يدين « مدى الكرمل المركز العربي للدراسات الاجتماعيّة التطبيقيّة » الإجراء التعسّفيّ الّذي اتّخذته إدارة «الجامعة العبريّة»، بتعليق تدريس بروفيسور نادرة شلهوب- كيفوركيان في قسمي علوم الجريمة والعمل الاجتماعيّ في الجامعة، وذلك على خلفيّة توقيعها عريضة في تشرين الأوّل (أكتوبر) 2023، تدين الحرب على قطاع غزّة وتطالب بوقفها، وبتوفير الحماية للأطفال وحفظ حقوقهم، وذلك إلى جانب أكثر من 2000 عالم وباحث وطالب أكاديميّ من مختلف أنحاء العالم.
كما يحمّل «مدى الكرمل» إدارة «الجامعة العبريّة» المسؤوليّة عن التحريض والتهديد الّذي تتعرّض له شلهوب- كيفوركيان منذ تشرين الأوّل (أكتوبر) 2023، حيث أرسل إليها كلّ من رئيس الجامعة وعميدها رسالة شديدة اللهجة يطالبانها فيها بالاستقالة على خلفيّة توقيعها على العريضة، وذلك من خلال لائحة بريديّة عامّة تضمّ موظّفي الجامعة، وليس بشكل شخصيّ، ما يتنافى مع البروتوكولات والأعراف المؤسّساتيّة، وعرّضها وما يزال للخطر المباشر في سياق من التحريض والعسكرة.
ويؤكّد «مدى الكرمل» على اعتزازه الكبير بدور شلهوب- كيفوركيان العلميّ، فلسطينيًّا وعربيًّا وعالميًّا، وهي عضو هيئته الإداريّة حاليًّا ورئيسة لها في السابق، ولا سيّما أنّه دور محكوم بقيم إنسانيّة سامية، كما يثمّن دورها الرياديّ في تعزيز الفعل البحثيّ الفلسطينيّ من خلال مشاريعها الرائدة في مجالات اختصاصها العديدة، ودعمها للطلبة الفلسطينيّين عبر مشاريع بحثيّة مختلفة، ورفدها المكتبة بعشرات المنشورات والمؤلّفات الموطّنة للمعرفة والنازعة لاستعماريّتها، والّتي تقع في مركزها أسئلة الحرّيّة والعدالة وحقوق الإنسان، ولا سيّما المرأة والطفل، بالإضافة إلى مساهمتها الإداريّة في عدد من المؤسّسات البحثيّة، ومن بينها «مدى الكرمل».
يرى «مدى الكرمل»، هيئة إداريّة وطاقمًا، أنّ الإجراء التعسّفيّ الّذي اتّخذته إدارة «الجامعة العبريّة» ضدّ شلهوب- كيفوركيان، بتعليق عملها مدرّسة في الجامعة، يأتي ضمن سياسات الإسكات القهريّة الممنهجة، الّتي تمارسها الدولة الإسرائيليّة بأذرعها المختلفة، وحلفاؤها في العالم، ومن ضمنها جامعات ومراكز أبحاث ومجلّات، ضدّ الأصوات المعارضة لحرب الإبادة والتجويع والتهجير على أهالي قطاع غزّة، وهي سياسات نالت من الآلاف في فلسطين والعالَم.
يؤكّد «مدى الكرمل» على دعمه الكامل لبروفسور نادرة شلهوب- كيفوركيان، نحو حماية حرّيّتها في البحث والتفكير والتعبير والعمل، ويطالب كلّ الجهات المعنيّة بممارسة الضغط على إدارة «الجامعة العبريّة» لوقف الإجراء التعسّفيّ بحقّها، لما فيه من مسّ خطير بالحقوق والحرّيّات الفكريّة والأكاديميّة والتشغيليّة.
يدعو «مدى الكرمل» الجهات والشخصيّات الفاعلة في الحقل الأكاديميّ والثقافيّ والسياسيّ داخل الخطّ الأخضر وعموم فلسطين، إلى تنسيق الجهود والعمل الجماعيّ المنظّم، لتوفير الأمان لبنات وأبناء الحقل الأكاديميّ، طلبة وباحثين ومدرّسين، في مؤسّسات التعليم ومراكز البحث الإسرائيليّة وغيرها، ممّن يتعرّضون للملاحقة وللإجراءات التعسّفيّة على خلفيّة مواقفهم السياسيّة والإنسانيّة الرافضة للحرب على قطاع غزّة، والمناهضة للسياسات الاستعماريّة في مختلف أنحاء فلسطين.
[email protected]
أضف تعليق