تعرض فهد قبطي، شاب من الناصرة يبلغ من العمر 24 عامًا، لهجوم عنيف من قبل ثلاثة يونانيين في جزيرة كريت يوم الأربعاء الماضي، بعد أن اشتبهوا في كونه يهوديًا من إسرائيل. فهد، الذي كان يتنزه في اليونان مع أفراد عائلته، أُصيب بجروح في الفك والرأس ويتلقي العلاج في المستشفى اليوم.
والدة فهد، جاكلين قبطي، أوضحت في تصريح خاص لـ"بكرا" أن المهاجمين توقفوا عن ضرب ابنها فقط بعد أن أظهر لهم الصليب على جسده بمساعدة مواطن تونسي. وقالت: "لم ينفع أي شيء حتى تدخل المواطن التونسي وأبعدهم وساعد ابني على إثبات أنه عربي. عندها فقط اعتذروا وهربوا من المكان - كان يمكن أن ينتهي هذا بالقتل".
وأضافت جاكلين أن فهد كان في رحلة مع أصدقائه وأفراد عائلته في اليونان، وفي ليلة الثلاثاء كانوا في حفلة استمرت حتى ساعات الصباح. بعد انتهاء الحفلة، استأجر فهد دراجة رباعية وطلب منه سياح يهود أن يقلهم. أثناء الرحلة، شغلوا موسيقى عبرية، مما أثار شكوك المهاجمين.
وأشارت إلى أن فهد عاد إلى المكان الذي أخذ منه السياح، وهناك قام ثلاثة يونانيين بإيقافه وسألوه عن هويته. عندما أجابهم بأنه من إسرائيل، بدأوا بضربه بعنف. لم يستطع فهد الدفاع عن نفسه لفترة طويلة، وبدأ يصرخ بأنه عربي مسيحي، لكنهم لم يتوقفوا حتى تدخل المواطن التونسي وساعده في إثبات هويته من خلال إظهار الصليب.
كسور واصابات بالغة
وأوضحت جاكلين أن ابنها تعرض لكسور وإصابات في جميع أنحاء جسده، ونُقل بعد عودته إلى البلاد إلى المركز الطبي "تسافون" قرب طبريا، حيث يجري حاليًا عدة عمليات جراحية. وقالت: "تم استدعاء سيارة إسعاف لنقل ابني بعد الهجوم، لكننا فقدنا الاتصال به حتى ساعات الظهر. بذلنا كل الجهود حتى عاد إلى البلاد مساء الأربعاء، ثم نُقل إلى المستشفى وخضع لعملية جراحية".
وأكدت جاكلين أن فهد علم بعد الحادث أن المهاجمين كانوا قد تشاجروا مع اليهود الذين أقلهم، وظنوا أنه "واحد منهم". واختتمت بقولها: "أشعر بحزن شديد للحادث المروع، الحمد لله أن ابني عاد إلينا حيًا. أطالب جميع الجهات بممارسة الضغوط واعتقال الذين هاجموا ابني ومعاقبتهم - قبل أن يهاجموا أشخاصًا آخرين. لن نمر على هذا الفعل بصمت، سنواصل الكفاح حتى النهاية".
مسار علاجي طويل
بدوره، تحدث فهد عما حدث لموقع "بكرا" مشيرًا إلى أنّ الحادث كان مؤلم جدًا وأنّ كل توسلاته لم تجدي نفعًا. وتحدث قبطي عن اللحظات التي مرت عليه من ألم ووجع حتى وصول إلى المستشفى في البلاد.
اما الطبيب المعالج، والمختص في الفك والوجه، د. شريف عرايدي، فقال أنّ قبطي يعاني من 3 كسور، واضطررنا إلى إجراء عملية صعبة له، وهي تستدعي أنّ يبقى فمه مغلقًا لمدة اسبوعين. وأوضح أنّ بعد العملية هنالك مسار علاجيّ طويل.
[email protected]
أضف تعليق