اختتم اليوم الأربعاء في مدينة الناصرة مؤتمر صحة المرأة في المجتمع العربي، الذي نُظّم بمبادرة المنتدى الأكاديمي لتطوير الصحة في المجتمع العربي وبالتعاون مع مؤسسات وخدمات الصحة في البلاد. شهد المؤتمر مشاركة واسعة من الجهات المهنية لمناقشة أهم المعطيات والبحوث حول صحة المرأة العربية وتعزيزها.
أفتتحت المؤتمر الدكتورة عبير سليمان المديرة العامة للمنتدى الاكاديمي بكلمات واشادت بأهمية تسليط الضوء على المواضيع التي ستطرح خلال المؤتمر والحاجة الماسة لتعزيز صحة المراة العربية. الحدث في تقديم أحدث الأبحاث والدراسات المتعلقة بصحة المرأة. وتضمن المؤتمر دورتين رئيسيتين تناولتا مواضيع محورية في مجال صحة المرأة، وجذبت اهتمام الحضور بالنقاشات العلمية المثمرة.
الدورة الأولى: الوقاية والتوعية الصحية - استهلت د. شيرين نموز حداد، طبيبة نساء ومتخصصة في متابعة الحمل عالي المخاطر، حديثها عن عواقب سكري الحمل وتأثيره على صحة المرأة ما بعد الحمل، معتبرةً أن "سكري الحمل هو فرصة للكشف عن النساء المعرضات للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني (Type 2) خلال حياتهن، حيث ان نحو 50% من النساء اللواتي يصبن بسكري الحمل معرضات للإصابة بهذا المرض"، ومشددة على ضرورة الوقاية واتباع نمط حياة صحي واهمية اجراء الفحوصات السنوية للكشف المبكر ومحاولة تفادي ظهور المرض.
تلاها د. عادل شلاعطة، مدير المعهد الوراثي في مستشفى بني تسيون، الذي تحدث عن مدى انتشار الامراض الوراثية في المجتمع العربي الناتجة عن زواج الاقارب وعن أهمية اجراء الفحوصات الوراثية قبل الحمل الأول وحتى قبل الزواج. وأكد: "اجراء الفحوصات الوراثية اللازمة يساعد على إنجاب أطفال أصحاء ويضمن حياة صحية للأجيال القادمة.
وتطرق المؤتمر أيضا الى الجانب النفسي الاجتماعي للمرأة العربية: حيث سلطت السيدة إنعام أبو الهيجاء، عاملة اجتماعية ومعالجة نفسية، الضوء على الاكتئاب خلال فترة الحمل وما بعد الولادة، موضحةً التحديات النفسية التي تواجهها الأمهات. وقالت: "داخل غرفة النوم تجتمع الأم الجديدة وتغرق في أفكارها السلبية، بينما يملأ الفرح غرفة المعيشة"، مؤكدة على أهمية مراقبة الجانب النفسي للنساء الحوامل والوالدات من قبل الطواقم الطبية والبيئة المحيطة بهن ضروري للكشف المبكر عن حالات الاكتئاب ومعالجتها لضمان استمرارية حياتهن وحياة المواليد بشكل متوازن.
الدورة الثانية: تطوير الخدمات الصحية - تناول خبراء في الدورة الثانية تطوير الخدمات الصحية ورفع الوعي بأهمية الفحوصات الدورية والكشف المبكر. أشار بروفيسور جمال زيدان، مدير معهد الأورام في مستشفى زيف، إلى أن "سرطان الثدي يبدأ عند النساء العربيات في سن أصغر وعادة ما يكون أكثر عدوانية" وكما تطرق الى أحدث الأبحاث في موضوع العامل الوراثي في مرض سرطان الثدي لدى النساء العربيات في البلاد. فيما تحدثت د. مريانا عيساوي، طبيبة في معهد القلب في مستشفى هعيمك، عن الفروقات الجندرية في تشخيص وعلاج الامراض القلبية واهمية الانتباه الى هذا الاختلاف بهدف الكشف عن هذه الامراض ومعالجتها في الوقت المناسب قبل حدوث التعقيدات الطبية التي قد تصل الى حالات الوفاة. وأكدت أن "النساء معرضات لحالات وفاة بسبب أمراض القلب أكثر من الرجال نتيجة عدم التشخيص في الوقت المناسب".
كما وعرض بروفيسور فؤاد عازم، مدير معهد الخصوبة في مستشفى ايخيلوف موضوع حفظ البويضات (الخصوبة) عند النساء واهميته خاصة لدى النساء الشابات اللواتي يعانين من امراض وعلاجات التي من الممكن ان تضر بمستوى خصوبتهن في جيل مبكر، وأيضا النساء اللواتي يتأخرن بالإنجاب لأسباب اجتماعية. واكد على أهمية رفع مستوى الوعي في المجتمع العربي لموضوع حفظ البويضات كوسيلة لرفع احتمالات الدخول لحمل عند الرغبة.
اختتم المؤتمر بندوة حوارية ادارها المحامي مراد مفرع رئيس المنتدى الاكاديمي وبمشاركة ممثلين عن إدارات بصناديق المرضى الاربعة ووزارة الصحة الذي ناقش سياستهم وخطط العمل المقترحة لتعزيز صحة المرأة العربية خاصة في المواضيع التي طرحت خلال المؤتمر وصحة المجتمع العربي في إسرائيل بشكل عام.
ولُخِص بتقديم توصيات هامة حول اهمية الاستثمار في صحة المرأة العربية، مع التأكيد على ضرورة التوعية بالأمراض، تشخيصها وعلاجها وأهمية المتابعة الدورية مع الأطباء. حيث شدد القائمون على أن صحة المرأة بشكل عام والمرأة العربية خاصة هي أساس لتمكين أجيال قادمة صحية، وأكدوا على دور خدمات الصحة الجماهيرية في تعزيز هذا الهدف.
[email protected]
أضف تعليق