افتتحت جمعية ابداع يوم السبت 17/2/2024 معرضاً مميزاً بعنون " أبعاد المكان وازمان " للفنان مبدا ياسين برعاية رئيس المجلس المحلي المحامي شادي شويري . وقد غصت صالة العرض بالحضور من جميع المدن والقرى المجاورة من فنانين , أهل , معارف , أصدقاء ورجالات مجتمع من أهل العلم والمعرفة والثقافة الذين يتذوقون الفن التشكيلي , مما يدل على محبة الناس وتشجيعهم للفنان مبدا من جهة وشغفهم في رؤية أعماله الفنية الرائعة التي تجذب المشاهد الى ابعد الحدود .
حيث يعتبر الفنان مبدا ياسين فناناً متمكناً بالرسم يميل الى المدرسة الواقعية الإنطباعية يعمل بمهنية عالية يوظف كل طاقاته وحواسه ومشاعره من أجل أن تخرج اللوحة الى النور بحلتها البهية الزاهية لتنال إعجاب واستحسان المتلقي .
تطرف في لوحاته الى عدة مواضيع وقصص عاشها وتأثر بها فلمسنا من خلالها الشوق والحنين الى الماضي وكيف عادت به الذكريات الى أيام الزمن الجميل , أحب الطبيعة فرسمها بحرفية عالية من خلال استخدام الألوان المناسبة الجميلة ليصل بشكل مهني الى الهدف المنشود.
افتتح المعرض عريف الإفتتاح عضو الهيئة الإدارية الأستاذ عبد الخالق أسدي مرحباً بالحضور ومباركاً للفنان بمعرضه الجميل قائلاً :
الفنان مبدا ياسين فنان تشكيلي من مواليد طمرة , فنان تشكيلي يتميز بالمدرسة الواقعية ويتقنها بشكل احترافي حيث يجسد التراث الشعبي من خلال أعماله .
له مجموعة من اللوحات التي جسد من خلالها الألعاب التراثية يتلمس في لوحاته الروح القومية العالية والتواضع والابتعاد عن الأنانية . بالإضافة الى العديد من اللوحات التي يدمج فيها المدارس الفنية حيث تطيع له ريشته لمصلحة الفكر والهدف .
له باع طويل في العمل الفني تلامس أربعين عاماً من العطاء في الساحة الفنية حيث بدأ مسرته بدورات فنون مركّزة في أوائل السبعينيات . لوحاته توقفك لتحكي لك قصصاً وحكايات تلامسك لعمق معانيها .
مبدا عضو في العديد من الجمعيات التشكيلية , شارك في العديد من المعارض المحلية والعالمية . شارك في 8 معارض عالمية وأربع معارض خاصة .
مبدا الإنسان الإنسان بأخلاقه عنوان بالهدوء والإتزان والتواضع , فهو فنان فنان وفي ابداع عضو وعضوان صنو وصنوان .لك من أبي رامي يا مبدا ألف تحية والشكران .
كما كانت مداخلة أيضاً رئيس جمعية ابداع الأستاذ جورج توما حيث قال :
حضرات الحضور الكرام
أعضاء الهيئة الإدارية والفنية المحترمين
الفنانين والفنانت المحترمين
اسعدتم مساءً
بالأصالة عن نفسي وبالنيابة عن أعضاء الهيئة الإدارية لجمعية ابداع أرحب بكم أجمل ترحيب لحضوركم افتتاح هذا المعرض الفردي للفنان العزيز مبدا ياسين ابن مدينة طمرة وعضو جمعية ابداع – رابطة الفنانين التشكيليين العرب منذ عدة سنوات .
الحاج مبدا ياسين فنان مثابر ونشيط . هادئ الطباع يمتاز بأدبه وبدماثة أخلاقه وعلاقته الطيبة مع إخوانه وأخواته من الفنانين أعضاء الجمعية وخارجها , ولا أذكر أنني زرت معرضاً في المنطقة إلا وأصادفه بين الحضور من الزوار , مما يدل على انتمائه للفن والابداع وعلاقته الطيبة مع الآخرين .
