رأى الجنرال غيورا آيلاند، الرئيس السابق لمجلس الأمن القوميّ للاحتلال، أنّه “قبل عشر سنوات بالضبط، جرت عملية (الجرف الصامد) ضدّ غزّة، التي استمرت قرابة شهرين، وقُتل خلالها 74 جنديًا ومستوطنًا، في مفاهيم ذلك الوقت، كانت طويلةً بشكلٍ خاصٍّ، والثمن الذي دفعناه كان باهظًا بشكلٍ خاصٍّ، أمّا الحرب في غزة اليوم فهي أصعب بكثير“.
وأضاف في مقال نشرته صحيفة (يديعوت أحرونوت)، أنّ “نقطة الانطلاق للتغيير الاستراتيجيّ نحو الأسوأ هي الخطة التي وضعها المحور المعادي للاحتلال الذي تقوده إيران قبل نحو عقد من الزمن، بوصفها (حلقة النار) حول إسرائيل، ولها خمسة أبعاد: خلق تهديد من الميليشيات الموالية لإيران في سوريّة والعراق واليمن، وتوفير الأسلحة الإيرانية الأكثر تطورًا لها، بما في ذلك الصواريخ بعيدة المدى والطائرات دون طيار والصواريخ المتطورة المضادة للدبابات والطائرات، وإنشاء قوة كوماندوز تضم آلاف المقاتلين المدربين المنتشرين بالقرب من الحدود مع لبنان وغزة، ومستقبلاً في الجولان“.
وشدّدّ على أنّه “من المحبط أنْ نعرف أنّ المخابرات الإسرائيلية حددت بشكل صحيح عناصر الرؤية الإيرانيّة، وقد تلقت تحذيرًا عامًّا في آذار (مارس) 2023، لكنّها لم تهتم بذلك، حتى أنّ عددًا من كبار ضباط الاستخبارات الإسرائيليّة حددوا جوانب إضافية مثيرة للقلق في وقت مبكر من بداية 2023، ونشروها في مجلةٍ عسكريّةٍ، ومفادها بأنّ (العصر الذهبي) الذي تمتعت فيه إسرائيل بالقدرة على إدارة صراعاتٍ محدودةٍ، والهيمنة الأمريكية والروح المشتركة، قد انتهى، وهو ما لم نفهمه عشية هجوم السابع من أكتوبر“، على حدّ وصفه.
وأكّد أنّ “ما يجب أن نفهمه ونتناوله الآن، هو أنّ موقع إسرائيل الاستراتيجيّ قد تدهور، وموقف إيران أصبح أقوى، ومن بين أمور أخرى بسبب المحور مع روسيا والصين، نجحت إيران في سد جزءٍ كبيرٍ من الفجوة التكنولوجية التي كانت لدينا أمامها، وهي مستعدة لجرّنا إلى حرب استنزاف متواصلة في عدة ساحات“، طبقًا لأقواله.
جمع خطير
وأشار إلى أنّ “الدليل على ذلك أنّه حتى اليوم، بعد تسعة أشهر من بدء الحرب، لا يبدو أنّ القيادة الإسرائيلية تفهم الجمع الخطير بين استمرار الحرب في غزة وتحقيق ما تسميه (النصر الكامل)، وحرب الاستنزاف المستمرة في الشمال، التي لن تتوقف طالما استمر القتال في غزة، وهي السياسة المتبعة في الضفة الغربية، وتدفع إلى نشوب انتفاضةٍ جديدةٍ من خلال حجب الأموال عن السلطة الفلسطينية، وتشويش حياة الفلسطينيين، وتدهور مكانة إسرائيل الدولية، وظهور مستقبل اقتصادي خطير، وأزمة في العلاقات بين الجيش والمجتمع تتعلّق بشكلٍ رئيسيٍّ بقانون التجنيد“.
وخلُص إلى القول إنّه “في ظلّ هذا الوضع، من الصحيح أنْ نسعى جاهدين من أجل إنهاء الحرب في غزة، وهذا شرط ضروري لتحسين جميع الأبعاد الأخرى، وهذا صحيح أولاً وقبل كل شيء بسبب الحاجة الملحة لصفقة التبادل، ولكن ليس فقط، ويجب أنْ نفهم أنّه على عكس (الجرف الصامد)، فإنّنا لسنا في جولةٍ أخرى ضدّ منظمة مقاومة، بلْ في معركةٍ صعبةٍ إلى حدٍّ كبيرٍ على الوجود لمواجهة (حلقة النار) المحيطة بنا”، كما قال.
[email protected]
أضف تعليق