أكد أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الهاشمية بمدينة الزرقاء الأردنية الدكتور جمال الشلبي لـ "موقع بكرا" ان اجتياح رفح سيكون" أخر ورقة" بيد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لـ "تحقيق انتصار" كان يبحث عنه منذ خمسة أشهر.
وقال د. الشلبي ان المرحلة الأخيرة من القتال ستكون معقدة وصعبة على إسرائيل وحماس في آن واحد، مشيراً إلى أن حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية( الأوروبيين والعرب) لا يؤيدون شن عملية عسكرية في رفح تجنباً لاندلاع حرب إقليمية وتوسعها، وهذا الأمر ما لا يريده أحد بما فيها إسرائيل وإيران والولايات المتحدة الأمريكية ذاته، مذكراً بتصريحات السيد حسن نصر الله التي قال فيها انه لا يمكن القبول بـ " هزيمة حماس" في حربها ضد إسرائيل.
ورغم ذلك لم يستبعد د. الشلبي قيام إسرائيل بشن عملية عسكرية "محدودة" أو "ضربات عن بعد" في رفح في ظل وجود حكومة إسرائيلية "متطرفة" تسعى لإعطاء الانطباع للمجتمع الدولي بأنها ذاهبة لتحقيق أهدافها مهما كان الثمن، مما يدفع بمصر وقطر بمطالبة حماس بـ "تليين شروطها" المتعلقة بوقف إطلاق النار، مؤكداً أن كل التهديدات الإسرائيلية في شن عملية عسكرية على رفح تدخل في إطار "كسب نقاط" في المفاوضات الجارية حالياً، سواء في مصر أو قطر.
صفقة الأسرى
وحول توقعاته من التوصل لاتفاق حول "صفقة الاسرى" قال د.الشلبي" نحن في المراحل النهائية للحرب على غزة، ولا بد أن تنتهي لأن القضايا الإنسانية أصبحت ملحة وتحت رؤية الرأي العام العالمي والغربي والمنظمات الحقوقية، وبالتالي، هناك جهود تبذل لتحقيق "الهدنة" وإيقاف الحرب، بيد ان إسرائيل تريد ثمن مختلف عما تريده حماس؛ فالأخيرة تسعى لوقف إطلاق نار شامل مع تبادل السجناء، في حين ان إسرائيل تريد (رأس حماس) وقدرتها، مع تصور حقيقي لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء أو غيرها".
وأعرب د. الشلبي عن اعتقاده بأن "إسرائيل ربما تقبل بالهدنات الطويلة ولكن المشكلة تكمن في "الضمانات" التي تسعى للحصول عليها حماس"، لافتاً الانتباه " بضرورة وجود طرف ثالث ربما يكون الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والجامعة العربية وحتى البريكس لكي تصبح للضمانات قيمة فعلية على المستوى السياسي والقانوني".
أوراق ضغط
وأشار د. الشلبي إلى "أن الوسيطين المصري والقطري لا يملكان أوراق ضغط حقيقية لكي يكونا مؤثران في عملية التفاوض الصعبة مع الإسرائيلين، باستثناء حسن النوايا، والبحث عن مخرج لهذه الأزمة لما لها من انعكاسات سياسية وإنسانية خطيرة على المنطقة وعلى العالم. وان كان بإمكان مصر أن تصعد من لهجتها بالحديث عن فكرة إلغاء اتفاقية كامب ديفيد، إذ يعد ذلك خسارة كبيرة لإسرائيل، مما يساعد الدول العربية التي وقعت الاتفاقيات الابراهيمية أن تعيد النظر بما أقدمت عليه، ومن ثم العودة إلى المربع الأول في الصراع العربي الإسرائيلي: فهل تغامر إسرائيل بهذه المكاسب التي حققتها خلال سبعين عاماً؟ وهل بإمكانها مواجهة المجتمع الدولي والأمم المتحدة والولايات المتحدة والأوروبيين؟ أنا اشك بذلك؛ لذا من الضرورة بمكان الوصول إلى حل وسط يرضي الجميع".
من جهة ثانية، توقع د. الشلبي أن تقبل حماس بخروج بعض قياداتها مثل السنوار والقيادات العسكرية إلى الخارج، والقبول بـ "سلطة فلسطينية مدنية" بعد إعادة تأهيلها إدارياً، وسياسياً، وتشريعياً، بحيث تشمل بشكل غير مباشر "القواعد الشعبية" لحماس.
"حكومة تكنوقراط"
كما لم يستبعد الدكتور الشلبي من تشكيل "حكومة تكنوقراط" التي يجري الحديث عنها حالياً لأنه لا يوجد بديل، مؤكداً أن السلطة الفلسطينية القائمة لا تمثل الشعب الفلسطيني برمته، لأنها مستبعدة حماس والقوى الإسلامية الأخرى، فضلاً عن كونها سلطة ضعيفة إدارياً وسياسياً، وهي متهمة دوماً بـ "التنسيق الأمني" مع إسرائيل، وبالتالي، هناك حاجة إلى بناء كيان سياسي جديد يشمل الجميع يكون دستوري وقانوني وديمقراطي.
وفي هذه "المرحلة الانتقالية" كما يشير د. الشلبي" سيتم من خلالها إجراء انتخابات تمثل الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، والعمل على إنهاء الانقسام الفلسطيني، ومن ثم تبدأ هذه الحكومة في التفاوض بشكل مباشر حول كل القضايا العالقة مع إسرائيل مع دعم واضح وصريح من الدول العربية والغربية".
دولة فلسطينية
بالمقابل، يرى د. الشلبي انه لا يمكن لإسرائيل في هذه المرحلة من قبول "دولة فلسطينية كاملة السيادة" بل "دولة منزوعة السلاح"، وهو الأمر المتاح حالياً للفلسطينيين في ظل الأوضاع السياسية العربية "المهترئة والمتناقضة المتضاربة" المصالح؛ وإلا سندخل في نكبة أخرى غير محمودة العواقب على الفلسطينيين والعرب وإسرائيل على الآمد المتوسط والبعيد.
[email protected]
أضف تعليق