نشر اتحاد الإنترنت الإسرائيلي معطيات استطلاع النقاش العنيف على شبكات التواصل لعام 2024: تعرض البيانات مسحا يعكس آراء ومواقف الإسرائيليين من النقاش العنيف والإساءة على شبكات التواصل. يشمل هذا المسح مميزات، حجم وتأثيرات النقاش العنيف على مستوى العنف والحماية في شبكات التواصل، وعلى المجتمع الإسرائيلي بصفة عامة. تشير معطيات الاستطلاع إلى وجود فجوات كبيرة بين المجتمع العربي وبين المجتمع الإسرائيلي العام، والمجتمع اليهودي بصفة خاصة، في موضوع تقييم النقاش العنيف على شبكات التواصل والانكشاف على المحتوى المسيء. وعندما سُئل المشاركون في الاستطلاع عن تأثير الحرب على مستوى النقاش العنيف على شبكات التواصل في إسرائيل، ادّعى %43 من اليهود أنّ الحرب زادت من النقاش العنيف، بينما ذكر %36 منهم أنها أدّت إلى تراجع في نسبة هذا النقاش (!)، في حين أنّ %63 من المشاركين العرب أشاروا إلى أنّ الحرب زادت (!) من مستوى النقاش العنيف على شبكات التواصل، و- %7 فقط منهم أشاروا إلى أنّها أدّت إلى تراجع في نسبة هذا النقاش. والفجوة المذكورة مهمة جدا، كونها تؤّكد أنّ اليهود والعرب، يتعاملون مع أبعاد ومحتوى ما نُشر على شبكات التواصل منذ بداية الحرب، بصورة معاكسة تماما.
تشير معطيات الاستطلاع الحالي إلى ارتفاع كبير في معدلات الإساءة من نوع الشتائم والإهانات، التشهير أو الإهانة الشخصية، في المجتمع اليهودي والمجتمع العربي على حدّ سواء. مقارنة بالنتائج التي تبيّنت في استطلاع النقاش العنيف لعام 2022، فإنّ %61 من المجتمع العربي واجهوا هذه السنة إساءة من هذا النوع، مقابل %31 في عام 2022. بالإضافة لذلك، هناك فجوة كبيرة بين اليهود والعرب فيما يتعلق بنوع الإساءة الشائعة؛ ففي حين أنّ المجيبين من المجتمع العربي يدّعون أنّ الظاهرة الشائعة في النقاش العنيف على شبكات التواصل هي "نشر محتويات شخصية حميمية محرجة" (%46 أجابوا هذه الإجابة)، الإساءة الشائعة بين اليهود هي "ردود الفعل المهينة أو المذلة بهدف الإساءة إلى مجموعة أو شخص معين" (%70.5 مقابل %38 لدى العرب).
%51 من المجيبين العرب تعرّضوا للنقاش العنيف على شبكات التواصل شخصيا، وكان %71 منهم شاهدين على حالات من النقاش العنيف تجاه شخص آخر (النسب متشابهة لكافة المجتمع الإسرائيلي). الفجوة بين المجتمع العربي واليهودي ارتفعت مرة أخرى في موضوع التبليغ ومواجهة النقاش العنيف والإساءة على شبكات التواصل - %48 من المجيبين من المجتمع العربي لا يستخدمون أنظمة التبليغ المختلفة، لأنهم لا يعرفون كيفية استخدامها، مقابل %22 من اليهود الذين لا يستخدمونها بسبب نقص الوعي.
وفقا لبحث آخر وجديد أجراه اتحاد الإنترنت الإسرائيلي حول "الفجوات الرقمية، العوائق والحماية الرقمية في المجتمع العربي في إسرائيل"، والذي شارك فيه 700 شخص من المجتمع العربي في إسرائيل، تبيّن أنّ %80 من مستخدمي الشبكة في المجتمع العربي أشاروا إلى أن استخدامهم المركزي لشبكات التواصل يقتصر على التواصل والتصفح (واتساب، يوتيوب وفيسبوك، هي الشبكات الأكثر انتشارا). يشير البحث إلى أنّ استخدامات المجتمع العربي لشبكات التواصل والمهارات الرقمية المتدنية، تدلّ على حالة من انعدام المساواة والفجوات الرقمية بين المجتمع العربي وبين المجتمع اليهودي في إسرائيل.
ديمة أسعد نقولا، مركّزة مجال تقليص الفجوات في اتحاد الإنترنت الإسرائيلي: "تؤكّد هذه المعطيات على الحاجة الملحة لتعزيز وعي مجتمع العربي حيال المخاطر والتهديدات المنتشرة على الشبكة، والأدوات المتاحة لمواجهتها والتبليغ عنها. إضافةً لذلك، تقع على الدولة، السلطات والمنصات التابعة لشبكات التواصل، مسؤولية رفع الوعي وتوفير أدوات للمجتمع العربي لمواجهة النقاش العنيف على الشبكة، خاصة على خلفية الاستخدام المتزايد لشبكات التواصل من قِبل المجتمع العربي، وبكافة الأجيال."
[email protected]
أضف تعليق