تستعد "جماعات الهيكل" لتنفيذ اقتحام جماعي واسع للمسجد الأقصى المبارك، وتنظيم ما تسمى "مسيرة الأعلام" الإسرائيلية في مدينة القدس المحتلة، في ذكرى احتلال الشطر الشرقي للمدينة حسب التقويم العبري يوم غدٍ الأربعاء.
ودعت الجماعات المتطرفة أنصارها إلى اقتحام المسجد الأقصى بالآلاف، مشددة على اصطحاب الأعلام الإسرائيلية لرفعها داخل المسجد أثناء الاقتحام.
وتعمل تلك الجماعات على فرض التقسيم الزماني التام في المسجد الأقصى، وأن يُخصص لها ولأنصارها من المستوطنين المتطرفين حصرًا في أيام الأعياد التوراتية والمناسبات الدينية اليهودية، دون أي حضور إسلامي.
ووجهت ما تسمى منظمة "جبل الهيكل في أيدينا" المتطرفة نداءً إلى جمهور "جماعات الهيكل" المختلفة لاقتحام جماعي منسق يبدأ بالتجمع عند باب الخليل غرب البلدة القديمة في الساعة 11:15 صباحًا، ثم التوجه عبر البلدة القديمة نحو المسجد الأقصى، في خطوة تهدف إلى محاولة تمديد أوقات الاقتحام المفروضة حاليًا ما بين الساعة 7:00-11:30 صباحًا.
وهذا العام، تتزامن "مسيرة الأعلام" مع معركة "طوفان الأقصى" واستمرار حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة للشهر الثامن على التوالي.
اثبات السيادة
الباحث المختص في شؤون القدس فخري أبو دياب يقول إن تنظيم "مسيرة الأعلام" الإسرائيلية هذا العام يختلف عن السنوات الماضية نتيجة الظروف والحرب على قطاع غزة، لأن اليمين المتطرف، بمن فيه وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير هو من يقود هذه المسيرة.
ويضيف أبو دياب، أن اليمين المتطرف يريد بتنظيم هذه المسيرة، إثبات سيادته وسيطرته على القدس، بعد فشل الاحتلال في تحقيق أي إنجازات في غزة.
ويوضح أن هذه المسيرة يستغلها اليمين المتطرف استغلالًا داخليًا بسبب تزايد المظاهرات من الوسط واليسار الإسرائيلي وعائلات الأسرى بغزة، "فهو يريد الرد على هذه المظاهرات عبر إظهار قوته، وإثبات أن القدس عاصمة موحدة وتحت السيادة الإسرائيلية".
وحسب أبو دياب، فإن هؤلاء المتطرفين يريدون رفع أعلام الاحتلال في داخل المسجد الأقصى ومحيطه، إذ إن "إسرائيل" بدأت في رفع العلم على كل متر من القدس، بما فيها البلدة القديمة ومحيط الأقصى.
ونتيجة الفشل الذريع في الحرب على غزة، فإن "المستوطنين يريدون بهذه المسيرة التهويدية، تعويض هذا الفشل، وكأنها نوع من الإنجاز وتحقيق نصر معين، وأيضًا سيتم استغلالها في فرض وقائع معينة على الأقصى ومحيطه"، وفق أبو دياب.
ومن وجهة نظره، فإن "اليمين المتطرف يبحث عن أي إنجاز للوصول للأقصى، ويريد إشعال المنطقة، في ظل الضغوط الأمريكية والغربية على إسرائيل للقبول بصفقة التبادل، لأنه يعلم أن القدس صاعق تفجير في المنطقة".
بن غفير يهدد باقتحام الاقصى
وهدد وزير الأمن القومي الإسرائىلي إيتمار بن غفير اليوم الثلاثاء، في حديث لإذاعة الجيش الإسرائيلي، باقتحام المسجد الأقصى المبارك خلال "مسيرة الأعلام" الاستيطانية والاستفزازية، غداً الأربعاء، في مدينة القدس المحتلة، بمناسبة ما يُسمى إسرائيلياً بـ"يوم القدس"، وهو اليوم الذي تحتفل فيه إسرائيل بسقوط الشطر الشرقي من المدينة المحتلة عقب نكسة عام 1967.
