أثارت التقارير عن خطط إسرائيلية وشيكة لشن هجوم على مدينة رفح في جنوب قطاع غزة؛ مخاوف بشأن تصاعد التوترات في المنطقة. وباعتبار مصر دولة جِوار ولاعبًا رئيسيًا في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، فإنها تجد نفسها في موقف حساس.

وحذر الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية احمد السيد في حديث لموقع بكرا من مخاطر المخطط الإسرائيلي وقال ان الخطة الإسرائيلية لمهاجمة رفح الفلسطينية تشكل مخاطر كبيرة على المنطقة المجاورة وعلى منطقة الشرق الأوسط برمتها.

موجة جديدة من العنف وإراقة الدماء

وبين ان من هذه الأخطار: تصعيد العنف وقد يؤدي الهجوم الإسرائيلي على رفح إلى موجة جديدة من العنف وإراقة الدماء في منطقة مضطربة بالفعل, ونشوء ازمة انسانية حيث ان رفح تضم عدداً كبيراً من السكان المدنيين، وقد يؤدي أي هجوم إلى تفاقم الوضع الإنساني المتردي أصلاً في غزة. وقد يؤدي إلى النزوح والإصابات والخسائر في الأرواح بين المدنيين الأبرياء، فضلاً عن الإضرار بالبنية التحتية الحيوية مثل المستشفيات والمدارس.

ولفت الى انه قد يكون لتصاعد العنف في غزة آثارا مضاعفة في جميع أنحاء المنطقة، مما يؤدي إلى زعزعة استقرار البلدان المجاورة وتقويض الجهود الرامية إلى تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط. ومن الممكن أن يؤدي ذلك إلى توتر العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل وجيرانها العرب ويؤجج المشاعر المعادية لإسرائيل في جميع أنحاء المنطقة.

وتطرق الباحث السيد الى التداعيات السياسية وقال قد يؤدي الهجوم الإسرائيلي على رفح إلى زيادة توتر العلاقات بين إسرائيل والمجتمع الدولي، خاصة إذا تم النظر إليه على أنه غير متناسب أو عشوائي.

العواقب طويلة المدى

ورأى الباحث السيد انه إلى جانب المخاطر المباشرة، قد يكون للهجوم على رفح عواقب طويلة المدى على الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. ومن الممكن أن يؤدي ذلك إلى تعميق المظالم القائمة وتأجيج الاستياء بين الفلسطينيين، مما يجعل مفاوضات السلام المستقبلية أكثر صعوبة.

واكد انه بشكل عام، فإن الخطة الإسرائيلية لمهاجمة رفح تنطوي على مخاطر كبيرة وتؤكد الحاجة الملحة لجميع الأطراف إلى إعطاء الأولوية للحوار والدبلوماسية والحل السلمي للصراع.

الموقف المصري

وأشار الى الموقف المصري من الخطة الإسرائيلية لمهاجمة رفح متعدد الأوجه ويعكس الديناميكيات المعقدة للمنطقة، وقال ان مصر تعمل في هذا السياق على تعزيز قواتها ووجودها العسكري على طول الحدود مع غزة رداً على التوترات المتصاعدة واحتمال امتداد العنف إلى شبه جزيرة سيناء. وتهدف هذه الخطوة إلى منع أي تدفق محتمل للاجئين أو المسلحين إلى الأراضي المصرية والحفاظ على الاستقرار على طول الحدود.

التهديد بإلغاء اتفاقيات كامب ديفيد

وأوضح الباحث المصري ان مصر قد تُهدد بإمكانية إعادة النظر أو إلغاء اتفاقيات كامب ديفيد إذا قامت إسرائيل بالهجوم على رفح وقال ان اتفاقيات كامب ديفيد، الموقعة عام 1978، تشكل حجر الزاوية في معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل. وأي تحرك لإلغاء أو تقويض هذه الاتفاقيات سيكون له آثار كبيرة على الاستقرار الإقليمي والعلاقات الدبلوماسية.

القلق على أمن سيناء

وعبر عن القلق من أمن سيناء وقال بهذا الخصوص إن مخاوف مصر بشأن الوضع الأمني في شبه جزيرة سيناء طويلة الأمد, وشهدت المنطقة اضطرابات وأعمال عنف متفرقة، بما في ذلك هجمات شنتها جماعات مسلحة تابعة لتنظيم داعش. وأي تصعيد للصراع في غزة، وخاصة إذا امتد إلى سيناء، يمكن أن يؤدي إلى تفاقم هذه التحديات الأمنية ويشكل تهديدا لمصالح الأمن القومي المصري.

الجهود الدبلوماسية

ورداً على الخطة الإسرائيلية لمهاجمة رفح، قال الباحث المصري قد تشارك مصر في جهود دبلوماسية لتهدئة التوترات، وتشجيع الحوار، ومنع المزيد من العنف. وقد يشمل ذلك التنسيق مع الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية الأخرى لإيجاد حل سلمي للأزمة.

وختم بقوله يعكس رد مصر على الخطة الإسرائيلية لمهاجمة رفح التزامها بالحفاظ على الاستقرار على طول حدودها، وحماية مصالحها الأمنية الوطنية، والتمسك بدورها كوسيط رئيسي في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]