قال مصدر سياسي اسرائيلي لصحيفة "هآرتس" إن سيناريو التصعيد واسع النطاق في الجبهة الشمالية "يعتمد بشكل أساسي على حزب الله وكيفية رده على الهجوم الإسرائيلي المتوقع.
واضاف " علينا أن ننتظر ونرى". منذ الحادث الذي وقع في مجدل شمس، والذي أسفر عن مقتل 12 طفلا، تحاول الولايات المتحدة وفرنسا منع التدهور إلى حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله.
وفي حديث لموقع بكرا مع المحلل السياسي امير مخول الذي قال: "بتقديري الواسع أن إسرائيل في حيرة من قرارها، اولا ضروري التنويه ان اسرائيل رفضت أي فكرة للقيام بإجراء تحقيق دولي للمتسبب بذلك. بالاضافة الى ذلك، كانت هناك تهديدات كثيرة بمحو بيروت ولبنان، مع الوقت كان هناك تراجع في هذا الخطاب".
وأضاف: "هناك معادلة بتسديد ضربة أعلى بضربات من التصعيد الجاري، ولكن لن تؤدي الى حرب مفتوحة ويمكن ضبط الأمور بعدها. في هذا المفهوم اعتقد ان معادلة الوضع بين إسرائيل وحزب الله لن تتغير".
وأكمل كل طرف لديه بنك اهداف لدى الطرف الآخر وكل طرف لديه القدرات في تنفيذ بنك أهدافه. اسرائيل تقول ان هناك عمليات عسكرية محدودة ولكن لا يمكنها السيطرة على ذلك ولن تكون لها الكلمة الاخيرة".
حرب إقليمية
وأضاف مخول: "لا يوجد أي طرف معني بحرب اقليمية في هذه المرحلة ولا حرب مفتوحة على الجبهة الشمالية بما فيها الفلسطينيون، حيث أن حرب على الجبهة الشمالية ستؤدي إلى تحويل الأنظار الى الحرب وجعل الجيش الإسرائيلي يفتك بغزة والضفة".
سيكون من الصعب على إسرائيل اذا اتخذت خطوة باتجاه التصعيد ان تضبط إطارها، قد تتدحرج الأمور نحو حرب جدية، ولذلك نرى حديث الجبهة الإسرائيلية في عدة محاور والتي تدل على أن هناك مؤشرات أن هناك وضع غير عادي، ولكن لا توجد اشارة ان هذه الحرب ستقع بشكل اكيد".
وحول موقف أهالي الجولان بعد الكارثة التي ألمّت بهم قال مخول: "موقف أهل الجولان رفضوا استقبال الوزراء والحكومة هذا له أثر معنوي ليس بالمفهوم العملياتي، لان الجولان هي منطقة سورية محتلة ولهم هوية السورية".
وأضاف: "اذا لم تكن لإسرائيل القدرة على حماية جبهتها الداخلية أو تلقي ضربات قادرة على استيعابها لن تقدم على حرب كبرى وستقوم بأهداف تؤدي بها إلى صورة من الرد العنيف".
تلقين حزب الله
وحول التصريحات التي تفوّه بها المسؤولين الاسرائيليين قال: "المشكلة ان الحكومة فتحت جبهة عالية من تصريحات المسؤولين باتجاه أن إسرائيل ستلقن حزب الله درسًا، لدرجة أن بن غفير وسموتريتش امتنعوا عن التصويت لأن القرار لم يكن اقتحامًا بريًا لأراضي لبنان".
التوتر الداخلي الاسرائيلي
وأنهى حديثه قائلًا: "لو أقدمت حكومة نتنياهو على صفقة التبادل لكان اولاد الجولان الان يمرحون، وهذا دليل ان اسرائيل لا تستطيع أن تتنصل من مسؤوليتها ، هي بذات الوقت تريد إشعال كل الجبهات وتهدئة كل الجبهات".
هناك مسعى إسرائيلي إلى فك الارتباط بين الجبهات، فمن جهة تريد التهدئة في غزة من اجل اشعال الجبهة في الشمال، ولكن هذا مستبعد لأن الوضع السياسي داخل إسرائيل لا يتيح ذلك وهذا يؤثر على التوتر مع لبنان، على سبيل المثال غالنت معني بزيادة التوتر مع لبنان من أجل البقاء في منصبه لأطول فترة ممكنة".
[email protected]
أضف تعليق