وقال بن غفير عن المسيرة التي ستمر في باب العامود وربما في الحي الإسلامي داخل البلدة القديمة، إنه "يجب ضربهم في أهم مكان لهم. في جميع السنوات قالوا هذا غير مناسب، وهذا ليس الوقت لذلك. الأمر معاكس تماماً، عندما تتراجع أمامهم، ستحصل على 7 أكتوبر (عملية طوفان الأقصى). سنسير (في مسيرة الغد) عبر باب العامود وسنصعد إلى جبل الهيكل (المسجد الأقصى)، رغماً عن أنوفهم ورغم غضبهم. يجب ضربهم في المكان الأكثر أهمية بالنسبة لهم، ويجب أن نأتي ونقول إن جبل الهيكل لنا والقدس لنا. إذا نظرنا لأنفسنا على أننا أصحاب المكان، فإن أعداءنا سيقدروننا".
وأعرب بن غفير في حديثه عن رغبته في تولي المسؤولية عن الجبهة اللبنانية. وقال في هذا السياق: "لو سلّموني المسؤولية عن أسراب الطائرات، وعن الصواريخ، وعن كل ما يحدث في الشمال، فسوف يتعلم حزب الله كيف يكون الرد الإسرائيلي. لا يمكن أن يكون هناك وضع يدمّرون فيه منطقة بأكملها دون أن نرد".
وفي حديثه عن قطاع غزة، اقترح بن غفير عدم السماح بإدخال المساعدات الإنسانية لمدة شهر أو شهرين. واعتبر أن "هناك أمورا لم نفعلها بعد، مثل قطع الوقود عنهم، إخبارهم بأنه لا مساعدات إنسانية. لم نفعل هذا الأمر. تعالوا لنقم بذلك بمدة شهر أو اثنين، وسنرى عندها ماذا سيفعلون".
يوم عصيب
ويبين أن المتطرفين يسعون إلى زيادة حدة التوتر والتصعيد في المدينة المقدسة، ومحاولة الانقضاض على الأقصى، وربما فتح جبهة جديدة عبر إشعال القدس، لأن بن غفير يبحث عن ما يعيق إنجاز الصفقة وإنهاء الحرب.
ويتخلل المسيرة التهويدية-وفقًا للباحث المقدسي- إجراءات استفزازية وعقاب جماعي للمقدسيين في باب العامود والبلدة القديمة ومحيط الأقصى، وسيكون الأربعاء يومًا حاسمًا وعصيبًا على القدس، خاصة أن شرطة الاحتلال التي تقمع الفلسطينيين تتبع لبن غفير.
ووفقًا لمسارها السنوي، تنطلق المسيرة بآلاف المستوطنين بدءًا من شارع يافا غربي القدس وصولًا إلى باب الجديد، ومنه ينطلق قسم من المستوطنين إلى حائط البراق مباشرة عبر باب الخليل، والآخر يتجه إلى باب العامود وطريق الواد وصولًا إلى حائط البراق وباب المغاربة.
ويشير إلى أن الشرطة تفرض في هذا اليوم، إجراءات مشددة على المقدسيين، وتُحول القدس إلى ثكنة عسكرية عبر نشر عناصرها ووحداتها الخاصة بالآلاف في المدينة والبلدة القديمة ومحيط الأقصى، وكذلك إغلاق للشوارع والمحال التجارية والأحياء، لتأمين المسيرة.
ومنذ السابع من تشرين أول/ أكتوبر الماضي، تتعرض مدينة القدس والمسجد الأقصى لاعتداءات إسرائيلية متصاعدة وفرض إجراءات مشددة على أبواب البلدة القديمة، في استغلال إسرائيلي متعمد لحرب الإبادة الجماعية المتواصلة على غزة.
وحذرت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات من خطورة تصعيد الاحتلال لعدوانه على المسجد الأقصى، في ذكرى احتلال مدينة القدس.
وحمّلت السلطات الاسرائيلية كامل المسؤولية عن التداعيات الخطيرة لهذه الانتهاكات، داعية جماهير شعبنا في كل مكان للنفير وشد الرحال إلى الأقصى والرباط فيه، والتصدي لأية محاولة من جانب المستوطنين لاقتحامه وإقامة طقوس توراتية داخله.
[email protected]
أضف تعليق