أكد البنتاغون ظهر الإثنين وفاة الطيار في الجيش الأمريكي آرون بوشنل 25 عاماً والذي أضرم النار بنفسه خارج السفارة الإسرائيلية في واشنطن أمس الأحد، احتجاجاً على الحرب على غزة.
وقال بوشنل الذي كان يرتدي الزي العسكري في تسجيل مصور بثه على الهواء مباشرة عبر الإنترنت: "لن أكون متواطئا بعد الآن في الإبادة الجماعية"."
وأضاف وهو في طريقه نحو مبنى السفارة الإسرائيلية: "سأنظم احتجاجا عنيفا للغاية الآن، لكن احتجاجي ليس كبيرا بالمقارنة مع ما يعيشه الفلسطينيون على أيدي محتليهم"، ثم أضرم النار في نفسه وهو يصرخ "الحرية لفلسطين" مراراً وتكراراً حتى توقف عن التنفس.
وحول تأثير هذا الشريط على الرأي العام في الولايات المتحدة وعلى متخذي القرار قال الخبير في الشؤون الأمريكية الصحافي محمد القاسم لموقع بُكرا:" الحدث كبير جداً، نحن لا نتحدث عن أمريكيين مدنيين يتظاهرون امام البيت الأبيض او امام السفارة الإسرائيلية في واشنطن، نحن نتحدث عن عسكري امريكي من سلاح الجو".
واسهب في نقل حالة الطيار من انه تحدث بلغة انجليزية واضحة، ووثق نفسه وهو يخطو قبالة السفارة وهو واثق من نفسه لا يعاني أية مشاكل نفسية، كان واضحا في حديثه انه يجب وقف ما سماه الإبادة في غزة وانه يقف مع الشعب الفلسطيني، هذا الأمر مهم جدا ويحرج الإدارة الأمريكية بشكل كبير لأننا نتحدث الآن عن المؤسسة العسكرية ...
رجل أبيض وفي سلاح الجو مؤشر خطير
وتابع يقول:" هذا شخص من مئات الآلاف العسكريين الأمريكيين، لا نقول ان جميع المؤسسة العسكرية تفكر بذات التفكير لكن اريد القول ان هناك خوفا الآن في المؤسسة العسكرية والإدارة الأمريكية من ان يتم استنساخ هذا العمل داخل المؤسسة العسكرية الأمريكية.
وأضاف القاسم:" إسرائيل أيضا لديها حساسية تجاه انطباع الناس في الدول الأخرى والشعوب الأخرى تجاهها، فعمل مثل هذا من جندي امريكي في زيه الرسمي امام سفارتها وهو يتكلم بالطريقة التي تكلم بها عن إبادة ترتكب ضد الفلسطينيين في غزة، وعن استيائه من سياسة بلاده وعن دعمه للشعب الفلسطيني، وعندما احرق نفسه كان ينادي الحرية لفلسطين، اعتقد هذا فيديو مهم جدا وكما قلت الخوف من ان تقع حالات أخرى شبيهة.
ونوه الخبير القاسم الى ان هذا الشخص ابيض البشرة، تحدث بكلام متوازن بطريقة مرتبة، لا يعبر انه يعاني من مرض نفسي او انه مختل عقلي إضافة الى انه ليس اسود البشرة وليس أمريكيا من أصول عربية او من اية اقلية أخرى، انه امريكي ابيض، وهذا مهم جدا، ويعبر عن استياء شديد ليس فقط من الشارع ، وليس فقط من المؤسسة السياسية، الحزب الديمقراطي، نحن نتحدث عن المؤسسة العسكرية، والموضوع جدا مهم.
هل سيكون للحادث تأثير على متخذي القرار الأمريكي؟
ستكون للفيديو تداعيات على متخذي القرار لأنه وقع في العاصمة الأمريكية، يوم الأحد ، في ساعات يكون فيها الأمريكيون قبالة شاشات التلفزة لمتابعة البرامج السياسية، فحدث كهذا وان كان فرديا حتى الان ستكون له تداعيات كبيرة مستقبلاً".
[email protected]
أضف تعليق