أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، السبت، أن عدد النازحين من مدينة رفح في أقصى جنوب قطاع غزة ارتفع إلى 150 ألف فلسطيني، مع استمرار القصف الإسرائيلي المكثف على المدينة، ومع صدور أوامر إخلاء جديدة.
مناطق الامان غير الآمنة
وفي حديث لموقع بكرا مع المحلل السياسي أمير مخول قال: "نجحت حكومة نتنياهو بتوجيه الانظار الى رفح مع بدء العملية "المحدودة" في شرق المدينة، والتي تضمنت تهجير أكثر من مئة ألف من النازحين اليها من الشمال ومنعهم من العودة شمالا. والتي حظيت بإجماع كابنيت الحرب والحكومة الموسعة. وكانت إسرائيل قد أجبرت يوم 11 ايار/مايو نحو 150 الفا من سكان جباليا وحي الزيتون في مدينة غزة على النزوح باتجاه الغرب والوسط. وفي اليوم ذاته تم تهجير نحو مئة ألف من المهجرين من مناطق اضافية في رفح نحو الغرب في مناطق "الامان" التي لا توجد فيها اية مقومات للأمان".
التهجير للحدود المصرية
وأضاف: "في بداية الحرب عملت اسرائيل على هدف استراتيجي لتجميع الفلسطينيين من شمال القطاع في رفح نحو تهجيرهم الى الاراضي المصرية في سيناء ومن ثم تنقلهم البارجات الامريكية الى انحاء العالم لاجئين. رفض الفلسطينيون الانسياق في طريق اللجوء وأفشلت مصر هذا المشروع وساندها في ذلك الاردن والسعودية والدول العربية".
وأكمل: "لا يبدو ان اسرائيل قادرة اليوم عن اختراق الحدود المصرية الفلسطينية والدفع بمليوني فلسطيني على الاقل للهجرة، لكن نوايا التهجير لا زالت قائمة وبقوة امام انسداد الافق الاسرائيلي وحكومة نتنياهو غير المعنية بأي حل او مخرج سياسي".
نيتسريم والميناء
وقال مخول أن: "تسيطر اسرائيل حاليا على معظم قطاع غزة من اقصى الشمال وحتى اقصى الجنوب وتسيطر على المعابر جميعها، ولديها منطقة عازلة داخل القطاع وعلى طول الحدود معها، ولديها أيضا قواعد عسكرية عملياتية امامية للتحرك السريع في معظم المناطق، وقد انجزت بناء ممر نيتسريم العسكري الذي يبتر شمال غزة عن جنوبها والذي كان قائما خلال الاحتلال السابق لغاية 2005".
وأضاف: "قد تكون المنشأة الاستراتيجية الاكثر خطورة في القطاع هي الميناء الذي بناه الجيش الامريكي بحراسة الجيش الاسرائيلي، والذي "تخلى" عنه الامريكان مؤقتا بذريعة "الاحوال الجوية" الواهية، بينما في الواقع بإمكانه ونظرا لقربه من مدينة غزة ومن ممر نيتسريم ان يشكل محطة بديلة عن رفح لتجميع الفلسطينيين نحو تهجيرهم، احد المؤشرات في هذا الصدد هو اجلاء سكان جباليا باتجاه الميناء، والى منطقة لا تتوفر فيها اية مقومات حياة ، فإما الموت تجويعا او ترك المكان تهجيرا وتحت مسمى النزوح الطوعي لتقوم البوارج الامريكية بنقلهم الى اماكن اللجوء، وتحت مسمى انقاذ حياتهم".
حكم عسكري مستعاد
وأنهى حديثه قائلًا: "ما يحدث في قطاع غزة اضافة الى ما ذكر اعلاه، هو التحول الى احتلال مستدام والسيطرة على المعابر وعلى دخول المساعدات الانسانية او حظرها، والمسعى الان هو كيفية استخدامها في المرحلة القادمة رافعة لتثبيت سلطة الاحتلال ومساعيه لخلق بدائل لإدارة مدنية في إطار ما يمكن توصيفه بحكم عسكري مستعاد على غزة".
[email protected]
أضف تعليق