رغم أن الأجواء العامة في البلاد وفي مجتمعنا بشكل خاص، متأثرة بشكل كبير بالحرب في غزة، إلا أن اقتراب موعد انتخابات السلطات المحلية المقررة في 27.2 بعد تأجيل لمرتين، يلزم الناس بالعودة شيئا فشيئًا إلى الحديث عن الانتخابات ويلزم المرشحين بأن يعودوا لإطلاق حملاتهم.
في موقع "بكرا" سنرصد في الأسابيع الثلاثة القادمة الانتخابات في كل البلدات، عدد المرشحين، الائتلافات الممكنة، التصريحات، احتمالات الفوز وكل ما يتعلق بالانتخابات.
ولو بدأنا الحديث عن قرية المشهد التي وبشكل استثنائي وغير مسبوق، تشهد انتخابات مختلفة، إذ يترشح لرئاسة المجلس حتى اليوم 9 مرشحين.
في المشهد غالبًا تجري الانتخابات على أساس عائلي، كما في بلدات عديدة، طبعًا مع بعض الاستثناءات في انماط التصويت، وتكون المنافسة عادة بين مرشحين العائلتين الأكثر تعدادًا، حسن وسليمان، وفي الانتخابات الأخيرة عام 2018، لم تحسم الانتخابات في الجولة الأولى، حيث وصل إلى الجولة الثانية كل من وجيه سليمان وعبد الفتاح حسن، وتم الاتفاق بينهما على تقاسم الدولة الانتخابية، إذ أدار وجيه سليمان المجلس لمدة عامين ونصف، ثم أجريت انتخابات شكلية فاز بها عبد الفتاح حسن وأدار المجلس للعامين ونصف الآخرين.
اليوم الصورة تبدو مختلفة، إذ يترشح من عائلة سليمان، مرشح واحد وهو توفيق سليمان، ومن عائلة حسن 3 مرشحين، وهم كل من الرئيس الحالي عبد الفتاح حسن، ويوسف حسن وفاروق حسن، وهذا غالبًا ما سيقسم أصوات عائلتهم إلى ثلاثة وسيقلل من فرص منافسة أحدهم على الرئاسة وربما حتى على الوصول إلى الجولة الثانية.
أما بالنسبة لباقي عائلات المشهد، فيتنافس على رئاسة المجلس أيضًا كل من سليمان صالح، غازي أبو إسماعيل، رؤيات مرعي، رائد عرفات وخالد دخل الله، ويسعى كل واحد منهم إلى الوصول للجولة الثانية في حال عدم الحسم من الجولة الأولى.
بالحسابات البسيطة وبعد رصد وحديث ومتابعة في القرية، ودون التطرق إلى المفاجآت التي قد تحصل في كل حين، فإن الحسم من الجولة الأولى مع هذا العدد من المرشحين سيكون صعبًا، ويبدو أن المرشح توفيق سليمان هو الأوفر حظًا للوصول إلى الجولة الثانية، وفي ظل وجود 3 مرشحين من عائلة حسن وهي العائلة الأكبر بالمشهد، فإن حظوظ ثلاثتهم تتراجع بالوصول إلى الجولة الثانية، ويجعل التنافس على ذلك في غاية التعقيد مع باقي المرشحين، مع نسب متقاربة تقريبًا.
لا شك أن رصد الانتخابات وتغطيتها والكتابة عنها في سياق عائلي، ليس أمرًا مفضلًا، وكل مسألة العائلية، هي ظاهرة نصبو إلى التخلص منها، لكنها في الوقت الحالي جزء من الواقع، والمهنية تفرض التعامل مع الواقع كما هو بدلًا من انكاره، مع الدعوة دائما إلى تغييره للأحسن. والحديث بأن الانتخابات تجري على أساس عائلي، لا ينفي وجود انماط تصويت مختلفة في قرية المشهد أو في غيرها وأن هنالك مجموعات تصوت فعلًا وفق معايير أخرى، منها قدرات المرشح ومستواه المهني، ولكن بالمجمل، المعيار العائلي يبدو هو الطاغي، كما في معظم بلداتنا.
[email protected]
أضف تعليق