزارة الأمن نظراءهم في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، والقيادة المركزية للجيش الأميركي، بأنّ "إطلاق حزب الله الصواريخ طوال الحرب لم يكن دقيقاً، وأن محاولاته لضرب القواعد العسكرية كانت مصحوبة بأخطاء ومشاكل وأعطال خطيرة". وزعم مسؤولون إسرائيليون كبار أنّ "المخاوف أشد عندما يتعلّق الأمر بافتقار حزب الله إلى المهارة في إطلاق صواريخ أرض - أرض بعيدة المدى، والتي تحمل أيضاً رؤوساً حربية أكبر ويمكن أن تسبب المزيد من الأضرار والإصابات".
إسرائيل لن توجه ضربة استباقية وتنتظر رد إيران: توقع عمليات في الخارج
وقال مسؤول إسرائيلي كبير لم يسمّه الموقع: "في المناقشات الداخلية مع الولايات المتحدة، أكدت إسرائيل أنّ الثمن الذي سيدفعه حزب الله مقابل خطأ من هذا النوع سيكون باهظاً، وأنّ الحزب سيعاني من رد فعل غير متناسب إذا ألحق الضرر بالمدنيين كجزء من عملياته الانتقامية".
في غضون ذلك، يعتقد مسؤولون إسرائيليون وأميركيون أنّ حزب الله وإيران سيهاجمان إسرائيل في الأيام المقبلة القريبة، دون معرفة الموعد الدقيق وما سيشمله الهجوم. فيما يحافظ جيش الاحتلال الإسرائيلي، لا سيما سلاح الجو والجبهة الداخلية وقيادة المنطقة الشمالية، على حالة التأهب الكبيرة منذ عمليتي الاغتيال في طهران وبيروت.
سيناريو "الفرصة"
وأعلنت إسرائيل أنها استكملت استعداداتها للهجوم المحتمل منذ نهاية الأسبوع الماضي، فيما تستغل الوقت الحالي لتحسين وتعزيز التنسيق مع حلفائها في المنطقة، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأميركية، متوقّعة أن تحظى هذه المرة أيضاً بمظلة جوية وعمق استراتيجي يتيح لها التصدي للرد المنتظر.
وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم الخميس، أنّ السيناريو الأسوأ بالنسبة للجيش الإسرائيلي هو هجوم مشترك، منسّق وسريع من قبل إيران وحزب الله معاً، إلا أنّ تقديرات القيادة الأمنية والسياسية في إسرائيل تشير في القوت الراهن إلى أنّ احتمالات حدوث ذلك منخفضة، فيما تعزز الاعتقاد في الأيام الأخيرة بأنّ حزب الله سيهاجم أولاً في حين تواصل إيران تخبطاتها حول ما إذا كانت سترد وكيف سترد.
وتابعت الصحيفة أنّ التقديرات الإسرائيلية هي أنّ ردّ حزب الله جاهز، والقرار بشأنه قد اتُخذ فعلاً لدى قيادته، وأنه سيكون قوياً وسيركّز على أهداف عسكرية في الشمال وربما على منطقة حيفا بشكل خاص، التي توجد فيها العديد من القواعد العسكرية الإسرائيلية ومنشآت استراتيجية. وقد ينزلق هجوم من هذا النوع إلى المناطق السكنية القريبة من تلك القواعد العسكرية والمواقع الاستراتيجية، وربما يشمل الرد توسيع المعادلة والقيام بعمليات إطلاق صواريخ رمزية إلى ما بعد حيفا جنوباً، ربما إلى المنطقة الوسطى.
كما تشير التقديرات الإسرائيلية إلى أنّ الهجوم قد تراوح مدته ما بين ساعات وأيام ويتعلق ذلك بما سيحققه من نتائج من حيث الدمار وتسببه بقتل إسرائيليين. وترى إسرائيل أيضاً أنّ الحزب يحقق أهدافاً في معركة الوعي من خلال إبقاء التوتر الأمني والترقّب على رأس جدول الأعمال الإسرائيلي. في المقابل، تشير ادعاءات إسرائيلية إلى أنّ حياة الجمهور الإسرائيلي لم تتأثر، باستثناء التشويش الذي يشعر به عشرات الآلاف بسبب إلغاء مئات الرحلات الجوية في ذروة موسم السياحة.
ومن بين السيناريوهات التي وضعتها القيادة الأمنية الاسرائيلية سيناريو "الفرصة". ويعني هذا السيناريو، وفق ما ذكرته الصحيفة العبرية، أنه إذا أدى هجوم حزب الله إلى مقتل العديد من الإسرائيليين (على سبيل المثال عدد من منزلتين) فسيكون هناك هجوم جوي إسرائيلي فوري في لبنان ضد أهداف استراتيجية لحزب الله، وبموافقة من المستوى السياسي، وستتم أيضاً مهاجمة "مواقع مدنية مهمة يستخدمها حزب الله أيضاً".
[email protected]
أضف تعليق