قام المئات من نشطاء اليمين المتطرف، الاثنين، بمحاولة اختراق معسكر "بيت ليد"، حيث يتم التحقيق حاليًا مع الجنود الذي تم اعتقالهم اثر حادثة تعذيب وتحرش جنسي لمعتقل فلسطيني في سديه تيمان، الأمر الذي اثار حفيظة اليمين الذي حرّض نشطائه.
التيار الحاكم الاسرائيلي
وفي حديث لموقع بكرا مع المحلل السياسي أمير مخول قال: "مقتحمو معسكر الاعتقال سديه تيمان سعيا لتنفيذ مجزرة بالاسرى الفلسطينيين من غزة، هم التيار الحاكم اسرائيلياً، وهذا يظهر أن اسرائيل تتحول وبتسارع من دولة مرتكزة على المنظومات القوية ضمن الفصل والتكامل بين السلطات، الى دولة ميليشيات دموية متضاربة تفكك المنظومات. هذه الميليشيات كانت في بداية تبلورها في أيار 2021 وخلال هبّة الكرامة، وهي التي قامت بالإعتداءات الدموية على الوجود العربي الفلسطيني في هذه المدن سعيا للتطهير العرقي".
وأضاف: "نمط عمل هذه المليشيات هو أنها لا تعمل الا بحماية الشرطة وحرس الحدود او الجيش هكذا كان في العام 2021 وهكذا اليوم في اقتحامها لمعسكر الاعتقال سديه تيمان وللمحكمة العسكرية في بيت ليد".
وأكمل: "مقتحمو سديه تيمان هم ذاتهم مقتحمو شاحنات الاغاثة الأردنية المتجهة الى غزة قبل بضعة أشهر وإتلاف محتوياتها الغذائية والطبية".
اجراء تحقيقي
وحول التحقيقات في القضية قال مخول: "يسعى الجيش والمؤسسة الرسمية إلى اعتماد إجراء التحقيقي مع جنود متهمين بشبهة الاعتداءات الجنسية على الاسرى من غزة اضافة الى التعذيب حتى الموت، وذلك في إجراء احترازي كما رشح إعلاميا للحؤول دون إصدار مذكرات اعتقال من محكمة الجنايات الدولية ضد الضباط المتورطين، ودون أن يتم اعتماد ذلك يف أبحاث محكمة العدل الدولية بصدد اعمال الابادة".
تقويض أركان الجيش
وأكمل مخول حديثه قائلًا: "فرض وزير الأمن القومي سلطته شبه المطلقة على الشرطة ومصلحة السجون وقام لتطويع المنظومتين لخدمة عقيدته العنصرية الدموية التصفوية، وفرض وزير المالية سموتريتش وهو الوزير في وزارة الأمن وصاحب الصلاحيات الأوسع في كل ما يتعلق بالضفة الغربية والاستيطان والضم والتطهير العرقي، وبعد أن سيطر على الإدارة المدنية الاحتلالية ونقلها الى مقرات مجلس المستوطنات وبذلك فرض تغييرا في بنية الجيش باعتباره الحاكم للضفة الغربية".
وأضاف: "يحصل حاليا إطلاق حملة متناسقة بين سموتريتش وبن غفير ونتنياهو لتقويض أركان الجيش، وسعيا لتغيير طابعه وهويته باتجاه عقيدة الصهيونية الدينية والإذعان لمرجعياتها الدينية الاستيطانية الدموية. الصراع الاسرائيلي بين المنظومات والمستوى السياسي بات خارج السيطرة والضبط".
تفكك المنظومات
وقال مخول: "استراتيجياً، فإن تفكك المنظومات قد يشكل الخطر على اسرائيل وتماسكها الداخلي وعلى العقد الاجتماعي الصهيوني وكل عقيدة بوتقة الصهر، ليكون في نظر العديد من الاسرائيليين "أكثر خطرا من كل الجبهات الخارجية".
وأضاف: "وكي لا تكون اوهام بصدد مفهوم تفكك منظومات الدولة فإنه لا يؤدي الى تفكك الدولة داخليا، بل تتحول الى دولة ميليشيات دموية كل شيء فيها مستباح، وحصريا الوجود الفلسطيني في كل المناطق التي تسيطر عليها إسرائيل".
تجميل الواقع
وأنهى مخول حديثه قائلًا: "البيانات الصادرة عن قائد أركان ووزير الأمن وعن نتنياهو هي تصريحات هدفها تجميل الواقع الرهيب للممارسات الاسرائيلية في المعتقلات وحصريا في سديه تيمان، والتظاهر بأن المشكلة هي في الاقتحام فحسب وليس في انتهاكات حقوق الاسرى حتى القتل والاعتداءات الجنسية وبتر الأطراف والموت".
[email protected]
أضف تعليق