قدر مصدر إسرائيلي بأن إمكانية عقد صفقة تؤدي إلى إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة، ما زالت بعيدة. وحسب أقوال هذا المصدر، فإن الجهود الأمريكية والقطرية والمصرية تستهدف الآن تشجيع الطرفين على استئناف المفاوضات.
وقال المصدر لصحيفة هآرتس الإسرائيلية: “المهمة في هذه الأثناء ليست عقد صفقة، بل إعادة الطرفين إلى طاولة المفاوضات”، وحسب قوله، فإن الخطة التي عرضها الرئيس الأمريكي تعد إطاراً للصفقة، لكنها بحاجة إلى صب المضمون فيها. “المسافة بين الطرفين لا تسمح بعقد الصفقة في هذه الأثناء”.
وبحسب هآرتس، عبرت إسرائيل عن تفاؤل حذر بإمكانية استئناف الاتصالات خلال بضعة أيام على خلفية انتهاء العملية في رفح وتقليص نشاطات الجيش الإسرائيلي في القطاع، إلى جانب الضغط الأمريكي الكبير ودول الوساطة على حماس لحث قادتها على عقد الصفقة. في المقابل، ثمة جهات أخرى كانت متشائمة بخصوص استعداد حماس وإسرائيل لاستكمال الصفقة في المدى الزمني الحالي.
وقال مصدر أجنبي مطلع بشكل جيد على الاقتراحات الأمريكية ودول الوساطة التي طرحتها على حماس، إنه لا يوجد تغيير دراماتيكي بالنسبة للصيغة التي عرضها الرئيس الأمريكي قبل بضعة أسابيع. “الحديث يدور بالأساس عن تعديلات أدخلت على الصياغة وليس على الجوهر”، وقال المصدر. “جميع الأطراف تنتظر الآن رد حماس”.
إضافة إلى ذلك، قدر دبلوماسي أجنبي أمس أنه إذا لم تظهر إسرائيل مرونة في موضوع وقف إطلاق النار، و”لم تنزل حماس عن الشجرة” في هذا الموضوع، فسيجد الطرفان صعوبة في المضي. حسب هذا المصدر، “ما زالت المرحلة مرحلة تحسس. ومحظور التطرق للتفاصيل الصغيرة. هذا ليس موضوع بند معين. كل شيء قد ينجح أو يفشل على صيغة مقبولة لوقف إطلاق النار”.
بشكل عام، جهات مطلعة على المفاوضات قدرت أن تصريح نتنياهو في القناة 14 الذي أوضح فيه استعداداً للتوقيع على صفقة جزئية فقط مع حماس ثم العودة لاستئناف القتال، سيكون له تأثير قليل على القدرة على المضي بالمفاوضات مع حماس. وقال مصدر مطلع على التفاصيل.“المشكلة في الوقت الحالي هي عدم الثقة بين الطرفين”، وقال مصدر آخر مؤخراً إن “السنوار لا يعنيه ما يقوله نتنياهو أو ما يفكر فيه. إذا منحته الولايات المتحدة وقطر ومصر، ضمانات واضحة بموافقة إسرائيل على وقف إطلاق النار، فربما يكفيه للقيام بالعملية”.
وبحسب أقوال المصدر نفسه، فإن الأطراف المشاركة في الاتصالات متشائمة ولديها انطباع بأن السنوار “لا يهتم بما يكفي بهذه العملية، ويفضل احتمالية فتح جبهة أخرى بين إسرائيل و”حزب الله”، على الاتفاق الذي يؤدي إلى التهدئة”.
وقال مصدر آخر للصحيفة بأن قرار نتنياهو التراجع عن تصريحه في المقابلة مع القناة 14 الأسبوع الماضي، حسن بشكل كبير القدرة على المضي بالمفاوضات.
وفي خطابه في الكنيست بعد يوم، أوضح نتنياهو التزامه باقتراح إسرائيل الأخير حول الصفقة مع حماس وأنه يباركه. قال المصدر:“تصريح نتنياهو في المقابلة في القناة 14 كان تخريباً كبيراً للمفاوضات حول الصفقة، وفقدان الثقة بحسن نوايا إسرائيل” وأن “قول نتنياهو علناً، للمرة الأولى، بأن إسرائيل تؤيد العملية، أمر يقيده ويلزمه بالاتصالات الجارية”.
[email protected]
أضف تعليق