مع اقتراب انتهاء الموسم الكروي الحالي في أوروبا والعديد من دول العالم، يتكرر الحديث عن النجوم العالميين المرشحين للعب في السعودية بعد أن استقطب دوريها في الصيف الماضي العديد من النجوم الكبار، مثل الفرنسي كريم بنزيما، ومواطنه نغولو كانتي، والبرازيلي نيمار، وابن جلدته روبرتو فيرمينو، والجزائري رياض محرز، والسنغالي ساديو مانيه.
ويمتلك صندوق الثروة السيادية السعودي، الذي يدير ما يقرب من 800 مليار دولار من الأصول، حصص أغلبية في 4 أندية، هي االنصر والهلال في الرياض، والاتحاد والأهلي في جدة.
ويهدف الدوري المحلي إلى مضاعفة إيراداته السنوية 4 مرات، لتصل إلى 480 مليون دولار بحلول عام 2030، وفقا لوكالة "بلومبيرغ" الأميركية.
وفي حديث سابق إلى موقع "الحرة"، أكد المحلل الرياضي السعودي، أحمد الشمراني، أن "القيادة الرياضية في السعودية لا تقدم على خطوة جلب نجوم دوليين أو غيرها من الخطوات، إلا وفق تحليلات ودراسات معمقة جرت مراجعتها ودراسة جدواها بشكل دقيق وواضح".
وتابع أن التعاقدات مع النجوم لم تحدث "من أجل التعاقد فقط"، مشددا على أنه يجب أن يتم النظر إلى الإضافات التي أحدثتها تلك الخطوة، مردفا: "على سبيل المثال، لننظر إلى ما أضافه التعاقد مع رونالدو في الموسم الماضي على مستوى شعبية الدوري السعودي والزخم الجماهيري والإعلامي، ناهيك عن الاهتمام العالمي الكبير بكرة القدم السعودية".
وعليه فإنه من المتوقع أن يتم جلب العديد من كبار النجوم إلى الدوري المحلي في المملكة، وفقا لما ذكر الإعلامي الرياضي، سامي الإمام، لموقع "الحرة"، موضحا: "أعتقد أن الأندية السعودية حريصة على جلب نجوم قادرين على رفع المنافسة ولا يزال لديهم القدرة الكبيرة على العطاء، بالإضافة إلى إحضار نجوم ملهمين يقدمون المثال الأعلى داخل وخارج الملاعب للنشء والرياضيين في المملكة".
ماذا قال رونالدو لنفسه قبل أن يسجل هدفا رائعا في الدوري السعودي؟
كشف أحد قراء الشفاه في البرازيل الكلمات التي رددها النجم البرتغالي، كريستيانو رونالدو، قبل أن يسدد ركلة حرة مباشرة في المباراة التي فاز فيها فريقه النصر السعودي على أبها بنتيجة 8-0 في الدوري المحلي.
ونوه الإمام إلى أن عملية انتقال النجوم العالميين إلى السعودية كان قد "اكتسبت زخما كبير في الموسم الحالي الذي شارف على نهايته، علما أن ذلك الزحم قد بدأ في النصف الثاني عندما انتقل النجم البرتغالي، كريستيانو رونالدو، إلى نادي النصر السعودي".
من جانبه، اعتبر المحلل والإعلامي الرياضي، محمود علاق، في حديثه إلى موقع "الحرة"، أن "القفزة النوعية في انتداب لاعبين من مستوى رفيع في دوري روشن، غيرت وجه كرة القدم العالمية، باعتبار أن الكثير من منهم كان لا يزال قادرا على العطاء في الدوريات الأوروبية الكبرى".
وزاد: "الحكم لا يزال مبكرا على نجاح من انتقل من أولئك النجوم.. والحكم على التجربة من أول موسم، فعلى سبيل المثال المناخ الحار في منطقة الخليج مختلف بشكل عن أحوال الطقس الباردة، بالإضافة إلى أن النوعية التدريب قد تختلف، فأعتقد أن التدريبات في دوريات القارة العجوز أكثر صعوبة وتعتمد على رفع المستوى البدني والمهاري بسبب كثرة المباريات وضغطها".
من صلاح إلى النني
لا يمكن الجزم، مهما كانت الأحاديث مؤكدة عن قدوم نجم ما والانتقال من دوري لآخر، أو حتى من فريق لناد آخر في نفس البلد، لكن تبقى هناك بعض المؤشرات التي قد تدل إلى وجود رغبة أو احتمال لدى لاعب أو وكيله بالانتقال إلى دوري جديد، قد يكون فيه تنافس من نوعية مختلفة، وضمن صفقات تتضمن شروطا مادية مغرية.
وبناء ذلك، يعد النجم البلجيكي كيفن دي بروين، من أبرز اللاعبين الذين قد ينتقلون إلى السعودية في الصيف المقبل، إذ ذكرت صحيفة "توتو ميركاتو" الإيطالية، أن هناك عرضا مغريا من السعودية لملك "التمريرات الحاسمة" في نادي مانشستر.
