عبر أهالي حي الشيخ جراح بالقدس عن قلقهم من إعلان السلطات الاسرائيلية نقل الاحتفال بعيد الشعلة اليهودي من منطقة ميرون بالجليل الى الحي الفلسطيني واغلاق المنطقة بشكل كامل وما سيترتب على ذلك من تضييق ومعاناة لهم.

إغلاق منطقة "ميرون" بالجليل

وكان قائد الجبهة الداخلية الاسرائيلية وقع أمراً بإغلاق منطقة "ميرون" بالجليل شمال اسرائيل، واعتبارها منطقة عسكرية مغلقة وسيظل القرار ساريًا حتى ظهر يوم الاثنين القادم وبذلك سيتم منع اليهود المتدينين من الاحتفال بعيد الشعلة هناك وسيتم نقل المناسبة إلى حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية اعتبارا من مساء السبت القادم.

الحي الفلسطيني مستهدف لتهجير السكان 

وقال المقدسي صالح دياب أحد سكان حي الشيخ جراح ان أكثر ما يخشاه أن يستغل المتطرفون اليهود الاحتفالات بعيد الشعلة من أجل اقتحام البيوت العربية والاعتداء على سكانها كما حدث في الأعوام السابقة ولكن هذه المرة الخوف هو اكبر واشهد فالأعداد التي من المقرر ان تشارك في هذه الاحتفالات ضخمة والشرطة لن توفر الحماية للعرب في الحي الذي يربط شمال القدس بجنوبها ومع بالبلدة القديمة .

واضاف دياب ان نقل الاحتفال اليهودي من "ميرون" الى الشيخ جراح يؤكد على ان الحي الفلسطيني مستهدف لتهجير السكان لكن الاهالي مصممون على الصمود على أرضهم.

ولم يستبعد دياب وقوع احتكاكات ومشاكل في هذه المناسبة المرتقبة على ضوء الأوضاع الصعبة التي نعيشها واستمرار الحرب على غزة لافتا انه خلال الأشهر الماضية تعرض منزله لعدة اعتداءات من قبل المستوطنين وقامت الشرطة باعتقاله بحجة انه كان يحمل سكينا.

وقال نستعد لاعلان حالة استنفار امني في المنزل وعدم مغادرته والبقاء مستيقظا على مدار الساعة وسط اجواء من الخوف والقلق.

 اجراءات اسرائيلية مشددة 

وعلى مدى ٤٨ ساعة حتى قبل ظهر الاثنين ستشهد مدينة القدس وخصوصا حيي الشيخ جراح وواد الجوز اجراءات اسرائيلية مشددة حيث ستنشر الشرطة المئات من أفرادها وستنصب الحواجز في ظل التوقعات بوصول عشرات آلاف المتدينين اليهود إلى ما يسمى قبر شمعون الصديق. وعليه ستتشكل أزمات مرورية خانقة جدا بسبب اغلاق بعض محاور شارع رقم ١ ونهاية شارع صلاح الدين وبعض مفترقات التلة الفرنسية لينتقل ضغط حركة الباصات والسيارات إلى شارع واد الجوز الذي سيكون مزدحما بشدة.

 اغلاقات الطرق، و احتكاكات عنيفة

بدورها قالت منظمة "عيرعميم" اليسارية الاسرائيلية "في كل عام في عيد الشعلة يُقام احتفال في حي الشيخ جراح ويشكل إزعاجاً لسكان الحي الفلسطيني، مع وجود عدد كبير من شرطة حرس الحدود، اغلاقات الطرق، و احتكاكات عنيفة."

واضافت "لكن هذا العام من المتوقع أن يصل إلى المكان عشرات الآلاف من المحتفلين اليهود، وهذه بالفعل قصة مختلفة تماماً. سلسلة من الهيئات الحكومية التي تعمل مع منظمات المستوطنين لتهويد القدس الشرقية، تستغل هذه الفرصة لتعزيز الاستيطان في قلب حي فلسطيني".

وتابعت "على ضوء ذلك سيتم نشر قوات ضخمة من الشرطة وحرس الحدود في قلب الحي الفلسطيني، مساء السبت سيتدفق عشرات الآلاف من اليهود إلى الحي في ساعات الليل المتأخرة، وسيحتفلون بصخب كبير مع فرقة موسيقية (في منتصف الليل!)، نيران ودخان، بينما سيضطر السكان الفلسطينيون للاختباء في بيوتهم ويأملون ألا يستغل أحد هذا الحدث الجماهيري لإلحاق الأذى بممتلكاتهم، اقتحام بيوتهم أو مجرد التنكيل بهم - وهو ما حدث أكثر من مرة في أحداث مشابهة في الماضي".

 السيطرة اليهودية على الفضاء العام في الشيخ جراح

وقالت "من المتوقع أن يمتد الحدث من مساء السبت إلى يوم الأحد، وستتأثر خلالها حرية الحركة والشعور بالأمان للسكان الفلسطينيين بشدة." مؤكدة ان مثل هذا الأحداث المخططة في عيد الشعلة هي جزء من السيطرة اليهودية على الفضاء العام في الشيخ جراح. هذه السيطرة تثير الرعب وتعطل حياة سكان الحي، حيث تسكن العديد من العائلات الفلسطينية المهددة بالطرد من منازلها.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]