قال مسؤولون إسرائيليون إنهم على استعداد لرؤية يحيى السنوار، الذي تعتقد تل أبيب بأنه العقل المدبر لهجوم 7 أكتوبر (عملية طوفان الأقصى على المستعمرات الإسرائيلية في غلاف غزة) يبحر إلى المنفى طالما تم إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين واستبدال حماس بحكومة جديدة في غزة، حسبما أفادت شبكة ” إن بي سي نيوز”.
وبحسب ما ورد، فإن فكرة المنفى لتمهيد الطريق أمام هيئة حكم جديدة في غزة خالية من المقاومة كانت “مطروحة على الطاولة” منذ تشرين الثاني/نوفمبر، وفقا لمستشار كبير آخر للحكومة الإسرائيلية.
وكانت الحكومة الإسرائيلية قد هددت في البداية بقتل السنوار ومحمد ضيف، ولكنها سربت معلومات إلى وسائل الإعلام الأمريكية فيما بعد تتحدث عن فكرة إرسال السنوار وضيف وأربعة من قادة حماس إلى المنفى بدلاً من ذلك، مثلما غادر ياسر عرفات ومنظمة التحرير الفلسطينية من بيروت على متن سفينة، كوسيلة بديلة محتملة لإزالة قيادة حماس من غزة.
وقال أحد كبار مستشاري رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو: “لا نمانع في أن يغادر (السنوار) مثلما غادر عرفات لبنان”. وأضاف: “سنسمح بحدوث ذلك طالما تم إطلاق سراح جميع الرهائن”.
وقال مصدران مطلعان على المناقشات داخل الحكومة إن المنفى كان مجرد واحد من مجموعة من المقترحات التي طرحها الإسرائيليون على الولايات المتحدة والتي تضمنت استبدال حماس بقادة مدنيين يتم اختيارهم بعناية وإصلاح نظام التعليم في غزة.
وفي عام 1982، عندما أطبقت القوات الإسرائيلية على بيروت، حيث كان مقر منظمة التحرير الفلسطينية آنذاك، رتبت الولايات المتحدة ووسطاء دوليون آخرون خروجًا لأعضاء المجموعة وزعيمها. وغادر المئات من مقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية لبنان على متن السفن، وتبعهم عرفات، الذي عاش في المنفى في تونس لمدة اثنتي عشرة سنة.
وفي الأسبوع الماضي، التقى رئيس وزراء قطر ورؤساء المخابرات من الولايات المتحدة وإسرائيل ومصر في باريس لمناقشة صفقة يأملون أن تؤدي إلى إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين وإنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة.
وبعد الاجتماع، نقل المصريون إطار الصفقة إلى القادة العسكريين لحماس في غزة، وتحدث القطريون إلى القادة السياسيين للجماعة.
يوم الثلاثاء، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن حماس كان لديها “رد فعل إيجابي” على الشروط المقترحة للصفقة. وقدمت حماس عرضا مضادا بشروط محددة، الثلاثاء ، لكن هذا الرد لم يذكر أي شيء عن نفي السنوار أو نهاية حكومة حماس.
وقال مصدر مطلع على اجتماع باريس وتداعياته إن الإسرائيليين اقترحوا على الأمريكيين أن يتم إرسال ستة من قادة حماس، بما في ذلك السنوار والضيف، خارج غزة، لكن الاقتراح لم يتم تقديمه رسميًا إلى حماس، لأن الجماعة ترفض هذه الأفكار.
ويتضمن عرض حماس المضاد انسحابا كاملا للقوات الإسرائيلية من غزة، وهو ما رفضه نتنياهو يوم الأربعاء.
ويعترف مستشارو مجلس الحرب الإسرائيلي الذين يعملون على سيناريوهات غزة ما بعد حماس، بأنه من غير المرجح أن يوافق السنوار على فكرة الإبحار.
وكما قال مسؤول أمني إسرائيلي كبير سابق لشبكة إن بي سي نيوز، فإن (المنفى) هو الحل السحري الذي يريده الجميع، ولكن من غير الممكن على الإطلاق أن توافق حماس على ذلك”.
بالإضافة إلى ذلك، يشعر القادة الفلسطينيون والحكومات العربية بالقلق من أي مقترحات من إسرائيل حول كيفية حكم غزة في المستقبل، وفقًا لدبلوماسيين أجانب ومسؤولين أمريكيين سابقين.
ويقول مسؤولون إسرائيليون إنهم يعتقدون أن السنوار والضيف يتواجدان الآن في أنفاق عميقة أسفل خان يونس ورفح جنوب قطاع غزة.
وزعم مسؤولون أن قوات الجيش الإسرائيلي تقترب من السنوار والضيف بينما تتقدم جنوبا في جهودها لتدمير قدرات حماس العسكرية وتحرير الرهائن المتبقين.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت يوم الإثنين إن الجيش الإسرائيلي عثر على “مواد” من بقايا السنوار في الأنفاق.
وقال غالانت في مؤتمر صحافي: “السنوار ينتقل من مخبأ إلى مخبأ”. “في الأيام الأخيرة، عثرت قوات الجيش الإسرائيلي على مواد كبيرة في الأماكن التي تواجد فيها مؤخرا، وبفضلهم، نقوم بتعميق قبضتنا على خطط حماس”.
[email protected]
أضف تعليق