أكدت وزيرة خارجية جنوب أفريقيا غريس ناليدي باندور أن لدى إسرائيل "نية قاتلة" لإبادة الشعب الفلسطيني، معتبرة أن المعونات العسكرية التي تتلقاها إسرائيل من بعض دول العالم تجعلها تتجاهل القرارات والقوانين الدولية، كما سخرت باندور من الاتهامات الإسرائيلية الموجهة لبلادها ولها شخصيا على خلفية موقفها من العدوان على قطاع غزة .
وتاليا نص الحوار الذي أجرته مع قناة الجزيرة القطرية :
هل ستتحقق العدالة للفلسطينيين من محكمة العدل الدولية بعد قضية جنوب أفريقيا؟
آمل أن تساعد قرارات محكمة العدل الدولية على تحقيق العدالة، لا أعتقد أنه سيكون هناك رد إيجابي تماما كما رأينا من حكومة إسرائيل، لأننا نعتقد أن هناك نية قاتلة للإبادة الجماعية تجاه الشعب الفلسطيني، وبالنظر إلى هذه النية والدعم الهائل للأسلحة الذي تتمتع به إسرائيل من أجزاء من المجتمع الدولي، أرى أنهم يعتقدون أن بإمكانهم أن يتجاهلوا الجميع، ويفعلوا ما يحلو لهم.
لقد مرت عقود عديدة من الانتهاكات من دون أن يستجيب العالم حقا وبطريقة إيجابية لجذب البلدين نحو التسوية. واتخذت محكمة العدل الدولية مجموعة مهمة من القرارات، وأكدت اعتقادنا بأنه من المعقول أن تكون عملية إبادة جماعية جارية، فإن الرد من الحكومة الإسرائيلية حتى الآن لا يوحي بتقدير واعتراف جديين بجريمة الإبادة الجماعية.
يتردد أن إسرائيل قالت إن جنوب أفريقيا هي الذراع القانونية لحركة حماس، ما رأيك في ذلك؟
لقد كانوا يقولون إنني أتلقى أوامري من إيران، وإنني من مؤيدي "داعش" (تنظيم الدولة الإسلامية). ولا أعرف حتى ما الذي تمثله أحرف اختصار كلمة داعش، ولكن هذه بعض الأخبار الكاذبة، والإهانات التي يتم تداولها حتى إنهم ذهبوا إلى عائلتي وزوجي وأولادي، ولكن لا بأس سنسعى جاهدين، ولن نتعب وآمل أن نتمكن من العمل والقيام بما نستطيع.
لقد أرسلنا بعض المساعدات من وزارتنا وحكومتنا، ولدينا حزم ثانية أخرى موجودة بالقرب من الحدود الأكثر قسوة والتي نود عبورها، ولكن الآن تزايدت الأكاذيب بشكل أكبر، فهم الآن يتهمون عمال وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) التابعة للأمم المتحدة بأنهم لعبوا دورا في هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي الذي شنته حماس، ولذا فقد أوقفوا تمويل الأونروا التي كانت تدعم الأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة.
لذلك دعوت زملائي في جنوب شرق آسيا وأميركا اللاتينية والبلدان الأفريقية التقدمية إلى وضع أيدينا معا للعمل لتمويل هذه الوكالة، ولنتأكد من وصول المساعدات إلى هناك، لا يمكن أن نجلس مكتوفي الأيدي ونشاهد الأحداث، فهذه ليست ثقافتنا، يجب أن نكون نشطين، وأن نحاول أن نحدث فرقا.
ما السبب الذي دفع جنوب أفريقيا إلى رفع دعوى قضائية ضد إسرائيل إلى محكمة العدل الدولية؟
إن مدة تقديمنا للمحكمة أدت إلى استعادة الثقة بمؤسسات الأمم المتحدة الرئيسية إلى حد ما، كما لفتت انتباه العالم إلى الحاجة إلى إصلاح المنظمة الدولية أيضا. وعبر نهج جنوب أفريقيا المبني على أساس حقوق الإنسان، واستعادة السلام، وإنهاء العدوان، فتح موضوع البت في قضية الإبادة الجماعية أمام العالم. وما أردنا فعله هو أن القضية يجب أن تكون في المحكمة. ويجب على المحكمة التحقيق بها.
وكل الأدلة، عن الفظائع ستكون متاحة لنا جميعا وللمجتمع العالمي. وهذا انتصار مهم. فعندما تكون في معركة جبارة، فإنك تبحث عن نصر تلو الآخر، قد تكون بعض الانتصارات صغيرة، وبعضها الآخر قد يكون كبيرا، ولكن يجب ألا نقوض أي خطوة.
لقد فعلت جنوب أفريقيا شيئا كبيرا في هذه القضية، وعلينا أن نستمر في ذلك، وألا نقول إن إسرائيل لم تفعل هذا أو ذاك. نريد أن يتحرر شعب فلسطين. أقول لحكومة جنوب أفريقيا، واصلوا، واجعلوا الدول الأخرى تدعمكم وأنتم تدعمون السلام.
في 26 يناير/كانون الثاني الماضي أمرت محكمة العدل الدولية إسرائيل بوقف أي أعمال إبادة جماعية. ومع ذلك رأينا العكس تماما. لقد كان هناك تصاعد في أعمال العنف ضد الفلسطينيين، والدول القوية تواصل تسليح إسرائيل، ولا تزال تحميها من أي مساءلة، لماذا؟
هذا هو الألم الحقيقي، وباعتقادي أنه يمكنك تغيير هذه الديناميكية، ونعتقد في جنوب أفريقيا أنه يجب علينا أن نواصل استخدام مؤسسات مثل الأمم المتحدة. وعلينا أن نواصل دفع أعضاء مجلس الأمن الدولي نحو اتخاذ قرارات ملزمة. وبالمناسبة، فقد أشارت محكمة العدل الدولية في أوامرها لإسرائيل إلى أن قرارها بشأن التدابير المؤقتة ملزم قانونا بموجب الاتفاقية. إنهم لا يحتاجون إلى تأكيد من مجلس الأمن الذي يضم 5 دول فقط تتمتع بحق النقض (الفيتو) الذي يستخدمونه ليس لصالح السلام والأمن، ولكن في المقام الأول فيما يتعلق بمواقفهم السياسية.
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
الإبادة ثم الاباده بقوه وسرعه وحسم وحرق رمم بحرق عاهرات الصهيونيه المتغطرسه والغرب الملعون وابنت السفاح والزنا المجرمه إسرائيل لتطهير العالم من الغطرسة الصهيونية المجرمة ولتعود البشرية الي الانسانيه والفطره النقيه