حاور موقع بكرا د.أساف دافيد - الخبير في شؤون الشرق الأوسط، في معهد ڤان لير، وهو المؤسِّس الشريك لمنتدى التفكير الإقليميّ، ومحاضر في العلوم السياسيّة في الجامعة العبريّة في القدس. وتساءل موقع بكرا معه حول امكانيات الشراكة العربية اليهودية، وهل ما زالت هناك امكانيات للتحدث حول هذه الشراكة، وكيف يمكن تعزيزها.

وعقد قبل عدة ايام المؤتمر السنوي الثاني لمفهوم الشراكة للسلام، في معهد فان لير في القدس، وتضمن العديد من المحاضرات لمتحدثين يهود وفلسطينيين.  

وقال د.أساف دافيد خلال حديثه مع موقع بكرا: "المؤتمر هذا العام هو محلي ويهودي وفلسطيني فقط، يتناول هذه المرة المناطق الواقعة بين البحر والنهر، وهي فقط. نحن، اليهود والعرب، الإسرائيليين والفلسطينيين، وهذا كل شيء. نحن نواجه مصيرنا. نحن فقط الآن".

وأضاف: "أردنا، وما زلنا نريد، أن يكون هذا المؤتمر مؤتمر رؤية وأمل. ولكننا نجتمع هنا اليوم ونحن في حالة حداد، بسبب الحزن اليهودي والإسرائيلي على أهوال 7 أكتوبر؛ والرعب والمعاناة التي يعيشها المختطفون والأسرى في غزة منذ أكثر من 200 يوم؛ وأكثر من 1500 قتيلًا من المدنيين والجنود، وعشرات الآلاف الذين تم إجلاؤهم من منازلهم. والحداد الفلسطيني على عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، بينهم آلاف النساء والأطفال، وعلى غزة المدمرة والمهجورة التي لم تعد صالحة للسكن البشري؛ وما يقارب من مليوني لاجئ فقدوا منازلهم وممتلكاتهم وليس لديهم مكان يعودون إليه؛ عن صدمة النزوح الجماعي والخسارة التي تنتقل من جيل إلى جيل ولا تتوقف".

وتابع: "الأغلبية المطلقة لليهود تشعر بمعاناتنا، والغالبية المطلقة من الفلسطينيين يشعرون بمعاناتهم. توقع التضامن بين الشعبين، أو بشكل أدق بين الأقلية الصامتة في كل من الطائفتين، التي استطاعت أن تعترف بمعاناة الطرف الآخر وتشعر بها دون أن تخشى أن يؤدي ذلك إلى تشويه هويتها، هذا التوقع لم يعد واقعيًا".

السبيل الوحيد للخروج من هذه المأساة هو أن نكون معًا

ونوه ايضًا: "نحن نواجه مصيرنا. لقد جربنا السلام، لكن لم ينجح. جربنا الشراكة، لكنها انهارت تحت البيوت، في المناطق، على شاطئ البحر، في الأنفاق تحت سطح الأرض. الشهادات الصامتة على الأشجار في مهرجان نوفا باراي، وعلى أكوام التراب التي تغطي عائلات بأكملها في بيت حانون ودير البلح، هي شواهد القبور لهذه الشراكة. ولذا فإننا نقف أمامكم اليوم. نحن نتحدث العبرية، وأنتم تتحدثون العربية. ولا يهم أننا نعرف اللغة العربية أيضًا، وأنتم تعرفون اللغة العبرية أيضًا".

ولفت كذلك: "هناك أمر آخر يمكن أن يقال عن هذه المأساة الثنائية القومية. نحن عالقون فيها، لكن السبيل الوحيد للخروج منه هو أن نكون معًا. أن نخترق حدود "نحن" أحادية القومية، والتي يوجد داخلها مدمّرين من كلا الجانبين. إعادة بناء "نحن" الثنائية القومية التي انهارت وتحولت الى شظايا.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]