أفاد تقرير حول لقاء عبر الفيديو، الإثنين، بين مسؤولين إسرائيليين وأميركيين حول عملية عسكرية إسرائيلية في رفح، بوجود خلافات واسعة بين الجانبين، خاصة بما يتعلق بالمدة التي سيستغرقها إخلاء المدنيين قبل اجتياح للمدينة تخطط إسرائيل له، فيما حذر الجانب الأميركي من أن منظمة الأمن الغذائي في العالم ستعلن قريبا عن قطاع غزة كمنطقة منكوبة بالمجاعة.
وشارك في اللقاء عن الجانب الأميركي مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، جيك سوليفان، ووزير الخارجية، أنتوني بلينكن، وعن الجانب الإسرائيلي وزير الشؤون الإستراتيجية، رون ديرمر، ورئيس مجلس الأمن القومي، تساحي هنغبي. كذلك شارك ضباط ومسؤولون في الاستخبارات من كلا الجانبين.
وادعى الجانب خلال اللقاء أن عملية إخلاء المدنيين من رفح ستستغرق 4 أسابيع قبل شن اجتياح بري، فيما قال الجانب الأميركي أن الإخلاء سيستغرق 4 أشهر، وأن التقديرات الإسرائيلية بشأن تنفيذ إخلاء المدنيين الفلسطينيين من رفح منقوصة، وفق ما نقل موقع "واللا" الإلكتروني عن ثلاثة مصادر مطلعة على مضمون اللقاء، اليوم الأربعاء.
ودام هذا اللقاء لمجموعة العمل الإستراتيجي الإسرائيلية – الأميركية المشتركة مدة ساعتين ونصف الساعة، وعُقد في ظل الأزمة بين الرئيس الأميركي، جو بايدن، ورئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، التي تصاعدت بعد امتناع الولايات المتحدة عن استخدام الفيتو ضد قرار في مجلس الأمن الدولي يدعو إلى وقف إطلاق النار في الحرب على غزة إلى جانب الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين.
ووفقا للمصادر، فإن قسما كبيرا من اللقاء خُصص لمداولات حول إخلاء 1.4 مليون مدني من رفح، وعبر الجانب الأميركي خلاله عن قلق بالغ من أن إخلاء متسرع وغير منظم سيؤدي إلى كارثة إنسانية.
وقالت المصادر إن الجانب الإسرائيلي قدم "أفكارا عامة" حول الطريقة التي من خلالها تخطط إسرائيل لإخلاء المدنيين، وأن الإخلاء سيستغرق 4 أسابيع، وقد يطول أكثر إثر تطورات ميدانية.
وقال الجانب الأميركي إن التقديرات الإسرائيلي بشأن مدة الإخلاء "غير واقعية" وأن الولايات المتحدة تعتقد أن الإخلاء سيستغرق مدة أطول، وأنه قد يستغرق 4 أشهر، لكن الجانب الإسرائيلي رفض هذه التقديرات الأميركية كليا.
وأضاف الجانب الأميركي أن الأزمة الإنسانية في القطاع تفاقمت جدا في الأشهر الخمسة الماضية، وأن هذا الأمر يزيد من انعدام الثقة بقدرة إسرائيل على تنفيذ الإخلاء بصورة ناجعة ومنظمة.
إلا أن أحد المصادر قال إنه "واضح للجميع أن الجانبين سيضطران إلى التوصل إلى معادلة تسوية في قضية الجدول الزمني للإخلاء".
وحذر سوليفان الجانب الإسرائيلي خلال اللقاء من أنه خلال أسبوعين أو ثلاثة، قد منظمة IPC المسؤولة عن الأمن الغذائي في أنحاء العالم عن قطاع غزة منطقة منكوبة بالمجاعة، حسبما نقل "واللا" عن مصدرين مطلعين.
وأضاف سوليفان أنه في حال صدور إعلان كهذا، فإنه سيكون ثالث إعلان من نوعه في القرن الـ21. وشدد أن "هذا لن يكون جيدا لإسرائيل ولا للولايات المتحدة، وما زال بالإمكان تغيير الاتجاه ومنع ذلك".
وقال مصدران مطلعان إن الجانب الإسرائيلي رفض أقوال سوليفان، وادعى أن التقديرات في إسرائيل هي أن غزة ليست على شفا مجاعة. وزعم الجانب الإسرائيلي أن لدى الجيش الإسرائيلي "أفضل المعلومات" بشأن الوضع الميداني في غزة وأن التقديرات أن غزة قريبة من مجاعة تستند إلى معلومات "خاطئة".
وشدد الجانب الأميركي على أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي تدعي أن قطاع غزة ليس على شفا مجاعة، وفقا لأحد المصادر المطلعة على مضمون اللقاء. وأضاف الجانب الأميركي أنه لا يوافق على التقديرات الإسرائيلي بهذا الخصوص، وخاصة بكل ما يتعلق بالوضع في شمال قطاع غزة، وشدد على أن نفي المشكلة ليس موقفا مفيدا بالنسبة لإسرائيل.
وقدم الجانب الأميركي خلال اللقاء "أفكارا أولية" بديلة لاجتياح بري واسع يشنه الجيش الإسرائيلي في رفح. وقال مصدران أن خطة بديلة للاجتياح تستند إلى عزل رفح عن باقي قطاع غزة، وحراسة الحدود بين مصر والقطاع، والتركيز على عمليات اغتيال قادة حركة حماس في رفح وشن اقتحامات موضعية تنفذها قوات برية استنادا إلى معلومات استخباراتية.
والرسالة الأميركية الأساسية خلال اللقاء كانت أنه بالرغم من الاتفاق بين الجانبين على أنه "يجب هزم حماس في رفح أيضا"، فإن على الجيش الإسرائيلي أن يعمل في رفح بصورة أبطأ وبقوة أقل مما كان في شمال القطاع وفي خانيونس.
وجاء في بيان في ختام اللقاء أن لإسرائيل والولايات المتحدة هدف مشترك بهزم حماس في رفح، وأن "الجانب الأميركي شدد على قلقه حيال أساليب العملية العسكرية التي تدرسها إسرائيل في رفح. والجانب الإسرائيلي وافق على أن يأخذ القلق الأميركي بالحسبان وعقد لقاءات أخرى حول الموضوع".
واتفق الجانبان خلال اللقاء على أنه في الأيام العشرة المقبلة سيعقدان لقاءات أخرى افتراضية لأربعة مجموعات عمل وتركز على مجالات مختلفة متعلقة بعملية عسكرية في رفح، وبضمنها مجالات المعلومات الاستخباراتية، الخطط العسكرية، حلول إنسانية وحراسة الحدود بين مصر والقطاع.
وبعد اجتماعات هذه المجموعات، سيعقد لقاء آخر بمستوى رفيع بين إسرائيل والولايات المتحدة خلال الأسبوعين القريبين وسيكون هذا اللقاء وجها لوجه في واشنطن.
[email protected]
أضف تعليق