حول ظاهرة الغلاء في البلاد، وعلاقتها مع انتشار الجريمة، تحدث موقع بكرا مع الأستاذ خالد حسن - مدير تطوير إقتصاد المجتمع العربي في منظمة عوجن (عوجن هي منظمة مالية اجتماعية بدون أهداف ربحية).
وقال الأستاذ خالد حسن خلال حديثه مع موقع بكرا: "لا شك أن العوامل المالية والاقتصادية هي الدافع الأوّل، لفرض السيطرة والهيمنة على مستوى الدول، وكذلك على مستوى الأسواق التجارية، العالمية والمحلية".
وأضاف: "وبالتالي يتجاوب الكثير من الأفراد والشركات في الدول المختلفة، مع سلوكيات الهيمنة العظمى، لا سيما في الدول التي يغط بها القانون في سباتٍ عميق، حيث لا رقيب ولا حسيب، فنشاهد بالضبط ما يجري في دولة إسرائيل، حيث يتركز قطاع الأغذية بأنواعها بأيدي خمس عائلات فقط، حيث تملك كل عائلة شركات تصنيع أو استيراد لأنواع أغذية أساسية، ولا يجوز لغيرهم أن يستوردوا مثل هذه الأنواع، وبالتالي تسمح لنفسها بأن تحدد السعر الذي يدر عليها الأرباح دون الاكتراث لأحوال الشعب الإقتصادية!"
وتابع: "ومجرد أن المواد الغذائية الأساسية تقع تحت سيطرة قلة قليلة من أصحاب رؤوس الأموال، وبدون تدخل من السلطة الحاكمة، فهذا يدل على أن هذه القلة القليلة تستطيع التحكم بدولة بأكملها بدون إستعمال السلاح. وهذا ما يبرر انتشار الجريمة في الدولة، والتي هي اقتصادية في مضمونها، حيث أن سلوكيات الهيمنة تنتج عادة وفي أي دولة طبقتين: الأولى طبقة الأثرياء، الذين يهتمون بأن يزداد ثراءهم يوماً بعد يوم.
والثانية طبقة الفقراء، والذين يحاربون الأيام على لقمة عيش بكرامة".
تتحول أهداف المنضمين للإجرام من هروبٍ من الفقر، إلى الحفاظ على حياتهم
وأوضح كذلك: "لكن للأسف الشديد، يضطر البعض من الطبقات الفقيرة للانزلاق إلى عالم الجريمة، نتيجة ضغوطات جمة، ظناً منهم بأنهم يستطيعون تخطي الفقر بقسوته، أو لربما الإنضمام إلى طبقات إقتصادية أرفع! ولكن ما يحدث في مجتمعنا، وخاصة في غياب القانون والعاملين عليه، تتحول أهداف المنضمين إلى عالم الإجرام من هروبٍ من الفقر، إلى الحفاظ على حياتهم في أحوالٍ كثيرة، طبعاً في حال نجحوا في البقاء".
وأكمل: "دولة إسرائيل حالياً تعاني أعلى مستويات غلاء المعيشة عالمياً وهذا ليس بسبب الحرب، لأن إسرائيل دخلت الحرب بمستوى معيشة مرتفع جداً ويعود سببه إلى:
1. سلم أولويات الحكومة الحالية لا يخدم المواطن البسيط، ولا يحتوي في طياته أي نية للعمل على خفض الأسعار حتى الأساسية منها.
2. الحكومة الحالية صرفت أموالًا باهظة على الاستيطان والتسليح، وهذا كله على حساب معيشة المواطنين.
3. الحكومة الحالية تسببت بفقدان الثقة من قبل مستثمرين أجانب، والذين من شأنهم أن يستثمروا في الدولة وأن يوجدوا مصادر دخل إضافية.
واختتم حديثه: "نحن ندرك بأن غلاء المعيشة وكذلك الإجرام في الدولة لم يولدا بالأمس، إنما تطورا خلال العشرين عامًا الأخيرة، أي خلال فترات حكم نتنياهو المتعاقبة، وبالتالي لا نستطيع أن نتوسم الخير ما دامت الآلية التي أوجدت هذا الوضع الاقتصادي والاجتماعي السيئين قائمة في سدة الحكم بعينها".
[email protected]
أضف تعليق