احيا ابناء الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات، اليوم الأربعاء، الموافق الخامس عشر من أيار، الذكرى الـ76 للنكبة.

وذكرى النكبة تأتي في توقيت استثنائي للغاية، لما يشهده أبناء شعبنا في قطاع غزة من أوضاع كارثية غير مسبوقة بسبب العدوان الإسرائيلي المتواصل لليوم الـ222 على التوالي.

رام الله

شاركت جماهير غفيرة من أبناء شعبنا في مسيرة العودة الوطنية، التي انطلقت من أمام ضريح الشهيد ياسر عرفات إلى ميدان المنارة وسط مدينة رام الله، إحياءً للذكرى الـ76 للنكبة.

وشارك في المسيرة التي نظمتها اللجنة الوطنية العليا لإحياء ذكرى النكبة أعضاء من اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير، والمركزية لحركة "فتح"، وأعضاء من المجلس الثوري للحركة، وفصائل العمل الوطني، وعدد من الوزراء، وممثلين عن المؤسسات الرسمية، والشعبية، ومنظمات المجتمع المدني.

وقال نائب رئيس حركة "فتح" محمود العالول في كلمة عن الفصائل الفلسطينية، إن هذه الذكرى كانت نتيجة لمذابح أودت بآلاف الضحايا الذين هُجروا من قراهم في أرض فلسطين.

وأضاف، أنه تتم الآن نكبة جديدة ربما أقسى بكثير من نكبة عام 1948، وهي حرب الإبادة على شعبنا في قطاع غزة، وعصابات المستعمرين الذين يعتدون على قرانا، ويزيلون تجمعات سكانية كبيرة، في مختلف المناطق في الضفة الغربية، بما فيها القدس.

وتطرق إلى الحياة الصعبة التي يحياها أسرانا في المعتقلات من تعذيب على كل شيء إنساني.

بدوره، طالب عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، رئيس دائرة شؤون اللاجئين أحمد أبو هولي في كلمة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وكلمة اللجنة الوطنية العليا، بضرورة تطبيق كل قرارات الشرعية الدولية الداعمة لحقوق شعبنا، فلا بديل لوكالة الغوث ولا استغناء عنها إلا بالعودة، وأن استهداف هذه المؤسسة الأممية هو استهداف لقضية اللاجئين، مطالبا الدول التي علّقت دعمها المالي للوكالة أن تراجع حساباتها.

وطالب بوقف الحرب على قطاع غزة، وإعادة الإعمار، وإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، مشددا على ضرورة الوحدة الوطنية تحت إطار منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.

النزوح من رفح في ذكرى النكبة

يستمر عشرات الآلاف من أبناء شعبنا في قطاع غزة في النزوح قسرا من مدينة رفح جنوب قطاع غزة، التي تشهد قصفا صاروخيا ومدفعيا مكثفا من جيش الإسرائيلي، الذي يهدد بهجوم بري واسع النطاق، تزامنا مع إحياء الذكرى الـ76 للنكبة.

وبحسب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، فإن ما يقرب من 450 ألف شخص نزحوا قسرا من رفح، منذ صدور أمر الإخلاء الأول في السادس من الشهر الجاري.

نابلس

انطلقت مسيرة من أمام مخيمات نابلس، باتجاه دوار الشهداء وسط المدينة، بمشاركة الفعاليات الرسمية والشعبية والوطنية في المحافظة.

وقال محافظ نابلس غسان دغلس: "76 عاما ولم ينس الفلسطينيون قضيتهم ونكبتهم والاضطهاد ضدهم، في ظل الصمت الدولي، أمام ما يرتكبه الاحتلال، من مجازر منذ عام 1948 حتى يومنا، وحرب الإبادة في غزة".

وأضاف: اليوم نرى أن الأطفال يحيون هذه الذكرى تمسكنا بحق أجدادهم، ولا ينسون ما حدث من أهوال النكبة، والتمسك بحق العودة التي أكده الرئيس محمود عباس مرارا، من على منصة الأمم المتحدة".

