كشف رئيس الوزراء القطري السابق الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، اليوم الأحد، عن مخطط لتصفية القضية الفلسطينية وإلغاء فكرة الدولتين، مؤكداً في الوقت ذاته أنه لن يستطيع أحد إيقاف هذا المخطط إلا وجود جبهة فلسطينية موحدة بغزة والضفة الغربية.
وقال بن جاسم، في تغريدة على منصة "إكس": "لم أتحدث منذ فترة طويلة عما يجري في غزة من مآسٍ وإبادة جماعية وذلك لعدة أسباب، منها أنني أشعر بإحباط مؤلم لاستمرار هذه المأساة الإنسانية التي عجز العالم كله حتى الآن عن وقفها، ولا يستطيع المرء تحمل أعباء متابعة أهوالها جسدياً ونفسياً".
وأضاف: "أصبح من المؤكد لدي الآن أننا أمام مخطط معد بإحكام لتصفية القضية الفلسطينية. ومع أني لا أريد أن أخوض في الشواهد والأسباب فإني أجزم أن هذا المخطط لن يستطيع وقفَه وإفشاله إلا جبهة فلسطينية موحدة في غزة والضفة الغربية".
وتابع: "لا بد أن يكون الفلسطينيون على مستوى هول ما يجري من أحداث مأساوية وتطورات حاسمة، وعلى مستوى المسؤولية الأخلاقية الواجبة عليهم، فلا ينخرطوا أبداً، هم أو من يطمح لأن يحل محلهم، في ذلك المخطط".
وأشار بن جاسم إلى أن "المخطط يهدف لإلغاء فكرة حل الدولتين وتصفية القضية الفلسطينية بعد كل ما نشهده اليوم في العالم من زخم وتأييد للحقوق الفلسطينية، واطلاع على مأساة مستمرة منذ 76 عاماً عجز المجتمع الدولي عن حلها حلاً عادلاً".
وأعرب عن استغرابه وإحباطه من مواقف الدول الإسلامية التي أصبحت أيضاً "غير مبالية، لأنها ترى أن أصحاب الشأن الأقرب من الدول العربية لا تبالي، بل إن بعضها ضالع ببعض مخططات التصفية".
ولفت إلى أن "أغلب الدول الإسلامية، الكبيرة منها وغيرها، تكتفي بإصدار البيانات التي يصدرها الجميع سواء منهم المتآمرون أو المتخاذلون أو المندهشون أو من لا حول لهم ولا قوة".
وحول ما حدث في السابع من أكتوبر الماضي، قال بن جاسم: "مع أني لا أريد أن أخوض في ما جرى في السابع من أكتوبر، لأنني غير متأكد من أنه كان من الحكمة القيام به، فإني أقول إن القضية الفلسطينية اكتسبت زخماً عالمياً واهتماماً كبيراً يجب على الفلسطينيين استغلاله بشكل ذكي ومنطقي".
وشدد على ضرورة "الاستفادة من ذلك الزخم العالمي والإنساني في مساعدة أهل غزة على استعادة حياتهم وتضميد جراحهم، وتعويضهم عما دمر من منازلهم وسلب منها، ليس على المستوى العربي والإسلامي فقط، بل على مستوى العالم الحر المتحرر من قيود السياسة وتكتلاتها".
وتساءل بن جاسم: "من سيعوض الفلسطينيين ويساعدهم؟ هل هم العرب؟ أم من دمروا وقتلوا وسلبوا هم من يجب أن يتحملوا تكاليف تعويض الفقراء الذين أصبحوا في العراء؟ هل سيبقى هؤلاء في الخيام أربعين أو خمسين سنة أخرى؟".
واعتبر أن هذا هو السؤال الملحّ حالياً، مستدركاً: "المعركة ستنتهي والمأساة لن تنتهي، والحقوق يجب ألا تضيع".
[email protected]
أضف تعليق