حول التطورات الراهنة في المنطقة، تحدث موقع بكرا مع الكاتب والمحلل السياسي أمير مخول، الذي قال خلال حديثه:
"يدرك نتنياهو انه في حال قرر ابرام الصفقة سيكون لديه اغلبية واضحة في الحكومة وفي الكنيست وفي الرأي العام. كما ويدرك انه سوف يحسّن وضعه السياسي، وانه بات في مساحة مريحة سياسيا وحزبيا. كما لا يبدو خطرا يتهدد ثبات الحكومة بسبب الصفقة من قبل "اقصى اليمين" الفاقدين لأي بيت سياسي بديل لهذا الائتلاف، الا اذا شعر الحزبان بأن نتنياهو نفسه معني بحل الكنيست والاعلان عن انتخابات مبكرة لا تتيح نضوج اصطفافات اليمين المناوئ له".
يضيف: "مهمة نتنياهو في حال انتخابات جديدة تبدو أسهل من مهمة معارضيه على مختلف تياراتهم. فهو يسعى الى ضمان كتلة يمينية من 50 -52 عضو كنيست. وعندها لن تكون اغلبية يهودية في الكنيست لتشكيل حكومة بديلة. وفقا لحساباته فإنه لا يوجد من بين منافسيه على رئاسة الحكومة من يجرؤ على بناء ائتلاف قائم على دعم اي حزب عربي، حيث بات مثل هذا الاحتمال خارج حدود "الشرعية الاسرائيلية". من مؤشرات ذلك جاءت تصريحات كل من غانتس ولبيد الرافضة لاعتماد اي ائتلاف مع القائمة العربية الموحدة والتي كانت عضوا في ائتلاف بنيت - لبيد".
يتابع: "بات مصدر قلق نتنياهو هو داخل الائتلاف سواء باحتمالية خروج اعضاء من حزبه عن طاعته، والصراع بين الاحزاب الدينية الحريدية والصهيونية الدينية. كما انه صدَّ في رده على اسئلة الصحافيين الدعوة التي اطلقها وزير الامن نهاية الاسبوع لإقامة لجنة تحقيق رسمية تحقق في كل المستويات العسكري والسياسي والامن القومي بمن فيهم رئيس الحكومة ووزير الامن. أكد نتنياهو ان لجنة التحقيق او الفحص او التحقق (لم يحسم نوعية اللجنة ولا صلاحياتها) مشددا انها تقام فقط بعد انتهاء الحرب ولن تنتهي الحرب الا بتحقيق اهدافها وقد تستغرق سنوات، ليعود ويؤكد ان النصر على بعد خطوة وان حماس في ايامها الاخيرة لكن ليست نهاية الحرب، وأن لجنة تحقيق سوف تكون على حساب "تحقيق الانتصار".
نتنياهو: اثر الضغط العسكري الاسرائيلي بدأ يظهر
يوضح ايضًا: "يعتبر نتنياهو ان اثر الضغط العسكري الاسرائيلي بدأ يظهر وان حماس تتراجع بل ان "ايامها معدودة" وتقبل بالشروط الاسرائيلية. في حين يرى ان هذه الوضعية تتطلب المزيد من الوقت والضغط "حتى الانتصار"، تستخدم المنظومة الامنية هذه المحاججة لتأكيد ضرورة ابرام الصفقة وتأكيد قدرة الجيش على ضبط الوضع وعلى وقف اطلاق النار او العودة للحرب متى شاء وبأن عودة الاسرى والمحتجزين هي الانتصار وفقا لغالنت، ناهيك عن المسؤولية العليا. يؤكد نتنياهو بأن الاسرى والمحتجزين الاسرائيليين في غزة "يعانون ولا يموتوا" في مواجهة موقف غالنت القائل بأنه "اذا لم يتم استعادتهم خلال اسبوعين سيكونوا في خطر". وإذ يقوم الجيش باصدار مذكرات استدعاء للجندية للشباب المتدينين الحرديم، فقد اعلنت قيادة التيار الحريدي الرفض والدعوة لعصيان الاوامر، في اشارة الى تعمق التصدعات داخل الحكومة، ويدعي نتنياهو بأنه لم يكن على علم بهذه الخطوة من الجيش".
[email protected]
أضف تعليق