وصل رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو إلى واشنطن أمس الاثنين، فيما يشهد المشهد السياسي في الولايات المتحدة هزة بعد إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن انسحابه من السباق الرئاسي المقبل.


وفي مقابلة مع موقع "واينت" (الثلاثاء)، قال سفير إسرائيل لدى واشنطن، مايك هرتصوغ، إنه سيكون هناك اهتمام كبير بزيارة نتنياهو والمسألة الإيرانية على الرغم من الانشغال بالسياسة الأمريكية الداخلية.

وأوضح هرتصوغ قائلا: "على المستوى الثنائي بين إسرائيل والولايات المتحدة، هناك عالم كامل من القضايا المطروحة على جدول الأعمال، والتي لا تحتمل الانتظار، وستتم مناقشة هذه القضايا هنا خلال زيارة رئيس الوزراء"، ومردفا: "رئيس الوزراء يأتي إلى هنا بينما تخوض إسرائيل حربا شرسة منذ أكثر من تسعة أشهر. ومع ذلك، فإن التركيز الاستراتيجي للزيارة هو على المحور الإيراني".

وأثارت زيارة نتنياهو انتقادات كثيرة من بعض أهالي الرهائن الذين يخشون من أن تؤدي زيارته لواشنطن خلال مفاوضات التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى، إلى الإضرار بفرص تحقيق ها التبادل. هذا إلى جانب القلق من أن انسحاب بايدن من السباق سيخفف الضغط الذي يمارسه على نتنياهو للتوصل إلى اتفاق.

وقال سفير إسرائيل لدى واشنطن: "بايدن شخصيا وإدارته مهتمان للغاية بالصفقة ويستثمران فيها"، مضيفا: "أعتقد أن بايدن يريد أيضا أن يكون هذا جزءا من إرثه الشخصي، لذلك أعتقد أنهم سيواصلون التركيز عليه كأولوية قصوى. فلدى بايدن مصلحة استراتيجية، وأعتقد أيضا - مصلحة سياسية في الترويج لها، والاهتمام بذلك لم يتضاءل".

ومن المتوقع أن يلتقي نتنياهو خلال زيارته بالرئيس الحالي ومع المرشحة الديمقراطية المحتملة، نائبة بايدن، كامالا هاريس.

وتطرق هرتصوغ إلى التخوف الإسرائيلي من دخولها المكتب البيضاوي (نجاحها في الانتخابات)، قائلا: "بادئ ذي بدء، أعتقد أن هناك عددا قليلا من الصهاينة في السياسة الأمريكية مثل بايدن. إن ذلك نابع من قلبه، ومن أحشائه، فهو يعرّف نفسه بفخر على أنه صهيوني، وأعتقد أنه طوال حياته في السياسة الأمريكية، كان رجلا عظيما ومؤيدا لدولة إسرائيل".

وأردف: "أما بالنسبة لكامالا هاريس، فإن سجلها إيجابي بشكل عام، وقد أعربت في كثير من الأحيان عن دعمها لدولة إسرائيل، ودعم المساعدات الأمريكية لإسرائيل، وفي الوقت نفسه، أدلت في الأشهر الأخيرة ببعض التصريحات الإشكالية في سياق الحرب في غزة. وأعتقد أننا شعرنا أيضا بتأثير المعسكر الأكثر تقدمية في الحزب الديمقراطي هناك، وشعرنا به أكثر مع احتدام الموسم السياسي هنا، هل سيستمر هذا الأمر في مصاحبتنا في المستقبل أيضا؟ علينا أن نرى ونجري حوارا معها حول هذه الأمور".
كما يثير انسحاب بايدن مخاوف بشأن صعود المعسكر التقدمي داخل الحزب الديمقراطي المعروف بانتقاداته اللاذعة لإسرائيل. وأكد هرتصوغ أن "هذا المعسكر صاخب وعدواني، لكنه لا يشكل الأغلبية في الحزب"، متابعا: "الأمر يعتمد على متغيرات مثل من ستختاره للترشح معها كنائب لها. بعض الأسماء المذكورة مؤيدة للغاية لإسرائيل".

واستطرد: "سأشير إلى أن الحزب الديمقراطي صاغ برنامجه مؤخرا..من يقرأ هذا البرنامج يرى أنه لا توجد تغييرات كبيرة مقارنة بمواقف الحزب التقليدية من شؤوننا. إنها صورة معقدة، لها أضواء وظلال".

كما أشار هرتصوغ إلى أنه لا علم له بلقاء وشيك بين نتنياهو والمرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترامب: "حتى الآن، لست على علم بمثل هذا اللقاء، لكنني سأشير إلى أنه تاريخيا كان من المقبول دائما أن يتم عقد اجتماع وشيك بين نتنياهو والمرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترامب، وقد حدث هذا أيضا في السنوات السابقة".

هذا وتعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن في مؤتمر هاتفي دعما لترشيح نائبته كاملا هاريس، بمواصلة العمل على إنهاء الحرب في غزة خلال الأشهر الأخيرة من ولايته، بعد تراجعه عن السعي لولاية ثانية.

وأفادت صحيفة "بوليتيكو" نقلا عن أحد مساعدي كامالا هاريس بأنها ستعقد لقاء مع بنيامين نتنياهو خلال زيارته للولايات المتحدة.

وأشار المساعد إلى أن هاريس لن تحضر خطاب نتنياهو أمام الكونغرس الأمريكي، لكنها ستعقد لقاء منفصلا معه في البيت الأبيض هذا الأسبوع.

جدير بالذكر أن رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي دعا خلال مناقشة أمنية عقدها بنيامين نتنياهو إلى المضي قدما في صفقة تبادل الأسرى مع حركة "حماس".

كما قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت مساء يوم الثلاثاء، إن الظروف نضجت لاتمام صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة من خلال المفاوضات الجارية عبر الوسطاء.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]