ما زال المخفي أعظم في قضية العملية، التي وصفها الإعلام الإسرائيليّ لتحرير الرهائن الأربعة من مخيّم اللاجئين (النصيرات)، وسط قطاع غزّة، ما زال المخفي أعظم، لأنّ هناك العديد من الأمور التي طرحت عدّة تساؤلاتٍ حول ما جرى خلال العملية، وقبلها، وربّما بعدها، وهي العملية التي وصفها وزير الأمن الإسرائيليّ يوآف غالانط بالبطوليّة.
وفي هذا السياق، نقلت صحيفة (هآرتس) العبريّة، صباح اليوم ، عن مسؤولين كبار في كلٍّ من واشنطن وتل أبيب، قولهم أنّ الولايات المتحدة الأمريكيّة والمملكة المتحدّة قامتا بتزويد إسرائيل بمعلوماتٍ قيّمةٍ جدًا ساهمت إلى حدٍّ كبيرٍ في نجاح عملية تحرير الرهائن، على حدّ تعبيرهم.
وشدّدّت المصادر عينها، بحسب الصحيفة على أنّ الأمريكيين والبريطانيين قدّموا لدولة الاحتلال مساعداتٍ لوجيستيّةٍ، لم يتّم كشف النقاب عن طبيعتها، فيما نفت واشنطن أنْ تكون قد استخدمت الميناء العائم الذي أقامته في غزّة خلال العملية الإسرائيليّة ظهر يوم أمس السبت، والتي شارك فيها جيش الاحتلال، وجهاز الأمن العّام (شاباك) ووحدة مكافحة الإرهاب، المعروفة باسم (يمام)، والتي قُتِل أحد قادتها الكبار خلال تحرير الرهائن.
علاوة على ما ذكر أعلاه، أوضحت المصادر الإسرائيليّة والأمريكيّة في حديثها للصحيفة العبريّة، أنّ وحدةً أمريكيّةً، والتي تتواجد وتنشط في إسرائيل منذ اندلاع الحرب على غزّة في السابع من شهر تشرين الأوّل (أكتوبر) من العام المُنصرم، ساهمت كثيرًا في عملية تحرير الأسرى الأربعة، فيما أكّد مسؤول إسرائيليُّ وصفته الصحيفة بأنّه رفيع المُستوى، إنّ وحداتٍ أمريكيّةٍ وبريطانيّةٍ تعمل من داخل إسرائيل، في جمع المعلومات الاستخباراتيّة، وتحضيرها تعمل منذ أكتوبر الفائت على جمع المعلومات عن الرهائن الإسرائيليين المُحتجزين لدى المقاومة الفلسطينيّة في قطاع غزّة، على حدّ تعبيره.
وأوضح المسؤول الإسرائيلي نفسه للصحيفة العبريّة إنّ وزارة الدفاع الأمريكيّة (البنتاغون) ووكالة المخابرات المركزيّة الأمريكيّة (CIA)، تقومان بجمع المعلومات عن مكان تواجد الأسرى الإسرائيليين، وبالإضافة إلى ذلك، تعمل هذه الوحدات السريّة على تحديد أماكن تواجد قادة حركة المقاومة الإسلاميّة (حماس) والفصائل الفلسطينيّة الأخرى، طبقًا لأقواله.
وكشف المسؤول ذاته النقاب عن أنّ الوحدات الأمريكيّة والبريطانيّة تقوم باستخدام الطائرات دون طيّارٍ (مسيرّات) والتنصت على الهواتف و”إسقاط” المكالمات الهاتفيّة بعد رصدها، مُضيفًا أنّ الولايات المتحدة والمملكة البريطانيّة تملكان القدرات على جمع المعلومات الاستخباراتيّة من الجوّ، وأيضًا عن طريق السايبر، وهي القدرات التي لا تمتلكها الدولة العبريّة، على حدّ قوله.
مع ذلك، استدرك المسؤول الإسرائيليّ قائلاً إنّ الوحدات الاستخباراتيّة الأمريكيّة والبريطانيّة لم تُشارِكا في العملية نفسها، ظهر أمس السبت.
بالإضافة إلى ما ذُكِر أعلاه، فإنّه طبقًا لمسؤولين أمريكيين، أضافت الصحيفة، فإنّ المساعدة التي تقدمها واشنطن ولندن للكيان في قضية تحرير الرهائن تنبع فيما تنبع من إيمانهما بأنّ تحرير الأسرى الإسرائيليين سيُقنِع دولة الاحتلال بإنهاء الحرب على غزّة، وأنّ العثور على قادة (حماس) وقتلهم، تُضيف أيضًا عاملاً آخر لإقناع تل أبيب بضرورة وقف الحرب، التي مرّ على اندلاعها أكثر من 8 أشهرٍ، على حدّ تعبيرها.
وأعربت إسرائيل عن غضبها الشديد من البيان الذي أصدرته الخارجيّة المصريّة حول المجزرة التي ارتكبها الاحتلال في النصيرات خلال العملية، وقالت القناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ إنّ الموقف المصريّ يُثير الاشمئزاز ويؤكِّد عمق النفاق المصريّ، لأنّه لم يأتِ على ذكر تحرير الرهائن الأربعة، على حدّ تعبيرها.
[email protected]
أضف تعليق