أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أنه ماض في عملية اجتياح مدينة رفح جنوب قطاع غزة للقضاء على الحركة الفلسطينية، مبيناً أن عملية إجلاء المدنيين من المدينة بدأت.
وقال أن أهدافه في الحرب على قطاع غزة لم تتغير، مشيراً أنه لن يقبل بتسوية بشأن رفح.
كما أضاف "إسرائيل ستدخل رفح للقضاء على حماس سواء جرى التوصل لاتفاق بشأن الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة أم لا".
وتابع "فكرة إنهاء الحرب قبل تحقيق الأهداف ليست خيارا مطروحا".
وأوضح خلال اجتماعه مع العائلات أنّ احتمال التوصل إلى صفقة تبادل ضئيل، لأن حركة حماس ما زالت تتمسك بمواقفها، مشددا على أن إسرائيل لن تقبل بالانسحاب المطلق من قطاع غزة.
تصريحات مألوفة
وفي حديث لموقع بكرا مع المحلل السياسي أمير مخول قال: "هذه تصريحات مألوفة من نتنياهو، يرددها منذ أربعة أشهر على الأقل، في كل يوم هناك تهديد لاجتياج رفح، أعتقد أن إسرائيل خسرت المعركة الكبرى لرفح، ففي بداية الحرب ملكت كل القوى لتهجير الفلسطينيين لها، إلا أن العرب الهجرة مما جعل سبب بان تشكل اصبحت تشكل اشكالية".
هزيمة استراتيجية
وأضاف: "التردد طويل الأمد في اجتياح رفح هو نتاج الورطة الاستراتيجية الاسرائيلية وليس الضغوطات الدولية. تملك إسرائيل القدرة العسكرية على اجتياح رفح، مما قد يؤدي الى مجزرة كبرى تفوق ما حدث لحد الان ومضاعفة الثمن الفلسطيني الهائل، لكنها تكون مهزومة استراتيجيا. واجتياح رفح الآن لا يعني شيئا الا توريط اسرائيل في علاقاتها مع مصر".
وأكمل مخول حديثه قائلًا: "الدخول لرفح وعدم الوصول للمختطفين او لحماس ستكون هزيمة لإسرائيل في هذه الحرب. لذا باعتقادي فان هذه التصريحات هي داخلية إسرائيلية وللضغط على الوسطاء، فنتنياهو فقد مساحات المناورة التي تمتع بها حتى الآن، ووصل إلى اجتياح رفح أو الصفقة. والصفقة تعني وقف الحرب وهذا يعني هزيمة نتنياهو وانتهاء العصر السياسي له بالكامل".
وقال مخول أن: "ما يميّز مبادرة الحديث في صفقة التبادل هذه المرة، انها مصرية عربية دولية، التي تسعى لتغيير التعامل مع إسرائيل وفرض الآراء بدلًا من انتظار الردود فحسب".
كابينت الحرب
وقال مخول: "في كابنيت الحرب هناك أغلبية لصالح أولوية صفقة تعيد الاسرى والمحتجزين أولا، ويدعم هذا الموقف الأجهزة الأمنية الجيش والشاباك والموساد، ونتنياهو في موقف أقلية وقد يكون هذا السبب في إلغاء الاجتماع الذي كان مقررا لليوم 30/4."
وأضاف: "الضغوطات التي يقوم بها بن غفير وسموتريش على نتنياهو هي ما يحتاجه نتنياهو بالأساس، كما يحتاجها كل منهما كي يكسب لدى جمهوره وكي يتماشى مع عقيدته وأولوياته".
الحراك الشعبي والشارع الإسرائيلي
وحول الحراك الشعبي الإسرائيلي قال: "بدأ الصراع يصبح مكشوفا تماما، خاصة أن الحراك الشعبي الإسرائيلي بدأ يتسع ويأخذ منحى الحديث عن وقف الحرب، وحديث عن عودة المحتجزين أو جزء منهم، خاصة مع انتشار الفيديوهات للمحتجزين التي تبث الامل في وجودهم على قيد الحياة، بالاضافة الى انه يمكن اعتبار هذه الفيديوهات كإشارة من حماس أنها معنية بالصفقة، وهذا ما لا يريده نتنياهو ولا حكومته".
وأنهى حديثه قائلًا: "الأمور في إسرائيل ليست في "بحبوحة" من الخيارات، فما يميز السياسة الاسرائيلية هو الطريق المسدود واللا-أفق، وهو ما يجعل كل الاحتمالات واردة رغم أن احتمالات الصفقة جدية. وفي حال أفشلت حكومة نتنياهو الصفقة، من الوارد أن تتحول المظاهرات وحراك عائلات الأسرى والمحتجزين في غزة الى اضطرابات سياسية حقيقية تسيطر على الشارع الإسرائيلي وتنهي كابنيت الحرب".
[email protected]
أضف تعليق