يعمل بهدوء وبأدب ٍ متناهٍ ويعيش حياته الهادئة مع الفن والابداع وكأني أسمعه يردد بعض أبيات الشعر للإمام الشافعي :
إذا شئت أن تحيا سليماً من الأذى وحظك موفورٌ وعرضك صيّن ُ
لسانك لا تذكر به عورة امرئ ٍ فكلك عوراتٌ وللناس ِ ألسنُ
وعينك إن أبدت اليك معايباً فصُنها وقل يا عينُ للناس أعينُ
وعاشر بمعروفٍ وسامح من اعتدى وفارق ولكن بالتي هي أحسن ُ
هكذا يعيش الفنان مبدا حياته المتواضعة محترماً غيره من الناس . أتمنى له استمرار هذا النمط من الحياة وأدعو له بالتوفيق الدائم والسعادة مع افراد عائلته ومع زملائه الفنانين وأتمنى أن يعجبكم ابداعه الفني المعروض أمامكم وتاذي يظهر لنا انتماءه الشخصي وارتباطه بأرضه وشعبه وموطن أجداده متذكراً البيئة التي عاش فيها في صغره ويعيشها في حاضره ويشاهد الأطلال من آثار أبائنا وأجدادنا فيرسمها ليذكرنا بها مشكوراً .
شكراً لإصغائكم وشكراً للقائمين على هذا المعرض من منظمين ومساعدين .
ثم تحدث ايضاً في المعرض الدكتور منير توما قائلاً :
تُظهِر لوحات الفنان مبدا ياسين في هذا المعرض أنّه يتمتع برؤية فنيّة متقدمة تتسِّم بروح التناسب أو التناسق فيما يتعلّق بالتوازن في النماذج البصرية أو الملموسة حيث تتميّز لوحاته بتناسب ٍ ناجح ٍ وتناغم ٍ يوحي بالإتزان .
وقد أجاد الفنان مبدا ياسين من خلال ممارسته فن الرسم المنتمي هنا الى المدرستين الواقعية
) Realism ) والإنطباعية ( impressionism ) في أنّه يتّبع اسلوباً يعتمد على إيجاد مخطّط لتحليل التناسب والتناغم ( harmony ) والشكل ( form ) والبنية ( structure ) والكلّ والجزء ليطبّق ذلك على العمل الفني , ويضفي عليه ِ معان ٍ إنسانية من أرفع الدلالات ذات الموضوعات المجتمعية مِن ألم ٍ ومعاناة ٍ وجمال طبيعي ومعماري وبشري ّ يتناول فيه ِ النوعية والإحساس بأسماء مختلفة لمسمَيات متنوعة مع ملامح ومشاهد شعبية معينة للفن مما يجعل فناننا أحياناً يثير عواطف أو أحاسيس سارّة للمتلقي أو أحاسيس تبعث في نفس المشاهد ذكريات وتجليات إنسانية بحثة أو رؤئ يمتزج فيها الألم مع الأمل , والطبيعة مع الواقع الذي يبقى مفعماً بتدفق المعاني المُبطّنة والموحية بكثير من تذوّق الجماليات والشعور بفقدان ما تُجسِّدهُ وتمثّله ُ تلك الرسومات أو اللوحات .
وهنا لا بُدّ أنْ نؤكِّد على أنِّ فن الأستاذ مبدا ياسين يثيرُ مشاعر خاصة بالفن ومقصورة عليه , أو أحاسيس فنيّة , بحيث أنّ هذا الأمر هو حالة من الشخصية الحيّة التي تحدث فقط عندما يُثار هذا الشخص الفنان بعمله ِ الفني وليس في أي وقت آخر .
وخير مثال على ذلك اللوحات التالية : " نزوح " , " جنازة إعلامية " , " قرية فلسطينية " ,
" تهجير " , " طريق الآلام " , " بيتي المهجور " , " الأطلال " , .
إنَّ ما يسترعي انتباهي في هذه اللوحات اهتمام الفنّان برسم مناظر أخّاذة جماليا ً لمدن عريقة في بلادنا كالقدس , عكا , يافا , طبريا , بيت لحم , مما يثير شجون أو أشجان العديد من المتلقّين , وتعود بهم الذكرى الى أيام ٍ من الزمن الجميل في منظورهم , والحنين الى أجواء دافئة حميمية من تلك الأيام , فالألوان التي استخدمها الفنان هنا ساحرة من حيث التناسق والمواءمة ( adapting ) , والإتزان والإتجاه التنسيقي الفني المُستحوذ على فكر وريشة الفنّان في آن ٍ واحد .
ولا يفوتني أن أشدّد على العنصر البشري في اللوحات كلوحات : " تراث " , " بنت فلسطين " , " صيادي يافا " , أولاد في الطريق " , " من مجموعة ألعاب الأطفال " , " كنعانية " , " طريق باب الواد " , وكل هذه اللوحات تنبثق منها ومن معانيها رموز تعتمل وتتأطَّر في نفس الفنّان أثناء عملية الرسم لتنعكس لاحقاً على المتلقي , فالمناظر الظاهرة في اللوحات من المدن المشار اليها تدلّ على أنَّ الفنان مبدا ياسين يعرف كيف يستخدم بإتقان لافت أدواته ِ من ريشة ٍ وألوان ٍ وهندسة فنيّة بحيث تكون جزءاً من ذاته ِ باعتبار الجزء ممثِلاً للكلّ المُتخَيّل , وبالتالي يركّز اهتمامه ُ ليس على أدواته ِ المستخدمة فقط , وإنّما على المواد التي يستعمِلُها بكفاءة تامة .
