حاور موقع بكرا الكاتب والمحلل السياسي أمير مخول، من مركز تقدم للسياسات، حول نتائج الانتخابات البلدية في اسرائيل، وقراءته لها.
وقال: "تعزز منحى تراجع الحمائلية في الانتخابات البلدية والتي عادة ما تكون على تنافس بين حمولتين مركزيتين وتصطف حول كل منهما عائلات صغيرة، بينما اتسع منحى التصويت وفقا للقدرات والمؤهلات الشخصية للمرشحين بغض النظر عن الانتماءات الاجتماعية وحتى الحزبية".
ونوه: "كان الصراع الاشد في البلدات ذات الصبغة الدينية اليهودية، حيث ظهر انجاز كبير للاحزاب الدينية الحريدية وخاصة حزب شاس لليهود من اصول مغاربية، وحتى لحزب الصهيونية الدينية (سموتريتش) مقابل اخفاق حزب القوة اليهودية (بن غفير) وفقا لتوقعاته قبل الانتخابات. كما حققت احزاب اقصى اليمين والليكود والحرديم انجازها برئاسة بلدية القدس وهو منحى ثابت في العقدين الاخيرين".
وتابع: "لأول مرة خاضت الانتخابات حركة الاحتجاج على الانقلاب القضائي وتلك الداعية الى تسريع الانتخابات للكنيست وحققت انجازات ملموسة في 26 سلطة بلدية".
إخفاق بن غفير
واكد كذلك: "المدن الساحلية والمختلطة: شهدت المدن الساحلية والمختلطة وهي عكا وحيفا واللد والرملة وتل ابيب (يافا) وبئر السبع و”نوف هجليل” (بمحاذاة الناصرة واقيمت في الخمسينيات ضمن مخطط تهويد الشمال والجليل بينما بات نحو ربع سكانها عربا فلسطينيين)، اصطفافات سياسية قد تكون هي الاهم من حيث استشراف المستقبل. وقد برز اصطفاف احزاب اليمين من الليكود والصهيونية الدينية والقوة اليهودية وقوى محلية لصالح مرشح معين، مقابل القوى المعنية بالحفاظ على طابع أقرب لليبرالي في هذه المدن، والتي في بعضها خاطبت جهارا الجمهور العربي الفلسطيني وسعت الى كسب تأييده لرئاسة البلدية مقابل اتفاقات ائتلافية محلية، وفي بعضها لم تملك الجرأة على ذلك خوفا من قيام تكتلات اليمين بالتحريض ضدها".
في النتيجة، ومن السمات للتصويت في هذه البلدات باستثناء الرملة فقد اخفق بن غفير وحزبه، واجمالا اخفق الاصطفاف الليكودي اليميني الاكثر عنصرية.
ان اقامة ائتلاف مع ممثلي الجهور العربي الفلسطيني هو مؤشر الى ان الوجود العربي الفلسطيني التاريخي والمتجدد في المدن الساحلية والمختلطة لا يمكن تجاوزه، بل ان كل من يسعى الى منافسة اليمين الاسرائيلي لا بديل له عن الصوت العربي، كما انه اعتراف بأن قوة التمثيل العربي المنتخب مصدرها في قوة هذا الجمهور ووجوده، وفي بعض الحالات مثل مدينة “نوف هجليل” حيث تم توحيد كل القوى الوطنية العربية فقد حصلت انجازات كبيرة وتضاعف عدد الممثلين وكذلك النفوذ السياسي.
توحيد الصوت العربي
وخلص في القول الى انه يعتقد أن نموذج ما حدث في المدن الساحلية والمختلطة، من شأنه ان يشكل نموذجًا بأن مسألة توحيد الصوت العربي الفلسطيني، قد تكون حاسمة في انتخابات الكنيست ايضا، سواء بقائمة واحدة او بقائمتين منسقتين.
ولفت ايضًا أن تعزز القوى الليبرالية في هذه المدن فيه مؤشر، الى ان هناك قناعة بمحورية الصوت العربي والحضور العربي السكاني وشرعيته، التي لا يمكن تجاوزها او الانتقاص منها، على الرغم من حملة الترهيب الرسمية، وسياسة كبت صوت هذا الجمهور بصدد الحرب على غزة وعلى مجمل الشعب الفلسطيني.
[email protected]
أضف تعليق