قال استاذ العلوم السياسية في جامعة بيرويت والوزير السابق علي جرباوي، إن مبادرة صفقة التبادل الأخيرة التي طرحها الرئيس جو بايدن في خطابه تتعثر من قبل الجانب الإسرائيلي، لأن نتنياهو يحاول الحفاظ على ائتلافه الحكومي، بالإضافة إلى أن هناك أطرافاً في هذا الائتلاف والمتمثل بوزير الأمن القومي ايتمار بن غفير ووزير المالية بتسلائيل سموترتش اللذان هددو بالخروج من هذا الائتلاف، وهذا يعني سقوط حكومة نتنياهو.
وأكد جرباوي خلال مقابلة تلفزيونية مع قناة المشهد، على أن نتنياهو غير معني بسقوط حكومته في خضم الضغوطات التي يتعرض لها من قبل وزرائه المتشددين، في الوقت الذي يتعرض فيه أيضاً إلى ضغوطات داخليه تتمثل من قبل بعض أطراف المجتمع الإسرائيلي والوسط السياسي، ناهيك عن الضغوطات من قبل المجتمع الدولي وإدارة بايدن.
وأشار د. علي جرباوي، إلى أن نتنياهو قد يقبل في المرحلة الأولى من الصفقة لإنها ضمن مصلحته السياسية، ولكن لا يوجد ضمانات في الانتقال من المرحلة الأولى إلى المراحل الأخرى من الصفقة، ذلك أن حركة حماس تريد ضمانات أكيدة بأن هذا الانتقال بين المراحل سيتم تنفيذه من قبل إسرائيلدون الإخلال بأي مرحلة.
وأكد جرباوي على أن النقطة المحورية الأساسية في هذه الصفقة، هي أن الحكومة الإسرائيلية ترفض أن تلتزم يوقف اطلاق النار؛ مشيراً إلى أن المبادرة الإسرائيلية التي عدل عليها الرئيس الأمريكي بايدن تقول بأن وقف اطلاق النار في المرحلة الأولى يستمر سارياً في المرحلة الثانية طالما أن هنالك تفاوض ما بين الطرفين على إنهاء الحرب، لذلك سيكون وقف اطلاق نار طويل وممتد وهذا ما لا تريده إسرائيل.
وبين أن الإدارة الامريكية أبدت إهتماماً بوقف الحرب في الصفقة الأخيرة، لأنها مصلحة أمريكية لاسيما لإدارة بايدن التي ستخوض انتخابات في الأشهر القليلة القادمة، وقد يخسرها بايدن بسبب هذه الحرب.
في ذات السياق نوه جرباوي إلى أن الإدارة الأمريكية أعلنت منذ وقت وجيز بأنها معنية بتسوية سياسية على أساس حل الدولتين ولكن هذا الشعار تردد كثيراً خلال الثلاثين عاماً الماضية، ولم يترجم على أرض الواقع، في الوقت الذي لا تريد فيه إسرائيل إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية، بالتالي يبقى هذا العنوان "عبثي".
وأكد على أنه يجب تأهيل الوضع الفلسطيني قبل الحديث عن تسوية سياسية حتى يكون مواتياً للحديث عن حل الدولتين الذي لا يوجد أي ضمانة للتوصل إليه، خصوصاً أن الولايات المتحدة الأمريكية قامت باستخدام "الفيتو" على الاعتراف بفلسطين كدولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة؛ بالتالي فهي بذلك تعيق المسار الذي تقول بأنها تريد أن تدعمه في نهاية المطاف، ولا ضمانات على أن هذه الإدارة ستلتزم بذلك.
وحول الرأي العام العالمي بما يحدث في غزة والاعتداءات في الضفة والقدس، قال جرباوي،" إن الرأي العام العالمي بدأ بالتغير، وأن إسرائيل أصبحت في زاوية، بالإضافة إلى أن الطبقة السياسية الأمريكية التي يعتمد الكثير منها على الدعم من قبل اللوبي الصهيوني هي أيضاً في زاوية، وهناك تغير على الصعيد العالمي فيما يخص الحرب على غزة ولكن هذا التغير بطيئ وسيأخذ فترة طويلة حتى يُؤتي أكله في نهاية المطاف، في الوقت الذي تريد فيه الحكومة الإسرائيلية المتطرفة أن تحسم الوضع لصالح استمرار الاحتلال".
وتابع " المحور الأساسي بالنسبة للحكومة الإسرائيلية هو القدس والضفة الغربية، ذلك أنهما مسألة أيدلوجية ودينية، بينما قطاع غزة بالنسبة لهذه الحكومة هو موضوع أمني بحت".
وحول الاعتراف الأخير بدولة فلسطين من قبل بعض الدول، أكد جرباوي بأنه" لا يجب أن نعول على ذلك كثيراً، ذلك أن ملف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي احتكرته الولايات المتحدة الأمريكية وهي الجهة الأساسية فيه، وكل الجهات الباقية هي أطراف تابعة، مشيراً إلى أن الوضع الدولي حتى الان لم ينضج في اتجاه أن يكون هناك مواقف متحررة تماماً من الموقف الأمريكي، محذراً من ما يجري في الضفة لما تتعرض له من خطورة كبيرة من خلال التمدد الاستيطاني وتشييد الطرق الالتفافية وذلك من أجل حسم موضوع الضفة من قبل الحكومة الإسرائيلية".
[email protected]
أضف تعليق