نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية تقريراً عن حصار البلدة القديمة في مدينة الخليل. أعدّته إيما غراهام- هاريسون وكيك كيرزنباوم، وقالتا فيه إن المستوطنين الذين جنّدوا في الجيش الاسرائيلي يفرضون نظاماً قاسياً على مدينة الخليل، التي تعدّ من أهم مراكز الاقتصاد الفلسطيني.
أما مركز المدينة القديمة، فتعتبر أكثر المناطق عسكرة في الضفة الغربية.
وقامت القوات الاسرائيلية بوضع نقاط تفتيش ف بشكل فرضت فيه إقامة إجبارية على الكبار والصغار، وبدون تمييز على العديد من العائلات التي تقطن المنطقة
يتم استخدام مجموعة من الألوان في الخليل، حيث الشوارع الحمراء مخصصة للمستوطنين، والبرتقالية للمواطنين، ولكن بدون استخدام السيارات، أو ممارسة التجارة
وتتراكم القمامة في ساحة بعض المنازل االفلسطينية، لعدم السماح لهم بوضعه في الخارج وجمعه. ويسمح له مرة في الشهر، ولمدة ساعة، كي يحصل على المواد الغذائية. ولأن الوقت قصير، فقد اشترى أكياس القمح: “وكأنهم يريدون علف الحيوانات”.
وخففت القيود قليلاً، حيث يسمح للسكان بمغادرة بيوتهم ثلاث مرات في الأسبوع. ويستطيعون الآن مغادرة بيوتهم كل يوم، ولكن عليهم العودة قبل الساعة السابعة مساء، حيث يفرض عليهم حظر التجول.
ولا تزال المدارس مغلقة، وكذا المحلات في المنطقة، وعندما حاول حلاق فتح دكانه فإنه تعرّضَ للضرب.
و اعتاد سكان مركز الخليل على القيود التي تمتد على مدى 20 عاماً، إلا أن القيود الجديدة التي فرضها الاحتلال منذ السابع من اكتوبر الماضي غير مسبوقة، حيث يمنعون من المشي في شوارع معينة مفتوحة فقط للمستوطنين.
وقال مواطن في المنطقة المسماة “أتش تو”، وهي المنطقة التي حدّدها الاحتلال، والتي تهدف لحماية 800 مستوطن، يعيشون وسط 34,000 مواطن، إنهم يواجهون التحرش، ويمنعون من ترك منازلهم
ولم يستطع المواطنون قطف الزيتون في المدرجات المزروعة بأشجار وتحيط بالمدينة، وتنتشر بينها الورود القزحية، حيث يستمتع مستوطن يرعى الماشية وجنود في الخدمة بالمناظر الخلابة.
ويقول عيسى عمرو، الناشط في الخليل: “الآن، المستوطنون هم الأسياد”. وضُرب عمرو، وعُذّب في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، حيث لم يعد قادراً على تحريك إحدى يديه، وأخبره الأطباء أن الضرر قد يكون دائماً، وعلق: “أنا معروف، وانظري ما فعلوا بي، أما البقية فهم خائفون”. ويقول عمرو إن المستوطنين يستغلون هجوم “حماس” لتقوية موقعهم على أمل طرد المدنيين الفلسطينيين من الخليل، وبذريعة مقاتلة الإرهاب. وقال: “لم أضرب لأنني عضو في “حماس”، ويعرفون مواقفي، وأنني لست متديناً”، و”هم يستخدمون المأساة ودم الإسرائيليين والفلسطينيين لتحقيق حلمهم “من النهر إلى البحر”، وبدون الفلسطينيين، وما يفعلونه لا علاقة له بالأمن”.
وحسب اتفاقية أوسلو، فقد قسمت الخليل إلى أتش1، حيث تعيش غالبية المواطنين ، وعددهم أكثر من 230,000 نسمة، وأتش2 تحت السيطرة الإسرائيلية. وفي هذه المنطقة يظهر الفصل والتمييز الذي يصفه الناشطون بنظام الأبارتهايد والأكثر وضوحاً في الضفة الغربية.
ويتم استخدام مجموعة من الألوان هنا، حيث الشوارع الحمراء مخصصة للمستوطنين، والبرتقالية للفلسطينيين، ولكن بدون استخدام السيارات، أو ممارسة التجارة. ولا يخفي المستوطنون نيّتهم بتوسيع وجودهم في الخليل.
ويقول النقاد إن الدولة عزّزت من قوتهم ومنحتهم الفرصة لتطبيق أجندتهم بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر، حيث أصبحت الميليشيات المسلحة وحدات عسكرية بعد استدعاء الجنود النظاميين إلى غزة. ووزعت الحكومة أسلحة عسكرية على المدنيين والميليشيات المسلحة التابعة للمستوطنين الذين يسيرون في شوارع الخليل بالزي العسكري، أو الزي شبه العسكري أو المدني، بحيث يصعب تحديد هيكلهم القيادي. ويقول نداف ويمان، نائب مدير منظمة “كسر الصمت”، إن المجتمعات الآن تعيش تحت رحمة مجموعات مسلحة بدون شكل، وتتصرف وتبدو مثل ميليشيات مسلحة. وقال: “منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر لا يعرف الفلسطينيون إن كانوا يتعاملوم مع المستوطنين أم الجيش، والمستوطنون هم الجيش المكون من مستوطنين”. و”يقومون بمداهمة البيوت، ووقف السيارات، بل والسرقة، وفي الجيش الإسرائيلي”. و”لو كان الوضع في البلقان في سنوات التسعينيات لقلت إنها جماعات شبه عسكرية، لكنهم في الجيش الإسرائيلي، ويستخدمون كواجهة للحفاظ على النظام والقانون في الخليل، وهو القانون العسكري، ويمكن للفلسطينيين تحديه والاستئناف ضده. وما يحدث الآن كأنه انتقام”.
[email protected]
أضف تعليق