حكمت المحكمة المركزيّة في لواء المركز اليوم على حنوخ عكيفا رابين (26 عامًا) بالسجن لمدة 3.5 سنوات وعلى راز حاييم جيرون (22 عامًا) بالسجن لمدة 3 سنوات، بعد إدانتهما بالإصابة والاعتداء بدوافع عنصريّة في ظروف مشدّدة بالإضافة إلى الضرر المتعمّد لدوافع عنصرية. وفي حادثة وقعت قبل نحو عام، اعتدى الشابان بالفأس والحجارة على عائلة فلسطينية كانت تتسوّق في أحد المتاجر الكبرى في بلدة حوارة، ما أدى إلى إصابة أفراد العائلة، فضلًا عن إلحاق أضرار جسيمة بمركبتهم وغيرها من السيارات في موقف السيارات في السوبر ماركت، وكل ذلك وهم يهتفون "الموت للعرب". بالإضافة إلى ذلك، سيقوم المتهمون بدفع تعويضات للعائلة المتضررة بمبلغ إجمالي قدره 45,000 شيكل.
ووصفت لائحة الاتهام التي اعترف فيها المتهمون بالذنب، والتي قدّمتها النيابة العامّة في لواء المركز، كيف وصل الاثنان مع آخرين إلى موقف سيارات سوبر ماركت في بلدة حوارة الفلسطينية، ملثّمين ومسلّحين بفأس ومطرقة وحجارة ورذاذ فلفل. بدأت المجموعة برشق الحجارة على المركبات الموجودة في ساحة السوبر ماركت والتي تحمل لوحات ترخيص فلسطينية. كان يتواجد في إحدى المركبات في ذلك الوقت خمسة أفراد من عائلة فلسطينية، الجد والجدة ابنهم وزوجته مع ابنتهما الصغيرة، التي كانت قد أنهت التسوق في السوبر ماركت وركبت سيارتها للعودة لبيتها.
وبحسب لائحة الاتهام، فإن أحد المتهمين هاجم سيارة العائلة بفأس، وحطم بعض نوافذها وضرب الأب الذي كان يجلس في مقعد السائق بالفأس، مما أدى إلى إصابة كتفه ويده. وفي الوقت نفسه قام الجاني الثاني وآخرون برشق الحجارة وتحطيم زجاج السيارة، وحتى بعد ذلك استمروا في إلقاء الحجارة من مسافة قصيرة داخل السيارة، فأصابت رأس جد العائلة، ورشّوا ركابها برذاذ الفلفل.
وفي إحدى اللحظات، تمكّن الأب الذي كان يجلس على مقعد السائق من الفرار بالسيارة مبتعدًا عن مكان الحادث، فيما واصل المتهم والآخرون رشقهم بالحجارة. وخلال الحادثة بأكملها كان المتهمون والآخرون يهتفون: "الموت للعرب".
هجوم عنف وبشع على المشتكين
وأسفرت هذه الأفعال عن إصابة أفراد الأسرة بجروح عديدة استدعت العلاج، كما لحقت أضرار بمركبتهم والمركبات الأخرى المتواجدة في المكان. تصف لائحة الاتهام هجومًا عنيفًا وبشعًا على المشتكين، وهم أفراد من عائلة واحدة، ذنبهم الوحيد انهم ينتمون إلى المجتمع العربي، وخرجوا معًا في نزهة عائلية روتينية.
هذا ونشير إلى ان المتهمين وطوال الإجراءات القانونية ضدّهم كانوا قيد الاعتقال إذ قبلت المحكمة طلب النيابة العامّة بتوقيفهما لحين انتهاء الإجراءات القانونية بحقهما. ونظرًا لخطورة الأفعال، طالبت النيابة العامّة المحكمة بتوقيع عقوبات أشد من العقوبات الصارمة والشديدة التي حدّدتها فعليًا. وطلبت النيابة العامّة أن تتراوح العقوبة بين 4 و6 سنوات سجنًا، فيما أدانت المحكمة اليوم المتهمين بعد اعترافهم بالأفعال المبيّنة في لائحة الاتهام، حيث حدّدت السجن ما بين 3 و6 سنوات.
وأشارت القاضية ماروم إلى انتهاك القيم المحمية للأمن الشخصي وأضافت: "لقد انتهك المتهمون بأفعالهم عددًا من القيم المحمية، محورها حق المشتكين، ضحايا الجرائم، على سلامة أجسادهم وكرامتهم وأمنهم الشخصي، فضلًا عن انتهاك أكثر شمولًا للشعور بالأمن لدى سكان المنطقة وتقويض نسيج الحياة الدقيق القائم بين السكان اليهود والسكان العرب الفلسطينيين في المنطقة.. إن الضرر الذي يلحق بجميع القيم المحمية شديد الحدة، ويرجع ذلك أساسًا إلى أن هذا سلوك عنصري عنيف موجّه نحو ثلاثة أجيال مختلفة من عائلة واحدة خرجت للتسوق.
[email protected]
أضف تعليق