وينطبق هذا التوصيف أيضاً على اللوحات المُعَنوَنَة :
" مجموعة ألعاب الأطفال " التي يظهر فيها عددٌ من الأولاد لتُبيِّن رمزية المشهد المتوخى من محتواه حيث أن رمزية الأولاد في هذه اللوحات تمثِّل البراءة , المعاناة والتشرّد , الوحدة مع الطبيعة , المستقبل , القدرات الكامنة ( latent potentialities ) , البساطة الطبيعية
( natural simplicity ) , الترابط مع الأبدية ( eternity ) من منطلق كون الأولاد استمرارية الوصول الى اللامتناهي من زمن الحياة الوجودي .
أما صور النساء في اللوحات ( portraits ) فهي علاوة على إيراد وإبراز الفنان للجمال الأنثوي النقي والطاهر والمحتشم , فإنَّ المرأة في اللوحات تمثّل العامل القمري المتغيِّر والحدسي , وهذا الترميز يظهر في قسمات أوجه النساء المرسومات وفي ثيابهنَّ الموحية بالجمال الفولكلوري الفلسطيني شكلاً ولوناً وتطريزاً .
أما لوحتا " النسر " , و " عنف " , فإنَّ الفنان مبدا ياسين قد أجاد َ وأبدع َ في رسمهما ليس في تصوير العامل البشري زمكانياً فقط , وإنّما كان موفّقاً الى حد ٍ بارز في اختيار الألوان التي تمظهر الأجواء الصارخة ليضفي طابعاً صراعياً هائجاً صاخباً بل عاصفاً يوحي بتسارع ثوران الحدث بقوة مشتعلة مرتبطة بحالات من الحرب والدمار والمعارك والأذى للبشر في كل زمان ٍ ومكان .
وخلاصة القول إنّ الفنان الأستاذ مبدا ياسين قد قدّم لنا في لوحات معرضه ِ هذا عملاً فنيّاً أصيلاً ذا معان ٍ ورؤىً تجسِّد واقعاً ومجتمعاً بشرياً , ونزعات إنسانية متعدّدة الجوانب والدلالات , فكان بذلك مبدعاً الى درجة يستحق عليها كل ثناء وإطراء وتقدير , مما يؤكد أنه سيصل بفنه ِ المتميّز هذا الى أعلى مراتب التقدم والازدهار .
مبروك وبالتوفيق ..
كما كانت مداخلة لمنظم المعرض سلام ذياب حيث قال :
أهلاً وسهلاً بكم وشكراً لحضوركم , هناك اشخاص كثيرون اعتذروا عن المشاركة بسبب سوء حالة الطقس وخاصة من اتحاد التراثيين من المثلث .
الفنان مبدا ياسين ليس فقط رسام إنما فنان متعدد المواهب والمجالات , أي يرسم شكل تصويري ثم يقلب صور تراثية أرشيفية الى صور ملونة مثلا صور يافا أي هو ايضاً مصمم غرافي يدمج أكثر من صورة بنفس الوقت وتخرج بشكل جميل يعجز عنها اليوم الذكاء الاصطناعي فهو يعمل بهذه التقنية منذ زمن بعيد وبجدارة . أحيك وأقول لك ألف مبروك منها للأعلى وانشالله تُفتتح لك معارض في اكبر المتاحف في البلاد وخارج البلاد وأهلا وسهلا بكم .
وأخيراً كانت كلمة الفنان المحتفى به مبدا ياسين :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلاً وسهلاً بالجميع شرفتونا ونورتم المعرض , أرحب بكم أصدقائي وزملائي أعضاء جمعية ابداع فخور بكم وفخور بانتسابي لجمعية ابداع .
أحب أن أشكر كل من ساهم بإنجاح معرضي , كانز المعرض الفنان سلام ذياب مشكوراً على جهوده المباركة , كما أشكر إدارة جمعية ابداع التي أتاحت لي الفرصة للعرض بهذا الجاليري المميز . أشكر أبو نايف , أبو جهاد , أبو رامي , أبو راغب , أبو اندراوس والسكرتيرة نادرة شحادة . كما اشكر الدكتور منير توما على مداخلته الرائعة
[email protected]
أضف تعليق