قال الكاتب والباحث الفلسطيني عزيز العصا ل بكرا ان العقبة الرئيسة التي تحول دون التوصل الى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة قبل رمضان تتركز في أن نتنياهو وفريقه اليميني المتطرف على قناعة تامة بأن أي توقف لعجلة الحرب، أو حتى تباطؤ لتلك العجلة، هو بمثابة اعتراف بالواقع الجديد الذي فرضه صمود الشعب الفلسطيني، وتمسكه بحقوقه الوطنية رغم شراكة الحرب وانفلاتها من أي عقال أخلاقي، وسيؤدي بالحكومة الإسرائيلية الحالية، أو على الأقل نتنياهو وعدد من وزرائه، الى مغادرة الحلبة السياسية قسرًا.
واشار الى العقبة الأخرى، التي تتمثل بالدور الأمريكي الداعم لأي قرار تتخذه حكومة نتنياهو. وإن ما يرشح من تصريحات أمريكية، تبدو مناوئة للموقف الإسرائيلي، فإنها لا تتعدى كونها فقاعات اعلامية بهدف توظيفها في الداخل الأمريكي الرافض لهذه الحرب، ولتسويق السياسة الأمريكية لدى شعوب الشرق الأوسط بشكل عام، والشعوب العربية على وجه الخصوص.
واكد العصا ان الموقف الأمريكي إزاء المفاوضات الجارية في القاهرة، أو تلك التي جرت في باريس، فإنه لا يخرج عن الاستراتيجية الأمريكية الموصوفة أعلاه، التي تقوم على أن أي تصريح أمريكي يمكن أن نعتبره ناريا تجاه اسرائيل، هو ليس كذلك، وإنما يتبعه، أو يرافقه، دعم عسكري مطلق بأحدث أدوات القتل وأكثرها شراسة وفتكا بأبناء غزة.
وقال ان أن هناك موقفًا أمريكيًّا واضحًا ضد الوقف الدائم لإطلاق النار، وإنما تدعو -أمريكا- الى هُدن -مفردها هدنة- تضمن استكمال إخراج المحتجزين في غزة فقط، وبعدها فليكن الطوفان، المتمثل باستخدام اسرائيل للقوة المفرطة والتدميرية، الذي يلقي بغزة وأهلها إلى المجهول.
وحول معارضة 60% من الأمريكيين نهج بايدن في حرب غزة قال العصا ان هذه النسب والارقام، يجب ألا تخدعنا؛ لأن من يحكم السياسة الخارجية الأمريكية تجاه إسرائيل هو اللوبي الصهيوني، ومن يتحالف معه من صانعي القرار في الإدارة الامريكية، الذين يتنافسون في تقديم أوراق الاعتماد لهذا اللوبي المؤثر اقتصاديا وانتخابيًّا، عبر تصريحاتهم العلنية التي يؤكدون فيها على يهوديتهم و/أو صهيونتهم، وما يعنيه ذلك من إيمانهم المطلق بضرورة تكريس أمريكا وما تمتلك من إمكانيات، داخل أمريكا وحول العالم، لصالح إسرائيل، والدفاع عنها بكل السبل.
[email protected]
أضف تعليق