قال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي بغزة سلامة معروف، إن الطواقم الحكومية المختصة استطاعت انتشال 30 شهيدًا مدفونين بمقبرتين أخفاها جيش الاحتلال الإسرائيلي في زوايا مجمع الشفاء الطبي وتحت بقايا ركامه وأنقاضه، إحداها أمام قسم الطوارئ والأخرى أمام قسم الكلى.
وأضاف معروف، في تصريح صحفي أنه جرى التعرف وتحديد جثمان 12 شهيدًا، فيما لم يتم التعرف على البقية، علمًا بأن جيش الاحتلال تعمد إخفاء الجثامين ودفنها عميقًا بالرمال وإلقاء النفايات عليها.
وأشار إلى أنه قد وجدت بعض الجثامين لنساء ومسنين وأيضًا لجرحى، فيما تم تكبيل أيدي بعضها وتجريدهم من ملابسهم، ما يشير إلى إعدامها بدم بارد.
وشدد على أنه "ما زال مصير نحو ألف شخص من المواطنين والكوادر الطبية والصحفيين، الذين كانوا يتواجدون بالمجمع لحظة اقتحامه من جيش الاحتلال مجهولاً، ولا يعرف مصيرهم إذا ما تم اعتقالهم أو قتلهم وإخفاء جثامينهم في أماكن أخرى".
وأكد معروف، أن "الجريمة البشعة الدنيئة التي ارتكبها جيش الاحتلال باستباحة المجمع الطبي الأكبر في فلسطين وتدميره بالكامل، هي أفظع مجزرة عرفها التاريخ بحق مجمع طبي بقصفه وحرقه وتجريفه، ضمن حربه التي تدمر كل مقومات الحياة وسبل النجاة داخل قطاع غزة".
وتابع، "ولا يقل عن هذه الجريمة جريمته الأخرى بقتل المرضى والجرحى والأطباء والنازحين واعتقالهم وتهجيرهم قسريًا للجنوب".
وأوضح أن "مجمع الشفاء الطبي كان بمثابة الملاذ الصحي الأخير لأكثر من 700 ألف مواطن بشمال غزة، وسبيل النجاة لمئات الإصابات الصعبة الناجمة عن جرائم الإبادة الإسرائيلية المتواصلة، ما يعني أن شمال قطاع غزة بات حاليًا بدون أي خدمة صحية حقيقية في ظل محدودية قدرة المستشفى الأهلي العربي وضعف إمكاناته".
ولفت إلى أن هذا الواقع الصحي الكارثي "يتطلب العمل بشكل عاجل لإدخال مستشفيات ميدانية لمحافظتي غزة والشمال، والسعي سريعًا لاستدراك التدمير الذي لحق بالبنية الصحية في شمال القطاع، وإمداد القطاع الصحي بكافة الاحتياجات اللازمة لأداء واجبه".
وطالب معروف، مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية بالتحقيق في هذه المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال بمجمع الشفاء، بكافة تفاصيلها سواء ضد المجمع أو بحق المواطنين والنازحين والكوادر الطبية والصحفية.
[email protected]
أضف تعليق