تضاعف عدد الأطفال الذين تم تشخيص إصابتهم بطيف التوحد في البلاد في السنوات الأخيرة، وفقًا لدراسة جديدة نشرتها صحيفة «يديعوت أحرنوت» العبرية.
وتوصلت الدراسة إلى أن معدل الإصابة بطيف التوحد بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عامين وثلاثة أعوام ارتفع إلى أربعة أضعاف، وأن السبب الرئيس لزيادة التشخيص هو زيادة الوعي بأهمية التشخيص في سن مبكرة، في الوقت الذي يعاني فيه النظام من نقص هائل في المتخصصين، وخاصة في مجال التخاطب، والمعالجين المهنيين، والمعالجين الفيزيائيين، وعلماء النفس التنموي.
وتضاعف معدل انتشار التوحد في البلاد بين الأعوام 2017 و2021، حسب الدراسة التي فحصت معلومات 3.5 مليون طفل تتراوح أعمارهم بين 1 و17 عامًا، ووجدوا زيادة كبيرة في انتشار الأطفال المصابين بطيف التوحد، خاصة في سن من الثانية إلى الثالثة.
ومع انتشار طيف التوحد بين الأطفال من المجتمع العربي، ازدادت الحاجة لمؤسسة متخصصة باحتضان الطلاب العرب المصابون بالتوحد، خاصة مع وجود مدارس خاصة في المجتمع اليهودي والتي يلجأ لها الطلاب العرب.
مدرسة عمار
وفي حديث لموقع بكرا مع السيدة أميمة قدور، مديرة مدرسة عمار لطلاب على طيف التوحد في حيفا قالت: "مدرسة عمار افتتحت قبل اربعة سنوات لطلاب طيف التوحد في حيفا، المدرسة أول مدرسة عربية للتربية الخاصة للتوحد، المدرسة تستقطب اولاد من عدة بلدان، أقيمت المدرسة لان موضوعنا في التوحد هو كيفية الاتصال والتواصل، ويجب علينا ان نتحدث مع ابنائنا في لغتهم وتعليمهم عاداتهم وتقاليدهم، أبنائنا كانوا يتعلمون في مدارس المجتمع اليهودي، وهذا أثّر عليهم لغويًا، وبالاضافة الى انهم لا يعرفون عاداتهم وتقاليدهم، لذا كان هناك توجه من الأهالي والمؤسسات المعنية ببناء مدرسة للتوحد لأبناء المجتمع العربي في حيفا. كما اننا نرى ان عدد الطلاب في مجال التوحد آخذ بالازدياد،حيث انه وفقًا للأبحاث الاخيرة، من بين كل 33 طالب هناك طالب مصاب بالتوحد. بالاضافة الى ان الناس اليوم لديها وعي أكبر بموضوع التوحد وعالم التشخيصات أصبح أوسع".
وأضافت: "المدرسة لديها العديد من البرامج والفعاليات، هدفنا تقدم الطلاب وسهولة التواصل لديهم مع البيئة القريبة والبعيدة، على سبيل المثال، هناك عدد من الطلاب الذين لن يتمكنوا من التكلم عند وصولهم للمدرسة، اليوم هم يتكلمون، بالاضافة الى أن هناك عدد من الطلاب الذين اندمجوا في المدارس العادية. لدينا فعاليات مشتركة لتساهم في دمج الطلاب مع عدة مدارس، بالإضافة إلى أنهم يندمجون في المدرسة البحرية، والزراعية. طلابنا يخرجون إلى رحلات مختلفة، بالإضافة الى تطوعهم في عدة أماكن مختلفة كرياض الأطفال والمدارس، ويخرجون للسير بشكل يومي حول المدرسة والذهاب إلى الحدائق المحيطة بالمدرسة".
التحصيل العلمي
وحول التحصيل العلمي للطلاب في المدرسة قالت: "من ناحية التحصيل العلمي، فالعديد من الطلاب لديهم مستوى عالي باللغة الانجليزية، العربية، الحساب. نحن نعمل وفقًا لخطة تالا، والتي ترتب لكل طالب برنامج مناسب له وفقًا للتشخيص الخاص به، أي البدء بأهداف صغيرة والعمل عليها، وتكون هذه الاهداف مختلفة وفقًا لتشخيص كل طالب وطالب".
أهمية الروتين
وحول الطلاب وتقسيم الصفوف والعلاجات قالت: "الطلاب المصابون بالتوحد بحاجة لترتيب يومي، كل ولد لديه روتين يومي من وقت استيقاظه حتى وصوله للمدرسة، ووقت كل حصة تعليمية وفعالية ومن ثم وقت العلاج، المدرسة تبدأ العمل من الساعة السابعة ونصف حتى الساعة الخامسة الا ربع، لدينا ورديتين، لدينا طاقم علاجي وطاقم تعليمي وطاقم مساعدات في الصف".
وأكملت: "كل صف مرتب من إدارة الصف، ومساعدتين والطاقم العلاجي، نتحدث عن ست انواع علاجات، بشكل جماعي وبشكل فردي، المعالجة بالنطق، المعالجة بالتشغيل، المعالجة بالفنون، المعالجة بالموسيقى، الفيزوترابيا والمعالجة السلوكية. بالاضافة الى انه بعد كل أربعة لقاءات علاج يأتي الأهل لجلسة ارشاد من قبل المعالجة، العلاجات تكون مكثفة بشكل يومي كل طالب حسب الوضع المناسب له".
المكان الآمن
وحول مشاركة الأهل في العلاجات واندماج الطلاب في المدرسة أوضحت: "المدرسة هي المكان الآمن وبيت الطلاب، يصلون منذ ساعات الصباح الباكرة ويرحلون في نهاية اليوم، يتواجدون أغلب ساعات اليوم في المدرسة، نحن نعمل كل ايام السنة، لذا من المهم مرافقة الأهل في كل تصرف وكل حدث يحدث مع الطالب. الشراكة الفعالة مع الأهل تأتي من عدة مجالات، معرفة خطوات العلاج والتطور، وإلى أين وصل الطالب من ناحية الأهداف والعمل بالمنزل معهم على الاهداف، بالاضافة الى الفعاليات اللامنهجية. كذلك الأمر الاستشارة النفسية الداعمة للأهل والطلاب، حيث تتواصل مستشارة مع الأهل بشكل يومي".
وأنهت حديثها قائلة: "هناك مشاركة فعالة من قبل الوزارة والبلدية، لدينا ستة صفوف، خمسة ابتدائي وواحد اعدادي، هدفنا ان نعرّف مدينة حيفا اننا موجودين لنساعد أبنائنا. لدينا العديد من المرشدين من قبل الوزارة، بالإضافة لتركيزات مهمة لكل موضوع وموضوع".
[email protected]
أضف تعليق