نشر مسؤول سابق بالمخابرات العسكرية الأمريكية رسالة، هذا الاسبوع، قال فيها لزملائه، إن استقالته في نوفمبر كانت في الواقع بسبب “أذى معنوي” ناجم عن الدعم الأمريكي لحرب إسرائيل في غزة والأضرار التي لحقت بالفلسطينيين.
وسيكون هاريسون مان، وهو ضابط في الجيش برتبة ميجر، أول مسؤول معروف في المخابرات العسكرية الأمريكية يستقيل بسبب الدعم الأمريكي لإسرائيل. وتوفي أحد أفراد القوات الجوية الأمريكية في فبراير بعد أن أشعل النار في نفسه أمام سفارة إسرائيل في واشنطن، وعبّر أفراد آخرون من الجيش عن احتجاجهم.
وقال مان إن الخوف منعه لبضعة شهور من البوح ببواعث الاستقالة.
وكتب مان في رسالة شاركها مع زملائه الشهر الماضي ونشرها يوم الاثنين على حسابه في لينكد، إن “خفت. خفت من انتهاك معاييرنا المهنية. خفت من مسؤولين أحترمهم. خفت من شعوركم بالتعرض للخيانة. أنا متأكد من أن بعضكم سيشعر على هذا النحو عند قراءة هذا”.
ووفقا لسيرته الذاتية الموجودة على الموقع، فقد تخصص في الشرق الأوسط وإفريقيا لنحو نصف حياته المهنية التي استمرت 13 عاما وعمل سابقا في السفارة الأمريكية في تونس.
وفقا لملفه الشخصي على موقع LinkedIn، أصبح الرائد مان ضابطا مشاة بعد حصوله على مهمته في عام 2011، ثم درس في مركز "جون إف كينيدي" للحرب الخاص التابع للجيش في ولاية كارولينا الشمالية، وتأهل كضابط شؤون مدنية في عام 2016.
وبعد حوالي ثلاث سنوات، تشير سيرته الذاتية إلى أنه أصبح ضابط منطقة أجنبية متخصصًا في الشرق الأوسط.
وأكد الرائد مان، الذي تم الاتصال به عبر الهاتف يوم الاثنين من قبل صحيفة "نيويورك تايمز"، أنه هو كاتب المنشور، لكنه رفض التعليق أكثر، وأحال الأسئلة إلى مكتب اتصالات الشركات التابع لوكالة الاستخبارات العسكرية.
وتختلف قضية مان عن غيره من المسؤولين الحكوميين الأمريكيين، ومن بينهم كثيرون من مسؤولي وزارة الخارجية أعلنوا أسفهم إزاء السياسة الأمريكية حين استقالوا ولم ينتظروا شهورا قبل تقديم أسباب لرحيلهم.
وقال مان إنه شعر بالخجل والذنب لأنه ساعد في تطبيق السياسة الأمريكية التي قال إنها ساهمت في قتل جماعي للفلسطينيين.
وكتب مان “في مرحلة ما، أيا كانت المبررات، إما أن تطبق سياسة تؤدي إلى مجاعة جماعية للأطفال، أو لا تفعل ذلك”.
وكتب: "قلت في نفسي إن مساهمتي الفردية كانت ضئيلة، وإنه إذا لم أقم بعملي، فسيقوم شخص آخر بذلك، فلماذا إثارة ضجة من أجل لا شيء؟"
وتابع في منشوره: "عملي هنا - مهما بدا إداريا أو هامشيا - ساهم بلا شك في هذا الدعم.. لقد قدمت لنا الأشهر الماضية أكثر الصور التي يمكن تخيلها رعبا وحزنا- والتي يتم عرضها أحيانا في الأخبار في مساحاتنا الخاصة - ولم أتمكن من تجاهل العلاقة بين تلك الصور وواجباتي هنا.. لقد سبب لي هذا عارا وشعورا بالذنب لا يصدقان".
وكتب الرائد: "أعلم أنني، بطريقتي الصغيرة، طوّرت هذه السياسة عن قصد.. وأريد أن أوضح أنني سليل اليهود الأوروبيين، فقد نشأت في بيئة أخلاقية لا ترحم بشكل خاص عندما يتعلق الأمر بموضوع تحمل المسؤولية عن التطهير العرقي".
ومن غير الواضح ما إذا كان ضباط عسكريون آخرون قد استقالوا احتجاجا على السياسة الخارجية الأمريكية منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، لكن استقالة ضابط في الخدمة الفعلية احتجاجا على السياسة الخارجية الأمريكية من المرجح أن تكون غير شائعة، خاصة أن يعلن الضابط أسباب القيام بذلك.
[email protected]
أضف تعليق