وتابع: من نابلس نجدد العهد والبيعة لكل لاجئ فلسطيني في كل أماكن وجوده، والشعب الفلسطيني يتوق لحق العودة والحرية.
بدوره، قال محمد أبو كشك في كلمة منظمة التحرير: "نعيش هذه الذكرى وما زالت آثار النكبة يعيشها الفلسطينيون من نكبات أخرى متتالية، في ظل ما تعرضوا له من إبادة جماعية".

وأضاف: "أن ما يمارس على شعبنا من قتل وتشريد خاصة في قطاع غزة، هو دليل آخر على نكبات شعبنا، واستهداف المخيمات في الضفة الغربية من أجل تفريغها من محتواها النضالي وطمس الهوية"، مؤكدا أن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، والتأكيد على مساعي القيادة الفلسطينية إلى تحقيق تقرير المصير والتمسك بالثوابت الوطنية، مجددا العهد للأسرى في سجون الاحتلال الذين يتعرضون لهجمة شرسة والتعذيب والتنكيل.

وفي كلمة المخيمات، قال كمال أبو عرب: "لن ننسى أراضينا التي احتُلت في عام 1948، في ظل تواصل الهجمة الشرسة التي تطال أبناء شعبنا في قطاع غزة والمخيمات".

طوباس

ردد المشاركون في مسيرة جماهيرية حاشدة جابت شوارع المدينة، هتافات منددة باستمرار الجرائم الاسرائيلية ضد أبناء شعبنا في غزة والضفة، كما رفعوا لوحات تؤكد حق العودة.

وقال محافظ طوباس والأغوار الشمالية أحمد الأسعد، نحيي اليوم الذكرى السادسة والسبعين لنكبة الشعب الفلسطيني الصابر في أرضه، والمصمم على المضي قدما نحو تحقيق الأهداف التي ارتقى لأجلها آلاف الشهداء والجرحى.

وأضاف: "تخرج طوباس بكل مكوناتها لنقول للعالم أجمع إن الكبار ماتوا وإن الصغار لم ينسوا، ما زلنا نحنُّ إلى كل أرضنا المحتلة".

وأردف: "المعتقلون عبّدوا لنا الطريق لنرفع علم فلسطين فوق مآذن الأقصى، ورغم التحديات إلا أننا شعب يؤمن بعدالة قضيته".

وأضاف: الشعب الفلسطيني موحد تحت راية علم فلسطين، مؤكدا أن الجرائم التي تُرتكب في غزة تزيدنا قوة لتحقيق دولتنا.

وأكد أن من حقنا العودة إلى أرضنا التي هُجرنا منها، وأن ما يجري في فلسطين هو صراع بين الحق والباطل، وسنبقى في أرضنا ننتظر وعد الله.

الخليل

طالب مشاركون في مسيرة ووقفة نُظمت في مدينة الخليل، بوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.

وانطلقت المسيرة من مدرسة الحسين بمشاركة القوى الوطنية والإسلامية وممثلي المؤسسات الرسمية والأهلية والاتحادات والنقابات المختلفة، وصولا إلى دوار بن رشد وسط المدينة.

وقال ممثل محافظ الخليل موسى صليبي، إن شعبنا صامد على أرضه في ظل ما يتعرض له من جرائم متواصلة من قبل الاحتلال الغاشم، لا سيما في قطاع غزة الذي يتعرض للتهجير والإبادة الجماعية.

بدوره، قال ممثل القوى الوطنية والإسلامية في محافظة الخليل جمال العملة، "في ذكرى النكبة نطالب بوقف الحرب، وعملية الإبادة التي يتعرض لها شعبنا الأعزل في قطاع غزة، وكل الأراضي الفلسطينية.

وأكد أن: "شعبنا عانى الكثير على مدار العقود من سياسة الاحتلال العنصرية، التي تهدف إلى تهجيره، والسيطرة على أرضه".

وطالب المشاركون من المؤسسات الرسمية والأهلية والنقابات والقوى الوطنية، بوقف جرائم الاحتلال، وناشدوا أحرار العالم التدخل لإنهائه، وإقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة على الأراضي الفلسطينية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]