يتواصل حراك الطلبة الجامعيين عبر عدد من البلدان تضامناً مع فلسطين، مطالبين بوقف الإبادة الجماعية ضد أهالي قطاع غزّة، وسط تجاوب كبير من الجامعات حول العالم.
ففي جامعة كولومبيا الأميركية، التي انطلقت منها شرارة الاحتجاجات الطلابية، قالت إحدى المتظاهرات في حرم الجامعة إنّهم مستمرون في البقاء في مبنى "هند" في جامعة كولومبيا ولن يتراجعوا.
الرأي العام العالمي
وفي حديث لموقع بكرا مع د.ابراهيم ابراش قال: "ما يجري في الجامعات الأمريكية، والتي بدأت تمتد إلى جامعات أوروبية، وايضًا تحولات في الرأي العام العالمي، هي ردة الفعل الوحيدة القوية على حرب الابادة على غزة وعلى الشعب الفلسطيني، وهي الشيء الوحيد الذي يمكن أن يؤثر على سياسات نتنياهو في غزة".
خسارة استراتيجية
وأضاف: "بل يمكن القول إن هذه المظاهرات و احتمالات تمددها هي التي تقف الآن أمام نتنياهو والتخوف من اقتحام رفح، لأنه يتخوف أن قام بعملية اقتحام رفح الان ان تتوسع هذه المظاهرات لتشمل الشعب والقطاعات من المجتمع المدني الامريكي وايضًا الاوروبي، وهذا الأمر يعتبر خسارة استراتيجية كبيرة لاسرائيل، التي لسبعة عقود وهي تحاول ان تؤثر على الرأي العام الأمريكي والغربي وتفرض روايتها، فجاءت هذه المظاهرات لتشكك في الرواية الاسرائيلية".
توسع المظاهرات
وأكمل حديثه قائلًا: "ان استمرت حرب الابادة، واذا ما اقدم نتنياهو على اقتحام رفح الان، اعتقد ان هذه المظاهرات ستتوسع الى كل الجامعات الامريكية، وستشمل أيضًا مظاهرات لمؤسسات المجتمع المدني الأمريكي والغربي. واحتمال ان تصل الى الجامعات الاسرائيلية هذا أمر وارد، وإن كان ضعيفًا".
الأنظمة العربية الصامتة
وحول الدول العربية والاحتجاجات فيها قال: "اما بالنسبة الى امتداد هذه المظاهرات إلى جامعات الدول العربية، فقد يحدث ذلك وقد بدأت بعض التحركات، لكن الفرق بين ما يجري في أمريكا وفي الغرب، وما يجري في العالم العربي، أن الولايات المتحدة وبالرغم من المواقف الرسمية الداعمة لاسرائيل، فهناك هامش من حرية الرأي والتعبير عن الرأي في تلك الجامعات، أما بالنسبة للجامعات في الدول العربية فالقبضة الأمنية كبيرة جدًا، والأنظمة العربية تخشى انه ان بدأت هذه المظاهرات في الجامعات فقد تمتد الى بقية القطاعات في العالم العربي، وهذا الأمر يحرج الأنظمة العربية التي بقيت لأكثر من 200 يوم وهي صامتة. بل انه في بعض الدول العربية لم يسمح برفع علم فلسطين".
وأنهى حديثه قائلًا: "على كل حال، الاحتجاجات ظاهرة ايجابية، بل أهم ظاهرة نتجت عن حرب الابادة على غزة، والأمور مرشحة لان تتواصل في الجامعات الغربية وحتى في بعض الجامعات في الدول العربية، ولربما تبدأ في المغرب العربي الذي عوّدنا على أن نشهد فيها مظاهرات مليونية مناصرة للقضية الفلسطينية".
[email protected]
أضف تعليق