تفاؤل حذر في إسرائيل بعد مغادرة الوفد برئاسة رئيس الموساد ديدي بارنيع إلى القاهرة، بشأن إمكانية ابرام صفقة تبادل اسرى طال انتظارها. وقالت مصادر مطلعة للقناة 12 الإسرائيلية إن "الأمر مختلف هذه المرة، نحن الأقرب إلى الاتفاق منذ أشهر".
ويعود سبب اقتراب إبرام الصفقة من أي وقت مضى إلى الضغوط الأميركية الشديدة، بعد أن قررت إدارة بايدن دخول الحدث بالكامل. فمن ناحية، يضغطون على إسرائيل من أجل زيادة المساعدات الإنسانية التي تدخل إلى قطاع غزة وتقليص القوات المقاتلة على الأرض. ومن ناحية أخرى، يضغطون على قطر للضغط على حماس .
للمرة الأولى منذ فترة طويلة تعترف إسرائيل بتحول طفيف من جانب حماس، التي لم تعد تصر على إنهاء الحرب كما تزعم القناة العبرية. الليلة سوف يُطرح في القاهرة اقتراح أميركي جديد ، وهو ما سيتطلب تنازلات من إسرائيل. ومن المتوقع أن يتم تفكيك حقل الألغام الرئيسي فيما يتعلق بعودة السكان إلى شمال قطاع غزة.
من المرجح أن يسمح الاقتراح الأمريكي للسكان بالعودة إلى أحياء بأكملها في شمال قطاع غزة، ومن ناحية أخرى، يتيح لإسرائيل مرونة سياسية، بحيث يكون من الأسهل تمريره في الكابنيت . لذلك، أرسل رئيس الحكومة ومجلس الوزراء الحربي هذه المرة فريقا بقيادة رئيس الموساد بتفويض واسع، وبتوجيه مهم للاستماع إلى الاقتراح الأمريكي، وفهم ما تقوله حماس عنه، وإذا كان هناك إمكانية لبدء العمل وإبرام صفقة.
وخلال المحادثات التي ستجرى حتى الليل، سيكون الكابنيت الحربي على أهبة الاستعداد للاجتماع في أي ساعة لمناقشة الاقتراح. إذا كان الاقتراح الأمريكي مقبولاً بالفعل بالنسبة لإسرائيل وحماس، فمن المتوقع أن يكون الجدول الزمني قصيراً، وجميع اللاعبين الكبار موجودون في القاهرة ويمكنهم البدء في مفاوضات مكثفة على الفور.
وقال مسؤول سياسي كبير للقناة الإسرائيلية "هذه ساعات حرجة، لقد وصلنا إلى لحظة الحقيقة، وسنعرف ما إذا كنا سنعقد صفقة أم لا. نحن نقترب من مرحلة القرارات الصعبة".
من جهتها تقول صحيفة إسرائيل اليوم، أن اسرائيل قامت" بلفتة ذات وزن قبل بدء المفاوضات، عندما قامت الليلة الماضية بسحب جميع قوات الجيش الإسرائيلي تقريباً من قطاع غزة، وأعلنت عن الانتقال إلى مرحلة جديدة من القتال تعتمد على المعلومات الاستخبارية.
وتضيف الصحيفة أن سحب الجيش يتماشى مع مطالبة حماس بالانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة.
وتم الاتفاق على معظم معايير الصفقة منذ فترة طويلة. وقد أبدت إسرائيل مرونة في الأيام الأخيرة فيما يتعلق بعودة النازحين من سكان غزة الى شمال القطاع . كما ستوافق إسرائيل على إطلاق سراح مئات الإسرى الفلسطينيين مقابل عودة الأسرى الإسرائيليين. إلا أن نقطة الخلاف الرئيسية تتلخص في مطالبة حماس إسرائيل بوقف الحرب تماماً ـ وهو المطلب الذي رفضته الحكومة الإسرائيلية بالكامل في ذلك الوقت.
وذكرت قناة الجزيرة نقلا عن مصدر أن وفد حماس في القاهرة برئاسة خليل الحية سيعرض موقف الحركة . وقال المصدر إن حماس متمسكة بالموقف الذي طرحته في 14 آذار/مارس والذي يقوم على "وقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب القوات من غزة، وعودة النازحين إلى أماكن إقامتهم، وحرية التنقل، وادخال المساعدات .
[email protected]
أضف تعليق