تصادف اليوم الذكرى الـ 37 لاستشهاد ناجي العلي راسم الكاريكتير السياسي في عصر الثورة، والذي ولد في قرية الشجرة بالجليل الشمالي، وهجر بعد 10 سنوات في 1948 إلى مخيم عين الحلوة في لبنان.
اغتيال ناجي العلي:
حوالي الساعة 13 : 5 من بعد ظهر ألاربعاء 22 / 7 / 1987 وصل ناجي العلي إلى شارع " اكزويرت بليس" أ . س دبليو 3 ثم مشى عبر شارع " درايكوت افنيو " إلى شارع " ايفز " في وسط لندن حيث تقع مكاتب " القبس - الدولية " وبعد أن ركن سيارته في أول هذا الشارع ، توجه سيراً على الأقدام في اتجاه مبنى مكاتب الصحيفة لقطع مسافة لا تزيد على ( 30 ) متراً ، وروى أحد زملائه في الصحيفة أنه رأى ناجي وهو يسير باتجاه المبنى من نافذة غرفته المطلة على الشارع حيث كان يتتبع خطاه شاب " شعره أسود وكثيف " يرتدي سترة من نوع " الجينز " لونها أزرق فاتح من طراز " دينيم " وبعد ذلك بثوان عدة سمع دوي ناري نظر على أثره من النافذة فوجد ناجي ملقى على الأرض ، في حين شاهد الشاب الذي كان يتعقبه يلوذ بالفرار إلى جهة مجهولة من شارع " ايفز" الضيق.
ووفقاً لرواية رجال الشرطة البريطانية حينذاك، أن " الشاب المجهول الهوية " الذي أطلق النار على ناجي العلي قد سار بمحاذاته وأطلق النار عن قرب على وجه ناجي حيث اخترقت الرصاصة صدغه الايمن وخرجت من الأيسر .
وبعد وصول رجال الشرطة " سكوتلانديارد" إلى مكان الحادث تم نقل ناجي في سيارة إسعاف تأخر وصولها بسبب ازدحام خانق للسير إلى مستشفى " سانت ستيفنز" وقد تجمعت بقعة من الدماء تحت جسم ناجي وهو مايزال بيده اليمني مفاتيح سيارته ويتأبط تحت ذراعه اليسرى رسوم يومه ، وتم إدخاله إلى غرفة العناية الفائقة فور وصوله إلى المستشفى وهو في حالة غيبوبة تامة ، وفي اليوم التالي نقل إلى مستشفى " تشارنغ كروس" .
ويقول البيان المرفق بصورة لناجي : " نداء للمساعدة . إطلاق رصاص . في الساعة 13 : 5 من بعد ظهر أربعاء 22 / 7 / 1978 ، أقدم هذا الرجل ( ناجي ) على توقيف سيارته في شارع " اكزويرت بليس" أ . س دبليو 3 ، ثم مشى عبر شارع " درايكوت افنيو " إلى شارع " ايفز " حيث أطلق عليه الرصاص.
ويوم السبت 29/ 8/ 1987 وبعد 38 يوماً من إصابة ناجي العلي برصاصة غادرة ، تناقلت وكالات الأنباء العربية والعالمية المختلفة نبأ استشهاد ناجي العلي متأثراً بجراحه في مستشفى " تشارنغ كروس" بلندن نتيجة لهبوط في القلب بعد أن فشلت محاولات إنقاذه منذ إصابته . بعدها بذلت عائلة الشهيد ناجي العلي جهداً لتحقيق وصيته الخاصة بدفنه إلى جانب والديه في مخيم عين الحلوة قرب مدينة صيدا ، ولكن تعذر تحقيق وصيته ، لهذا دفن في بريطانيا .
وقد دفن يوم الخميس3-9-1987 في مقبرة «بروك وود الإسلامية الواقعة في منطقة " وكنغ" ( 30 ميلا من العاصمة البريطانية لندن والذي رفع فوق قبره الذي يحمل الرقم 230190-العلم الفلسطيني)، كدفن موقت ريثما تتهيأ الظروف لنقل رفاته إلى مخيم عين الحلوة لاحقاً؛ وكانت الصلاة قد أقيمت على جثمان الشهيد ناجي العلي في الساعة الواحدة والنصف بعد صلاة الظهر في مسجد المركز الثقافي الإسلامي الواقع في (ريجنت ارك) وسط لندن .
دراسة ناجي العلي:
درس الإعدادية في لبنان ثم انقطع عن الدراسة بسبب الصعوبات التي واجهته، ثم انضم إلى مدرسة مهنية درس فيها لمدة عامين وفي عام 1960 دخل الأكاديمية اللبنانية للرسم وداوم فيها لمدة سنة واحدة ثم انقطع عنها بسبب الملاحقة من قبل قوات الأمن اللبناني وتعرض للسجن عدة مرات.
في عام 1963 سافر إلى الكويت وعمل في مجلة الطليعة الكويتية، ومنذ عام 1968 ولغاية عام 1975 عمل في جريدة السياسة الكويتية، ومنذ بداية عام 1974 عمل في جريدة السفير اللبنانية حيث استمر في النشر فيها حتى العام 1983.
في عام 1979 انتخب رئيسا لرابطة الكاريكاتير العربي.
عام 1983 غادر لبنان إلى الكويت مرة أخرى وعمل في جريدة القبس الكويتية التي بقي فيها حتى عام 1985 حيث انتقل إلى لندن وعمل في جريدة القبس الدولية.
شارك في الكثير من المعارض العربية والدولية وأصدر ثلاثة كتب ضمت العديد من رسومه، وحصل على العديد من الجوائز.
تميزت رسومه بالجرأة منقطعة النظير وكان له أثناء حياته شعبية لم يرق إليها شعبية أي رسام آخر، وشكل بحق ظاهرة نادرة في الكاريكاتير السياسي.
استشهد في 29/8/1987 متأثرا بالجراح التي أصيب بها في محاولة الاغتيال الآثمة التي تعرض لها في 22/7/ 1987.
نشرت بعد وفاته مجموعة كبيرة من الأعمال النقدية والدراسات التي تناولت حياته وأعماله.
حنظلة:
حنظلة شخصية ابتدعها ناجي العلي تمثل صبي في العاشرة من عمره، ظهر رسم حنظلة في الكويت عام 1969 في جريدة السياسة الكويتية، أدار ظهره في سنوات ما بعد 1973 وعقد يداه خلف ظهره، واصبح حنظلة بمثابة توقيع ناجي العلي على رسوماته. و قد لقي هذا الرسم و هذا الفنان حب الجماهير العربية كلها و خاصة الفلسطينية و خاصةً أن حنظلة هو شبه للفلسطيني المعذب و القوي رغم كل الصعاب التي توجهه فهو دائر ظهره &
39;.
ولد حنظلة في 5 حزيران 1967 ، ويقول ناجي العلي بأن حنظلة هو بمثابة الأيقونة التي تحفظ روحه من الانزلاق ، وهو نقطة العرق التي تلسع جبينه اذا ما جبن أو تراجع.
[email protected]
أضف تعليق