في يوم المرأة العالمي، نوجه أنظارنا نحو قوة استثنائية غالبًا ما تُغفل: النساء ذوات الإعاقة. في عالم يُهمل نضالاتهن، تُلهمنا رحلتهن نحو التمكين والاعتراف بقصص شجاعة ومثابرة وقوة لا تُقهر.في عالم يموج بالتحديات، تخوض النساء ذوات الإعاقة رحلة شاقة عبر مسار مليء بالعقبات. ومع ذلك، مع كل خطوة، فإنهن يتحدون التوقعات، ويحطمون الصور النمطية، ويعيدون تعريف مفاهيم القدرة والقيمة.
يُحتفل باليوم العالمي للمرأة سنويًا في الثامن من مارس للاعتراف بإنجازات ومساهمات ونضالات المرأة في جميع أنحاء العالم. إنه منصة لتعزيز المساواة بين الجنسين، والدفاع عن حقوق المرأة، ورفع مستوى الوعي حول القضايا التي تؤثر على النساء في المجتمعات المتنوعة. بهذا اليوم، نحتفل بقوة ومرونة النساء ذوات الإعاقة، ونكرم دورهن الذي لا يُقدر بثمن في تشكيل مجتمعاتنا وإلهام الأجيال القادمة.
وبينما نحتفل بإنجازات النساء في جميع أنحاء العالم، لا ننسى نساء واجهن تحديات مضاعفة. تُعاني النساء ذوات الإعاقة من التمييز والتهميش بسبب التقاطعية، وهي مزيج من العوامل مثل العرق والطبقة والجنس والإعاقة. تواجه النساء ذوات الإعاقة عقبات عديدة ومنها:
- البنية التحتية التي لا تُراعي احتياجاتهن.
- الصور النمطية السائدة التي تُحجب قدراتهن.
- نقص الوعي والتكيف مع احتياجاتهن.
لكن مع كل خطوة، تتحدى النساء ذوات الإعاقة التوقعات وتُحطم قيود المجتمع وتُؤكد على إمكاناتها اللامحدودة.
لا تقتصر إنجازاتهن على التغلب على إعاقتهن، بل يشاركن بشكل فعال في جميع جوانب الحياة , ففي مجال التعليم، تتحدى النساء ذوات الإعاقة الصعوبات وتنال شهادات علمية عليا، وتصبح معلمات وطبيبات ومحاميات ومهندسات. وفي مجال العمل، يثبتن كفاءتهن في مختلف المهن، ويكنّ رائدات أعمال ناجحات. وفي مجال الفن والثقافة، يبدعن في مختلف الفنون، من الموسيقى والرسم إلى الكتابة والتمثيل.
يعد اليوم العالمي للمرأة بمثابة تذكير مؤثر بالمساهمات التي لا تعد ولا تحصى التي تقدمها النساء في جميع أنحاء العالم. وبينما نحتفل بهذا اليوم، دعونا نسعى لاسماع أصواتهن,إزالة الحواجز وخلق عالم يتم فيه الاحتفاء بكل امرأة ويُقدّر تنوع النساء وقدراتهن، وبهذا الاطار، يسعدنا ان نعلن عن تتويج دورة العلاج بالتصوير التي نظمتها جمعية نسيم الأمل بالتعاون مع مؤسسة مسيرة. تُعد الدورة تجربة تحويلية لمجموعة نساء واجهن تحديات الأمراض المزمنة.
انجازات
نحتفل اليوم بإنجازاتهن ونشارككم مقتطفات من شهاداتهن المؤثرة:
"إن جمال مجموعتنا يكمن في الطريقة التي رفعنا بها بعضنا البعض، واحتضننا وساعدنا بعضنا البعض. وبالتضامن وجدنا الشجاعة للتغلب على العقبات والمرونة لمواجهة أي تحدي"
“من خلال الدورة التدريبية، اكتسبت منظورًا جديدًا للعالم. وبينما كنت أقدر الطبيعة دائمًا، أرى الآن الجمال المحيط بي بطرق لم ألاحظها من قبل، مما يفتح عيني على عجائب كل التفاصيل".
"لم أكن أعتقد أنني أستطيع التقاط صور جميلة، ولكن هذه الدورة أثبتت لي أنني قادرة على تحقيق أي شيء أريده".
لقد حملت دورة العلاج بالتصوير أهمية كبيرة لهؤلاء النساء، حيث قدمت لهن رحلة نحو الشفاء واكتشاف الذات. من خلال الانخراط في التعبير الإبداعي والتواصل مع الطبيعة وبناء مجتمعات داعمة، شعرن المشاركات بإحساس عميق بالتمكين والتحرر العاطفي.
لم تقتصر إنجازات المشاركات على الشفاء الشخصي، بل قمن أيضًا بإنشاء صور فنية ذات معنى تعكس مشاعرهن وتجاربهن. تُظهر هذه الصور قدرة النساء ذوات الإعاقة على الإبداع والابتكار، وتُؤكد على أهمية البرامج الشاملة المصممة خصيصًا لتلبية احتياجاتهن الفريدة.
في اليوم العالمي للمرأة، ندعو إلى رفع مستوى الوعي حول حقوق واحتياجات النساء ذوات الإعاقة، لبناء مجتمع أكثر شمولا وإنصافا. تسليط الضوء على التحديات الفريدة التي يواجهنها يُمكّن من تفكيك الحواجز وتعزيز التغيير الهادف. و من خلال الوعي والتحالف، نستطيع تضخيم أصواتهن وإنشاء مساحات تعطي الأولوية لإدماجهم ورفاههم.
معًا، نسعى جاهدين من أجل مستقبل تحظى فيه كل امرأة، بغض النظر عن قدرتها، بالتقدير والاحترام والتمكين من الازدهار.
[email protected]
أضف تعليق