في رسالة عاجلة أرسلها رئيس اتحاد ارباب الصناعة د. رون تومر الى كل من وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الاقتصاد والصناعة نير بركات، جاء فيها انه في اعقاب انخفاض عدد الرحلات الجوية القادمة الى إسرائيل، والمقلعة منها في الايام الأخيرة، تتجلى مخاوف حقيقية من المس بقدرة القطاع الصناعي الإسرائيلي في مواصلة نشاط التصدير والاستيراد المنتظم للبضائع والمواد الخام من والى البلاد. وتتزايد هذه المخاوف، وفق ما جاء في الرسالة، خاصة مع مرور الوقت، في ظل تناقص إمكانيات النقل الجوي للبضائع، مما سيزيد الامر صعوبة على ارباب الصناعة في إيجاد رحلات جوية تجارية بديلة.

وأشار د. تومر في رسالته أيضا ان هذه المخاوف، التي نحن بصددها هذه الأيام، تشدد على أهمية الحاجة الماسة في إيجاد حلول بديلة وفعالة وسريعة للتغلب على مشكلة تأخر وصول البضائع من والى البلاد.

وفي معرض حديثه عن التحديات التي يواجهها ارباب الصناعة في الأوضاع الحالية، أشار د. تومر انه نتيجة للحرب، حدثت تأخيرات في سلاسل التزويد لعدة أشهر، وارتفاع في أسعار النقل البحري والجوي، وضبابية كبيرة فيما يتعلق بعودة عمل الخدمات اللوجستية إلى وضعها الطبيعي، ما قبل الأزمة. وعليه فإن الصناعة الإسرائيلية تتكبد اضرارا كبيرة، وان جزء كبير من حركة التجارة الجوية في الأيام الاعتيادية يعتمد على طائرات الركاب من حيث تنوع الوجهات وقدرة النقل. إضافة الى ذلك تنضم الخدمات اللوجستية كإحدى التحديات الرئيسية المصاحبة لهذه الفترة الصعبة، وتثقل على كاهل الاقتصاد الإسرائيلي.

وأضافت الرسالة أيضا انه من أجل منع حدوث ضرر حقيقي إضافي للتجارة الى الخارج، والتي لم تتعاف تماما بعد من أزمة الكورونا، التي مست بشكل حقيقي بمجال سلاسل التزويد والأمور اللوجستية، يجب العمل حالا من اجل فتح المجال لإمكانية نقل الحمولات جواً بأسعار لا تمس بالمنافسة التصديرية من جهة، وبالجمهور الإسرائيلي من جهة أخرى.

وتطرق د. تومر في رسالته الى اعلان ممثلي وزارتي المالية والاقتصاد في كانون الأول من العام الماضي، وذلك خلال نقاش في لجنة الاقتصاد، حيث أشاروا الى انهم وضعوا "اتفاقية" للتعامل مع حالات كهذه، من خلال إنشاء شبكة أمان لتسيير رحلات الشحن من عدة محاور في قارات مختلفة حول العالم. لكن ممثلو الحكومة لم يحددوا اطر تفعيل هذه الاتفاقية، أي انه بحسب أي شروط لوجستية سيتم تفعيل شبكة الأمان المذكورة.

لذلك بحسب الرسالة، وفي ظل التغيرات الحقيقية في سلوك شركات الطيران الأجنبية، يجب الآن فحص إمكانية تفعيل شبكة الأمان، من أجل ضمان نشاط العديد من رحلات الشحن التي تنطلق كل أسبوع من إسرائيل، حتى في حال عدم وجود توازن بين الواردات والصادرات. وفي الوقت نفسه، يجب تعويض شركة الطيران مقابل التكاليف الإضافية لعملية الشحن، بحيث لن تكون هناك تكلفة إضافية على ارباب الصناعة بسبب التحول من الطيران من طائرات الركاب إلى الشحنة، كما جاء في الرسالة.

وتحدث د. محمد زحالقة رئيس لجنة الصناعات العربية في اتحاد ارباب الصناعة مشيرا الى اتحاد ارباب الصناعة يعمل ليل نهار من أجل التعامل مع سائر التحديات في ظل الظروف المعقدة التي نعيشها من خلال التواصل مع كافة الجهات المسؤولة والمختصة. وناشد زحالقة ارباب الصناعة عامة وارباب الصناعات العربية على وجه الخصوص بالتوجه الى لجنة الصناعات العربية للحصول على الدعم والمشورة اللازمة وللحصول على الحلول والبدائل التي يقترحها الاتحاد للتغلب على المعيقات والتحديات الاستثنائية التي يواجهها القطاع الصناعي في هذه الأوقات، مع العلم ان الصناعات العربية تحتل حصة كبيرة من الصادرات الإسرائيلية الى الخارج، وقسم آخر من الصناعات العربية يعتمد على استيراد المواد الخام من الخارج في عملية التصنيع، مما يجعلها تتأثر كغيرها من الصناعات في ظل هذه التحديات التي نشهدها. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]