وينتهي عقد نجم منتخب بلجيكا مع فريقه الإنكليزي في صيف 2025، مما قد يدفع "مان سيتي" لبيع خدماته في الصيف المقبل بدلا من رحليه مجانا بعدها بعام.
وذكرت مصادر لـ"سكاي سبورتس"، أن فريق "السكاي بلو" قد يطلب مقابل نجم خط وسطه، البالغ من العمر 32 عاما، نحو 70 مليون جنيه إسترليني، أي ما يعادل 88 مليون دولار أميركي تقريبا.
وفي حال نجحت الصفقة، فمن المتوقع أن يصبح كيفن دي بروين زميلا للنجم البرتغالي رونالدو، في نادي النصر السعودي.
أبرم الدوري السعودي للمحترفين عقودا مع مجموعة من المؤسسات الإعلامية لبث مبارياته بمناطق مختلفة عبر العالم، بعد أن صنعت أنديته الحدث خلال موسم الانتقالات الحالي، باستقطابها نجوم كبار من أوروبا.
وأيضا، فإن نجم ليفربول، المصري الدولي محمد صلاح، مرشح بقوة للانتقال إلى السعودية، خاصة أن التقارير والأخبار كانت تتحدث في الصيف الماضي عن اقتراب "الملك المصري" من اللعب لصالح نادي الهلال السعودي، وذلك قبل أن يرفض ليفربول كل العروض المقدمة له ويصر على احتفاظه بجوهرته.
لكن مع إعلان المدرب الألماني، يورغن كلوب، عزمه مغادرة "الريدز" في نهاية الموسم الحالي، وعدم وضوح استراتيجية إدارة ليفربول للمرحلة المقبلة، فإن ذلك قد يدفع صلاح (31 عاما) للانتقال إلى الدوري المحلي في السعودية، خاصة أن العرض المادي أيضا سيكون مغريا.
وكذلك من اللاعبين المرشحين للقدوم إلى أحد الأندية السعودية، الأسطورة لوكا مودريتش، الذي رغم بلوغه سن الـ38، فإنه لا يزال يقدم مستويات كبيرة وملفتة للنظر، سواء مع ريال مدريد أو رفقة منتخب بلاده الذي يحمل شارة قيادته.
وهنا يوضح المحلل الرياضي، سامي إمام، أن قدوم لاعبين ملهمين للدوري السعودي أمثال مودريتش، "سيضفي زخما كبيرا على رياضة كرة القدم".
وزاد: "أمثال هؤلاء اللاعبين، وفي طليعتهم رونالدو، بجديتهم وقدرتهم على الاستمرار، يشكلون قدوة لكل اللاعبين المحليين والأجانب الذين ينشطون في الدوري السعودي، مما يزيد من قوة المنافسة والالتزام والتطور".
أما النجم الإسباني، خوسيه إغناسيو إغليسياس، المعروف بـ"ناتشو"، فقد زادت التكهنات بشأن انتقاله إلى السعودية في الصيف المقبل، وذلك بعد أعلن رسميا رحيله عن نادي ريال مدريد بنهاية الموسم الحالي.
وما يزيد تلك الاحتمالات، عدم رغبة ناتشو (34 عاما) في اللعب لأي فريق إسباني آخر، كونه لا يريد مواجهة فريق "الميرنغي" الذي ترعرع ونشأ فيه، وحقق معه أهم البطولات والإنجازات التاريخية.
ومن النجوم العرب الذين قد يقررون شد الرحال إلى الرياض أو جدة، المهاجم الجزائري سعيد بن رحمة، خاصة أنه لم يعد يلعب كثيراً مع فريق "ويستهام يونايتد" الإنكليزي، في ظل تألق الغاني محمد قدوس، والبرازيلي لوكاس باكيتا.
وكذلك من المتوقع أن يكون نجم "المدفعجية"، محمد النني، ضمن دائرة اهتمامات الأندية السعودية في "الميركاتو الصيفي"، خاصة أن عقده مع نادي أرسنال الإنكليزي سينتهي في نهاية يوليو المقبل.
وسبق أن أوضح الإعلامي الرياضي الإيطالي الشهير، فابريزيو رومانو، المختص في سوق الانتقالات، أن هناك أندية سعودية أبدت اهتمامها بضم النني البالغ من العمر 31 عاما، مع احتمال انتقاله كذلك لأندية تركية مثل بيشيكتاش وغلاطة سراي.
ومع الآمال بأن يكون الموسم الرياضي المقبل أكثر قوة ومتعة، يرى علاق أن "اللاعب الوحيد من الصفقات الكبرى الذي كان مستواه رائعا حتى الآن في البطولات الكروية السعودية هو نجم الهلال، الصربي ألكسندر ميتروفيتش، دون أن نغفل طبعا عما قدمه ويقدمه كريستيانو (رونالدو)".
[email protected]
أضف تعليق