تسجل المواجهات بين حزب الله والجيش الإسرائيلي منذ أيام تصعيدا غير مسبوق ضمن قصف متبادل بينهما بدأ في 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
ومنذ دخول الطائرات المسيُرة على خط المواجهة، ارتفع عدد هجمات حزب الله ضد إسرائيل إلى أعلى مستوى؛ ما دفع تل أبيب إلى التهديد بشن عملية "قوية جدا" في الشمال.
قتلى وجرحى من الجانبين
الحزب كثَّف استهدافه لمواقع عسكرية ومستوطنات شمالي إسرائيل، فيما واصلت الأخيرة تصعيدها بشن غارات جوية وصولا إلى عمق الجنوب وبعلبك (شرق)؛ ما خلف قتلى وجرحى من الجانبين.
رسميا، لم يصدر عن حزب الله مؤخرا رقم بشأن حصيلة عملياته ضد إسرائيل في مايو/ أيار الماضي.
بينما قال الإعلام الحربي، التابع له، إن عمليات حزب الله ضد أهداف إسرائيلية متنوعة "تخطت الـ2000 منذ بدء الحرب".
والعملية رقم 2000، التي أعلن عنها الحزب السبت مطلع يونيو/ حزيران الجاري، كانت إسقاط مسيّرة إسرائيلية من نوع "هرمز 900".
وقال الحزب، في بيان حينها، إن المسيّرة "كانت تعتدي على أهلنا وقرانا"، وتم استهدافها بأسلحة مناسبة وإسقاطها في لبنان.
10 عمليات يوميا
ومنذ 7 أبريل/ نيسان الماضي، ارتفع معدل هجمات حزب الله ضد إسرائيل إلى 10 عمليات يوميا، وفق رصد الأناضول لبياناته.
وحسب معهد "علما" الإسرائيلي للأبحاث، في تقرير، فإن مايو شهد العدد الأكبر من هجمات "حزب الله" ضد إسرائيل، وبلغت 325 مقارنة بـ238 في أبريل.
وأفاد بحدوث "85 عملية تسلل لطائرات بدون طيار إلى الأراضي الإسرائيلية في مايو مقارنة بـ 42 في أبريل و24 في مارس، و7 في فبراير 2024".
و"منذ بداية القتال في الشمال وحتى 31 مايو، نفذ حزب الله ألفا و964 هجوما على الحدود الشمالية (إسرائيل)، 46 بالمئة منها ضد البنية التحتية المدنية والمناطق المدنية"، كما ادعى المعهد.
وأكدت القناة "12" الإسرائيلية (خاصة) ارتفاع عدد هجمات "حزب الله" على شمالي إسرائيل بنسبة 36 بالمئة خلال مايو.
ومنذ أكتوبر وحتى 21 مايو، بلغ إجمالي اعتداءات إسرائيل على لبنان 4 آلاف و841، وفق أحدث تقرير للمنصة الوطنية للإنذار المبكر، التابعة للمجلس الوطني للبحوث العلمية بلبنان.
4 آلاف و377 قصف وغارات، و175 قنابل مضيئة أو حارقة، و140 قذائف فوسفورية، و88 إطلاق نار، و24 قذائف لم تنفجر.
وشملت الاعتداءات، حسب التقرير، 4 آلاف و377 قصف وغارات، و175 قنابل مضيئة أو حارقة، و140 قذائف فوسفورية، و88 إطلاق نار، و24 قذائف لم تنفجر.
وتجاوزت اعتداءات إسرائيل الحدود الجنوبية للبنان، إذ زادت وتيرة قصف مدينة بعلبك والبقاع الغربي (شرق) على بعد أكثر من 100 كلم عن جنوبي لبنان.
كما طالت الاعتداءات مدينة صيدا، على بعد أكثر من 60 كلم عن الحدود الجنوبية؛ ما أسفر عن قتلى وجرحى.
ووفق المحافظات، توزعت معظم اعتداءات إسرائيل بواقع 3 آلاف و109 على النبطية، وألف و704 على الجنوب، و20 على بعلبك - الهرمل، و5 على البقاع، و3 على جبل لبنان، حسب التقرير.
وجراء قصف إسرائيلي، اندلعت حرائق في 15 مليونا و700 ألف متر مربع بلبنان؛ مع خسائر كبيرة في أشجار الزيتون والسنديان والأشجار المثمرة.
مسيّرات "حزب الله" إلى مستوطنة نهاريا بين مدينة عكا
وفي هذا التصعيد لم يرتفع عدد عمليات "حزب الله" فحسب، وإنما تغيرت نوعيتها أيضا، إذ دخلت المسيّرات إلى الصراع، وعمَّق الحزب عملياته في الداخل الإسرائيلي.
وللمرة الأولى، وصلت مسيّرات "حزب الله" إلى مستوطنة نهاريا بين مدينة عكا والحدود اللبنانية في أقصى شمالي إسرائيل.
وتبعد نهاريا 7 كيلومترات عن الحدود، وسقطت فيها مسيّرة أطلقها الحزب ما أشعل حريقا، بعد أن فشلت صواريخ "القبة الحديدية" في التصدي لها.
وآنذاك، قال "حزب الله" إنه شن هجوما بمسيّرات انقضاضيّة (انتحارية) على هدف جنوب مستوطنة ليمان، حيث وصلت المسيّرات وانفجرت على الأرض.
وشدد على أن مسيّراته حققت هدفها، على الرغم من أن إسرائيل حاولت اعتراضها بصواريخ "القبة الحديدة" التي سقط بعضها في نهاريا وأحدث أضرارر.
كما شن الحزب عشرات الهجمات بمسيّرات على مقرات عسكرية إسرائيلية، مثل ثكنة يردن في الجولان السوري المحتل، ومنصات "القبة الحديدية" في الزاعورة.
كما استهدف ثكنة معاليه غولاني في الجولان المحتل، وهي المقر القيادي المستحدث للجبهة الشرقية في فرقة الجليل (ناحل غيرشوم شرق ديشون).
وعلى مستوى الصواريخ، استمر "حزب الله" باستخدام صواريخ الكاتيوشا وبركان، لاستهداف مقرات إسرائيلية ومستوطنة كريات شمونة، وفق بياناته.
كذلك برزت هجمات الحزب المركبة، إذ شن مثلا هجوما مركبا على موقع البغدادي العسكري، بدأ باستهداف الموقع وحاميته وانتشار جنوده بصواريخ.
قتلت إسرائيل 330 عنصرا من حزب الله، و18 من حركة أمل، و13 من الجهاد الإسلامي، و15 من حماس
وبعدها، أطلق مسيّرات انقضاضيّة محمّلة بقنابل استهدفت غرفة عمليات الموقع والمراقبة، فأصابت أهدافها بدقة، وأحدثت انفجارات وحرائق وحققت إصابات في الجنود، حسب بيان للحزب.
ويشدد حزب الله على أن عملياته تأتي ردا على اعتداءات الجيش الإسرائيلي على القرى الحدودية ومنازل المدنيين في جنوبي لبنان، وأيضا للتضامن مع غزة في مواجهة الحرب الإسرائيلية المدمرة.
ولا توجد حصيلة رسمية إسرائيلية معلنة لعدد القتلى والجرحى جراء هجمات "حزب الله".
بينما قتلت إسرائيل 330 عنصرا من حزب الله، و18 من حركة أمل، و13 من الجهاد الإسلامي، و15 من حماس، بالإضافة إلى نحو 100 مدني لبناني، وجندي في الجيش، وعنصر في قوى الأمن الداخلي، وفق رصد الأناضول
[email protected]
أضف تعليق