بتوصية من قضاة محكمة العمل القُطرية، تم الغاء قرار محكمة العمل اللوائية الذي سمح لصندوق المرضى "كلاليت" بإقالة موظف عربي في "كلاليت للهندسة الطبية" بسبب آيات من القرآن الكريم كان قد نشرها في صفحته.

العامل بدوره قرر أنه لن يعود للعمل في "كلاليت للهندسة الطبية" في أعقاب هذه الملاحقة السياسية ومحاولة كم الأفواه التي تعرض لها، حيث سيحصل على كامل حقوقه وينهي عمله في المؤسسة.

وكان الموظف الذي تميّز طوال 11 عامًا في عمله وحصل خلالها على تقييمات مهنية عالية، قد تفاجأ من قرار اقالته مصحوبًا بحجة دعم الإرهاب، وقد اعتمد القرار على تفسيرات مغلوطة للآيات القرآنية، بعد ذلك توجه للاستشارة في مركز مساواة وقرر المركز مرافقته، وتوجه العامل لمحكمة العمل اللوائية ممثلًا بالمحامي لؤي زريق بطلب لإلغاء قرار الإقالة، وكانت كلاليت قد اعتمدت في قرارها على تقرير ضابط الأمن لديها، الذي لا يعرف اللغة العربية. وفي جلسة المحكمة استعانت كلاليت بعناصر مخابرات "شاباك" سابقين لتفسير ثلاثة آيات من القرآن وسط مس واضح بالحق في العبادة واستنادًا على أفكار مسبقة. بل وجلبت ادعاءات من موظفات بأن مشهد الآيات القرآنية وألوان الخط التي نُشرت فيه، أخافهن، دون معرفة وفهم ما المكتوب أصلًا وما معناه. وتبيّن أن حتى عناصر المخابرات السابقين الذين استعانت كلاليت بهم، ليسوا على معرفة كاملة باللغة العربية وليس من اختصاصهم تفسير القرآن.


في جلسة المحكمة القُطرية حضر 3 قضاة ومعهم ممثلي جمهور، وكان واضحًا من بداية الجلسة أن هنالك تردد في صفوف القضاة حول الغاء قرار للمحكمة اللوائية، وفي بداية الجلسة، قال المحامي لؤي زريق:" القرآن ليس كتاب إرهاب وليس كتابًا يدعو للقتل، وعندما يؤمن انسان بكتابه المقدس، لا يستطيع التعامل معه بشكل جزئي أو مشروط. دولة إسرائيل عليها أن تختار، أو أنها تسمح بحرية العبادة أو أنها لا تسمح وتعلن عن القرآن ككتاب إرهاب، وبالتالي كل من ينشر أي شيء من القرآن يتم معقابته وطرده من عمله".

وصرّح زريق معقبًا بعد القرار:"مؤسف ان صندوق مرضى يخدم معظم المواطنين العرب، يتعامل بهذه الطريقة مع موظف لديه بسبب آيات من القرآن".
وعقبت نبال أبو العردات، مركزة قسم المرافعة في مركز مساواة "كلاليت تتعامل بتسامح تام مع التحريض ضد العرب، وتحاول قمع حرية التعبير والعبادة بين العمال العرب. للأسف هذه ليست الحالة الوحيدة. وصلتنا عدة توجهات لمركز مساواة من قبل عمال عرب اتخذت ضدهم خطوات مذلة وعقابية من قبل قسم القوى البشرية في صندوق المرضى كلاليت والمؤسسات التابعة له".
وقد استند الموظف في الالتماس للمحكمة القُطرية بتفسيرات للآيات التي نشرها من شخصيات أكاديمية إسرائيلية مختصة في مجال اللغة العربية والشرق الأوسط، منهم البروفيسور يوني مندل، المحاضر للغة العربية والباحث في جامعة بن غوريون والمختص في اللغة العربية، الذي قال أن "الآيات التي نشرت لا علاقة لها بأحداث أكتوبر، وفقط نهج أمني يتعامل معها على هذا النحو".
وتوجه مركز مساواة لإدارة صندوق كلاليت وطالبها بالتوقف فورًا عن المس بحرية التعبير لدى موظفيه العرب، والتوقف على التعامل التمييزي مع الطواقم، والمتعالجين أيضًا.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]