منذ السابع من أكتوبر 2023 وحتى اليوم، ، سجّت حالات عنفٍ مروّعة وانتهاكات حقوقيّة سافرة من الشرطةٍ الاسرائيلية، فإلى جانب مئات الاعتقالات في القُدس والضفّة الغربيّة، سُجّل في الداخل مئات الاعتقالات بتهمة "التحريض على الارهاب والتماهي مع منظمة إرهابية"، وذلك بعد أن قاموا بنشر منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي يرفضون بها الحرب الدامية على قطاع غزة.
شتائم ولحظات مذلة
وتحدث المحامي سري خورية أحد المعتقلين في بداية الحرب عن الفترة التي مكث فيها في سجن مجيدو قائلًا: "تم اعتقالي ووضعي في سجن مجيدو الذي أصبح بالنسبة لي سجن ابو غريب، دخلت الى السجن مع أصفاد، طلبوا مني ان أتجرد من ملابسي، وهذا ما فعلته، فطلبوا مني ان اتعرى تمامًا، رفضت وتناقشت معهم وحاولت اقناعهم بأنني محامي وهذا لا يجوز ولكن لم يوافقوا على اعتراضي، وهذه كانت لحظة مذلة حقًا. كان أمامي عدة شبان فلسطينيين من الضفة الغربية الذين استمروا بضربهم بدون توقف. وطوال الوقت تعرضت للشتائم والبصاق من أفراد السجانين في السجن".
غرف تفتقر لأي ظروف حياتية
وأضاف: "وضعونا في غرفة رقم 8, غرفة تفتقر لأي ظروف حياتية معقولة، خالية ليس فيها سوى سرير حديد وفرشة رقيقة جدًا، دون غطاء، الحمام مكشوف ودون وجود الاحتياجات الاساسية للنظافة. كانوا يحضرون لنا اكل قليل، كنا نأكل بأيدينا، في تلك العشرة ايام خلال الاعتقالي خسرت ٨ كيلو من وزني. كانوا يأخذون المعتقلين من الغرف، ويضربون ضربًا مبرحًا لدرجة ايذائهم واهانتهم، واجبارهم احيانًا على النباح".
وأكمل: "بعد عدة أيام وضعوني في غرفة منفردة، الزنزانة رقم ٤، فيها تسجيل وكاميرات مراقبة طوال ٢٤ ساعة يوميًا، وكنت استطيع ان ارى ما يحدث من خلال الباب، كانوا يدخلون يوميًا للغرف من حولي في ساعات الليل ويبدأون بضرب المعتقلين".
عبد الرحمن مرعي
وقال خورية في تصريح لبيتسيلم: طفي اليوم الثامن من اعتقالي، احضروا للزنزانة التي كانت بجانبي، الشهيد عبد الرحمن مرعي، الذي ضل يصرخ طوال الوقت من الألم ويطلب منهم احضار الطبيب لكن لا حياة لمن تنادي، استمر صراخ مرعي حتى ساعات الصباح، وفجأة سكت".
حاولوا ايقاظه بضربه
وأضاف: "في الصباح عندما أتوا ليقوموا بعدنا، بدأوا بمناداته لكي يقف على قدميه، ولكنه لم يستجب، واتصلوا للضابط ودخلوا للزنزانة وبدأوا بمحاولة ايقاظه وضربه بأقدامهم، ولكنه لم يستجب، وبعدها اتصلوا بالطبيب، وحضر الطبيب مع فريق مسعفين وقاموا بفحصه وإعلان وفاته".
كيس النفايات
وأنهى حديثه قائلًا: "فنظر احد السجانين الى المعتقلين وقال لهم "العوض بسلامتكم" وبدأوا بالضحك.أخذوه ووضعوه بكيس اسود ككيس النفايات واخذوه من السجن".
[email protected]
أضف تعليق